كشف فحوى رسالة نقلها الوفد المصري لقيادة السلطة حول المصالحة الفلسطينية
أفادت تقارير صحفية عربية أن الوفد الأمني المصري الذي التقى بالرئيس محمود عباس ظهر السبت في رام الله ، نقل رسالة واضحة إلى قيادة السلطة الفلسطينية بشأن المصالحة مع حماس .
وذكرت صحيفة العرب اللندنية نقلا عن مصدر وصفه بالمطلع أن الرسالة المصرية لقيادة السلطة الفلسطينية، مفادها "المصالحة حائط الصد المنيع لتمرير صفقة القرن ، والقاهرة ماضية في إتمام الحوارات الفلسطينية مهما بلغت العثرات، ولن تيأس من عودة السلطة إلى غزة ، والحديث عن تهدئة في القطاع بالتوازي مع إنهاء الانقسام لا يعني ترسيخ حكم حماس، ولن يقابله أي ثمن سياسي".
وحسب الصحيفة، فقد جاءت زيارة الوفد الأمني المصري إلى رام الله، في إطار مخاوف القاهرة من موجة عنف جديدة تضرب قطاع غزة وتنسف جهود التهدئة الضمنية، وهو ما يمكن أن تستثمره حماس في تصدير التوتر ناحية إسرائيل.
وأشارت إلى مصر مقتنعة بأن التحرك لإنهاء الانقسام يبدأ من السلطة، وتليين مواقفها، وألا تضع شروطا تعجيزية تعطي حماس فرصة التنصل من مسؤوليتها وتدفعها نحو المزيد من المراوغة وإضاعة الوقت، انتظارا لمستجدات ترتبط بغياب عباس عن السلطة أو غيرها، بحسب الصحيفة.
ويضم الوفد المصري 4 شخصيات أمنية برئاسة اللواء أحمد عبدالخالق مسؤول الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات، والتقى الرئيس محمود عباس وعددا من قادة فتح، بينهم عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية للحركة والمفوض بإدارة ملف المصالحة.
وأكد المصدر ذاته أن زيارة الوفد الأمني ترمي إلى إقناع السلطة بتخفيف الشروط المرتبطة بالمصالحة والسير بالتوازي بين إنهاء الانقسام والتهدئة مع إسرائيل، لأن تحسن الأوضاع الإنسانية في غزة يرتبط بوجود السلطة.
اقرأ/ي أيضًا: تفاصيل اجتماع الرئيس عباس مع المخابرات المصرية حول المصالحة الفلسطينية
وتأتي زيارة الوفد الأمني بعد 3 أيام من مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس عباس، أكد فيها تمسك القاهرة بعودة السلطة إلى غزة وإتمام المصالحة.
وقال بركات الفرا سفير فلسطين في القاهرة سابقا لـ”العرب” إن التحرك المصري السريع باتجاه المصالحة يرتبط بقناعة أطراف دولية بحتمية عودة حكومة الوفاق إلى غزة لانتشالها من أزماتها، ولا يمكن حل مشكلات القطاع الأمنية والاقتصادية بحلول مؤقتة، مثل التهدئة.
وترغب أطراف دولية، على رأسها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، في إتمام مصالحة تفضي إلى تمكين الحكومة الفلسطينية في غزة لتقوم بالإشراف على خطة إنقاذها من الانهيار عبر مشروعات تنموية وإنسانية.
ونقل الموقع عن مصدر داخل فتح أن "السلطة تريد المصالحة، لكنها ترفض استنساخ نموذج حزب الله في الأراضي الفلسطينية، وهذه مشكلتها الأساسية، كما أننا لا نثق في التزامات حماس، لأن من (انقلب) في الماضي، قد ينقلب مستقبلا"، وفق تعبيره.
وكانت حماس رفضت رد فتح على الورقة المصرية بشأن آلية إنهاء الانقسام ووصفتها بالسيئة، وتتضمن شروطا تعجيزية باستلام غزة من الباب للمحراب دون التطرق إلى حل أزمة موظفي حماس والتمسك بوجود سلاح واحد تحت سلطة واحدة.
وتتمسك القاهرة بالتحرك على مساري التهدئة والمصالحة لتوفير بيئة مناسبة لإعادة التفاهمات بين فتح وحماس بعيدا عن التوترات الأمنية في غزة، لكن السلطة ترفض وتقول “الحديث عن التهدئة يجب أن يكون خطوة لاحقة لإنهاء الانقسام”.