تخطّت الولايات المتحدة كافة المعايير الأخلاقية والإنسانية، حينما قررت حجب المساعدات المالية عن مستشفيات مدينة القدس الفلسطينية الثلاثة: 1- المقاصد الخيرية، 2- أوغوستا فيكتوريا، 3- سانت جورج.
وبذلك فقدت واشنطن وإدارة ترامب أي حس إنساني أو أخلاقي في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، وأوقعت نفسها ليس فقط في موقع الانحياز الأعمى للمستعمرة الإسرائيلية ومشاريعها العدوانية التوسعية المعادية للعرب والمسلمين والمسيحيين، بل إنها وضعت نفسها في موقع الجريمة التي تستحق المعاقبة والمحاسبة مثلها مثل السلوك الاستعماري العنصري، والعدواني الهمجي، الذي تسلكه تل أبيب وتتساوى فيه ومعه بل وتتفوق عليها بهذا القرار الجائر.
دوافع واشنطن لقرارها حجب عشرين مليون دولار عن مستشفيات القدس الثلاثة هي:
أولاً: دوافع إفقار وتجويع للفلسطينيين، ودفعهم نحو اليأس وفقدان الخدمة الضرورية للمعالجة وحفظ الحياة، ورفعها عن أهل القدس من العرب المسلمين والمسيحيين.
وثانياً: تستهدف توصيل الرسالة وتجديدها بعد أن اعترفت يوم 6 /12 /2017، أن القدس الموحدة الغربية والشرقية عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وأن مستشفياتها إسرائيلية وليست فلسطينية الهوية والخدمة والعنوان، ولذلك تسقط عنها المساعدة والدعم، ويجب أن تتبع لحكومة تل أبيب الاحتلالية، حتى ولو أغلقت هذه المستشفيات أبوابها أو حتى توقفت عن خدمة المواطن الفلسطيني، فهو في نظر واشنطن غير الأخلاقي وغير الإنساني لا يستحق الخدمة العلاجية المطلوبة، كإنسان يستحق الحياة كما هي الحرية والكرامة.
تمادت واشنطن في عهد ترامب، بحجب المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية التي ولدت من اتفاق أوسلو الذي وقع في ساحة الورود بالبيت الأبيض وتطوعت لمساعدتها حتى تقف على قدميها طوال المرحلة الانتقالية، وتبني خطواتها التراكمية وصولاً إلى الدولة المستقلة.
وحجبت مساعداتها عن وكالة الغوث الأونروا بهدف شطب قضية اللاجئين وهي العنوان الآخر من شق المعاناة الفلسطينية، ومن جزئي الحقوق: 1- الحرية للشعب المقيم، و2- العودة للاجئين، مقابل ما هو قائم حالياً: 1- استمرار الاحتلال على من هم باقون على أرض فلسطين، و2- بقاء التشريد واللجوء لمن تم إبعادهم وطردهم عن بيوتهم ووطنهم.
إدارة ترامب باتت متطرفة لا تقل أذى عن مواقف نتنياهو وليبرمان وبينيت، وفي بعض الأحيان والأوقات والعناوين يتفوق على الثلاثي المتحالف في إدارة حكومة المستعمرة الإسرائيلية، وطبعاً هو ينفذ سياسته بدعم إجراءات تل أبيب عبر فريقه الثلاثي: 1- كوشنير، و 2- غرينبلات، و3- فريدمان، إضافة إلى نائب الرئيس بنس والسفيرة نيكي هايلي.
شعب فلسطين ليس له سوى أن يواصل العمل وأن يُشمر عن سواعده وتضحياته وبسالته ووعيه وهو سينتصر كما فعل شعب فيتنام ضد أميركا، والجزائر ضد فرنسا، والكونغو ضد بريطانيا، لأنه على حق ويملك العدالة.
h.faraneh@yahoo.com
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية