بيت الصحافة ينظم لقاءً حوارياً حول واقع الصحافة الفنية في فلسطين

بيت الصحافة ينظم لقاءً حوارياً حول واقع الصحافة الفنية في فلسطين

نظّم بيت الصحافة – فلسطين مساء الأربعاء، لقاءً حواريا بعنوان "واقع الصحافة الفنية في فلسطين" ضمن مشروع تعزيز حرية التعبير وجودة واستقلالية الإعلام الفلسطيني.

وشارك في الحوار الذي سيّره المخرج الفلسطيني سعد كريَم، لفيف من الكتاب والفنانين والأدباء بالإضافة إلى عدد من الصحفيين وبعض رؤساء تحرير الصحف والمواقع الالكترونية في قطاع غزة .

وأكد مدير بيت الصحافة بلال جاد الله، أن الواقع السياسي هو المسيطر على كل شيء في ظل الأوضاع الحالية.

وتحدث جاد الله عن الأهمية الكبيرة التي حظي به فيلم "السجادة الحمراء" خاصة من قبل وسائل الإعلام الأجنبية لأن هذا الفيلم ارتبط بحدث سياسي، مضيفا أن الفكرة مبتكرة لذلك جذبت الكثير من وسائل الإعلام الدولية.

وأكد جاد الله ضرورة التنسيق بين الصحفيين والفنانين واستعداد المؤسسة باستضافة أي لقاء أو ندوة حول هذا الموضوع، لتقديم توصيات تعود بالنفع على الفن الفلسطيني، مضيفا أن مثل هذه الجلسات الحوارية تحتاج إلى عصف فكري لأهمية الموضوع.

وفي كلمتها رحبت سمر الملفوح مديرة البرامج في بيت الصحافة بالحضور، مؤكدة أن بيت الصحافة هو البيت الإعلامي الذي يرعى خدمات الصحفيين والإعلاميين ويحتضن المواهب الثقافية إيمانا منه بضرورة دعم الإعلام الفلسطيني.

وأضافت أن بيت الصحافة مستمر في المساهمة بتوفير بيئة إعلامية خصبة بعيدا عن التكتلات الحزبية والمشاحنات التي من شأنها تفتيت ثقافة الوحدة.

وتابعت الملفوح "هذا اللقاء يبحث واقع الصحافة الفنية في فلسطين وهذا النوع من الصحافة أحد فروع الصحافة المتخصصة التي تهتم بالفنون والمهن الفنية على اختلافها، ومن ضمنها المهن السينمائية والمهن التمثيلية والمهن الموسيقية".

من جهته رحب سعد كريّم بداية بالضيوف وحيّاهم على تلبية الدعوة، مؤكدا أن بيت الصحافة يعد دائما حاضنا حقيقيا في جمع الفنانين والصحفيين، فيما اعتبر أن هناك علاقة تاريخية بين هذين المجالين .

وأكد كريم أن الفن في قطاع غزة خاصة وفلسطين عامة دائما ما يفتقد للصحفيين ،مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه الصحفي أو مندوب الصحيفة والموقع الالكتروني للقائد أو المسؤول السياسي، الذي يكون مدعوا لافتتاح المعارض أو المسرحيات أو الأفلام، قبل أن يتجاهل الحدث نفسه، أو ذكره في ذيل الخبر.

ومنح كريم عددا من الصحفيين الفرصة للحديث عن تجاربهم وآرائهم حول الصحافة الفنية في قطاع غزة.

وقال مدير موقع دنيا الوطن محمد عيسى، إن الصحفيين بعيدون عن الصحافة الفنية، بالإضافة إلى أنه لا يوجد تواصل بين الفنانين في قطاع غزة والصحفيين، مؤكدا بأن هناك نظرة سلبية ليس من قبل الصحفي لوحده ولكن أيضا من قبل الجمهور للفن.

ووصف عيسى الجمهور بأنه غير واعٍ لهذه النقطة، مشيرا إلى أن هناك سوء تواصل وتنسيق بين الإعلام والفنانين، مما يؤثر على عدم إلمام الصحفيين بالنشاطات الفنية المختلفة التي تحدث في قطاع غزة.

وتحدث الكاتب محمود الشاعر عن الإشكالية التي تواجه الإعلان عن الفعاليات الثقافية، مشيرا إلى أن هناك عدم اهتمام من قبل الصحفيين في الإعلان عن الفعاليات وأيضا في تغطية الأخبار المتعلقة بها.

وقال الشاعر إن عدم الاهتمام بالفعاليات الثقافية والفنية، يأتي بسبب تركيز وسائل الإعلام على القضايا السياسية المختلفة ولوجود أحداث سياسية متواصلة.

بدوره رأي الصحفي عماد عبد الرحمن، أن الحالة الفلسطينية وأولوية الشعب في هذه المرحلة تحول دون الاهتمام أو التركيز على أي نوع من أنواع الصحافة المتخصصة.

وأضاف أنه لا يوجد تخصص في مجال الصحافة الفنية، أو مؤسسة مختصة بالأعمال الفنية في قطاع غزة، ولذلك هناك ضعف في الإنتاج الفني.

وأكد عبد الرحمن بأن هناك فرقا كبيرا بين فلسطين ودول الجوار في هذا المجال، خاصة في موضوع الصحافة المتخصصة ولذلك هناك قصور كبير لدى الصحفي في تغطية الأخبار الفنية، وأحيانا يعتمد على الجهد الشخصي دون الإلمام بالفن.

بدوره يعتقد الكاتب محمود جودة بأن هناك تقديرا كبيرا بالصحفي السياسي والرياضي في فلسطين، فيما يعد الصحفي المتخصص بالفن مهمشا وغير موجود،مبررا ذلك بأنه لا يوجد شخصيات متخصصة في الصحافة الفنية ولذلك في أغلب المواقع الإخبارية تضع اللقاء مع القيادي أولوية حتى لو كان يتحدث عن مضمون غير مهم.

من جهته تساءل الكاتب والأديب يسري الغول،عن مدى توحد جميع الفنانين في قطاع غزة وفلسطين في ظل انتمائهم لأحزاب، كل حزب يختلف عن الآخر من ناحية الايدولوجيا والفكر، مشيرا بأنه لا يوجد حاضن للفنانين والأدباء والكتّاب.

وتحدث الغول عن أهمية جودة العمل الفني كفيلم السجادّة الحمراء الذي جذب الكثير من وسائل الإعلام لأنها تعد فكرة مبتكرة.

ويعتقد رئيس كتلة الصحفي والمذيع في إذاعة الأقصى أحمد زغبر، بأن معظم الأعمال الفنية خاصة في الإذاعات عبارة عن أعمال ارتجالية، لأن مثل هذه الأعمال ليس لديها أب أو حاضنة ليهتم بها ويرعاها.

ويرى زغبر أن الأعمال الكبيرة تجذب إقبالا كبيرا من قبل الجمهور، مشيرا إلى أن الصحفيين المبتدئين بحاجة إلى أن يعملوا في مجال آخر بعيدا عن السياسة.

من جهته قال الصحفي رامي خريس إن الصحافة والإعلام انعكاس للواقع الموجود، متسائلا عن واقع الفن في فلسطين وعن نقابة للفنانين وعن المؤسسات التي ترعى الفن وهل تقوم بالجهد المطلوب؟

وأضاف أن لكل إعلام له مرجعيات وكل مؤسسة تنتمي لجهات معنية وكل جهة لها أجندات في العمل الصحفي، مشيرا إلى أن أغلب الجهات الإعلامية يكون تركيزها على السياسة والصراع مع الاحتلال والمشاكل الداخلية .

وأكد خريس أنه لا يوجد في قطاع غزة صحفي مؤهل ليكون صحفي متخصص في الصحافة الفنية، مشددا على أن الفن جزء لا يتجزأ من المعركة مع المحتل.

بدورها أثنت الإعلامية وردة الزبدة على الدور الذي تلعبه مؤسسة بيت الصحافة في رعاية اللقاءات والحوارات التي تهتم بالفن والثقافة معربة عن أملها في أن تستمر المؤسسة في هذا المجال.

ودعت الزبدة إلى أن يكون هناك أعمال فنية مقاومة تهتم أيضا بالنواحي الاجتماعية والمشاكل التي يعاني منها المجتمع في قطاع غزة، مؤكدة أن جودة العمل الفني غير جيد في غزة متسائلة أيضا عن دور نقابة الفنانين.

وانتقلت الكلمة بعد ذلك إلى الفنانين الذي أجمعوا على تقصير الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة في تغطية أعمالهم الفنية على غرار الأحداث السياسية.

وبدأ المخرج علي أبو ياسين الحديث عن الصحافة الفنية، وعن الفن بشكل عام في قطاع غزة.

وقال "لم يسبق أن جمعنا لقاء بأقطاب وكوادر العمل الصحفي لتحقيق التعارف والتعاون بين هذين القطاعين المهمين ومن هنا يجب أن يتم البناء على هذا اللقاء ورفع مستوى التنسيق والتعاون".

وأكد أن هناك أزمة في الفن في هذا البلد تبدأ من المستوى الرسمي مرورا بالمستوى الخاص وختاما بجودة العمل، وهذا ينعكس على العمل بشكل عام، مضيفا أن أكبر دليل على عدم اهتمام المسؤول بالفنان هو عدم وجود سينما ومسرح في قطاع غزة مبديا استغرابه من هذا الواقع.

وشدّد أبو ياسين على أن الفن يحتاج إلى استقرار سياسي، خاصة أن قطاع غزة يعيش ظرفا سياسيا قاهرا كما قال.

بدوره أكد الفنان الفلسطيني وليد أبو جياب على أن أصل المشكلة هي الجامعات ومؤسسات الإنتاج الفنّي، وعدم وجود معاهد وجامعات تقوم بتدريس الفن والموسيقا.

وقال إن الأعمال الفنية التي تم إنتاجها لا تخرج إيرادات لذلك يحصل الفنانون على أجور رمزية مقابل هذا العمل مما يؤثر عن جودة العمل.

وأشار أبو جياب إلى أن النظرة من قبل الأهالي تغيرت كثيرا من ناحية الفن خاصة على صعيد الموافقة للفتيات على التمثيل، مضيفا أن وجود جامعات ومراكز ومعاهد فنية يمكن أن تشجع الأهالي لإرسال أبنائهم بهدف التعلم.

الكاتب الساخر أكرم الصوراني تساءل عن سبب حصول أعمال فنية غير جيدة على نسبة مشاهدات عالية في مجتمعنا الفلسطيني، مؤكدا أن العمل الفني الهادف والذي ينتقد السياسيين يتعرض للضغوط مما يحول دون استمرار هذا العمل.

وأكد الصوراني على أهمية تنظيم دورات للصحافيين والفنانين بهدف زيادة وعيهم بهذا المجال.

بدوره تحدث الفنان علي نسمان عن ما وصفه تعمد بعض الجهات في عدم تسليط الضوء على الفنانين، مؤكدا أن الصحافة في قطاع غزة مسيّسة مما يؤثر على تغطية الأحداث والفعاليات الفنية المختلفة.

من جهته أعرب الفنان وائل اليازجي عن تشاؤمه الكبير من الوضع في جميع المجالات، مؤكدا أن الصحافة لا تتحمل مسؤولية عدم الاهتمام بالمجال الفني، نظرا لأن المشكلة تعود إلى الأحزاب الفلسطينية.

وأكد اليازجي بأنه لا يوجد ثقافة فنية لدى أغلب الصحفيين، بسبب اهتمامهم الكبير بالأحداث السياسية نظرا لتطورات الأوضاع في غزة، ولأن السياسة تغطي على الحياة اليومية.

أما الفنان محمد أبو كويك فقط تحدث في كلمته عن الإشكالية في العلاقة بين الفنانين والصحفيين، معربا عن أمله في وجود تواصل بين الجانبين، مؤكدا أن الفنان يعمل عمل الصحفي وخاصة في قطاع غزة وتحديدا عندما ينتج خبرا ويرسله إلى وسائل الإعلام لكي يتم نشره، وذلك بسبب عدم تواجد الصحفيين في معظم الفعاليات والنشاطات الفنية.

بدوره أكد المخرج الفلسطيني صلاح طافش بأنه لا يوجد حركة فنية في قطاع غزة بالمعنى العلمي الإبداعي ، على غرار الشق الآخر من الوطن في الضفة الغربية.

وأضاف أن الجمهور لا يفرّق بين الفنان الصالح والفنان الطالح والمسؤول الأول عن ذلك هو الصحفي حسب رأيه.

وختم مسيّر اللقاء سعد كريّم الحوار بأهمية وجود صحفي مختص في الشأن الفني لكي يكون هناك اهتمام أكبر وبهدف تطوير الفن، وأيضا بضرورة التواصل بين الفنانين والصحفيين من خلال لقاءات ودورات مختلفة، بهدف بناء قدرات الصحفيين في الصحافة المتخصصة.

وأكد أن هذه الجلسة يُبنى عليها، بينما يجب أن تفرق الصحافة ووسائل الإعلام بين "الفنان والغير فنان".

1 (6).JPG
1 (4).JPG
1 (3).JPG
_BAS9969.JPG
_BAS9956.JPG
_BAS9910.JPG
_BAS9831.JPG
_BAS9826.JPG
_BAS9800.JPG
_BAS9768.JPG
_BAS9642.JPG
_BAS0146.JPG
_BAS0133.JPG
_BAS0095.JPG
_BAS0065.JPG
_BAS0052.JPG
_BAS0036.JPG
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد