ملتقى اعلاميات الجنوب يعرض فيلم في الهم شرق
عرض ملتقى إعلاميات الجنوب فيلم في الهم شرق للمخرجة محاسن ناصر الدين في قاعة الملتقى وياتي هذا العرض ضمن العروض التي تنفذه مؤسسة " شاشات سينما المرأة "، بالشراكة مع جمعية " الخريجات الجامعيات" في غزة , ومؤسسة "عباد الشمس" لحماية الانسان والبيئة , بتمويل رئيس من " الاتحاد الأوروبي" ضمن برنامج " تعزيز المواطنة و الحوكمة في فلسطين" وبتمويل مساعد من مؤسسة CFD"" السويسرية وممثلية جمهورية بولندا
ويستهدف مشروع "يلا نشوف فيلم"، مجموعة واسعة من الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية و القدس ، ويسعى إلى تطوير قدرات الفئات المستهدفة على النقاش، والتفاعل المتبادل، بهدف تعزيز مفاهيم الديمقراطية واحترام الحريات وتعزيز حرية الرأي والتعبير وقبول الآخر والتسامح والسلم الأهلي والمسئولية المجتمعية.
وقد حضر العرض لفيف من الاعلاميين والصحفيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أبدوا نقاشاتهم بالتحليل المنطقي للفيلم من كافة النواحي الفنية والتصويرية والمضمون الذي يحمله الفيلم، فالنقاشات حملت في طياتها النقد بأدق التفاصيل للفيلم باختصاص الحضور بالنقد السينمائي وذلك في مقر ملتقى اعلاميات الجنوب بمحافظة رفح
يتناول الفيلم شخصيات عادية عبارة عن مجموعة من الأصدقاء من القدس لكل واحد منهم معاناته وموقفه وركز الفيلم على شخصية أبو داوود، الذي يعاني من إعاقة في قدمه اليسرى، وهو يتحدث عن ابنه البالغ من العمر 15 عاما واعتقلته قوات الاحتلال لأنه يلبس كوفية حمراء واعتباره منتمٍ لتنظيم معين وينتظر أن تتم محاكمته.
وقالت اسلام الأسطل أن بداية الفيلم كانت جميلة موضحة أن المخرجة استوحت اسم الفيلم من قصيدة للشاعر العظيم احمد شوقي " قصيدة دمشق " والتي تتحدث عن الهموم العربية المشتركة، كما أن بداية الفيلم كانت رائعة واستطاعت أن تجذب الانتباه، وخلال دقائق الفيلم استطاعت المخرجة أن تنقل لنا بعض الهموم الحياتية التي يعيشها المواطن المقدسي، وإن كنا ندرك بوجود الكثير من الهموم التي يعيشها المقدسيين تتعدى ما نقلته دقائق الفيلم، ناهيك عن أن عرض الفيلم في قاعة غير مؤهلة لعروض الافلام وعدم وضوح الصوت أثر على استيعاب كل ما كان يدور من أحاديث بين أبطال الفيلم مما انعكس سلباً على تقييم الفيلم من قبل الجمهور.
كما أفادت بأن الفيلم استطاع ان يعكس صورة الفلسطيني المقدسي الذي يقع رهينة مزاجية الاسرائيلي سواء كان شرطي مرور في حادثة المخالفة المرورية، ولوائح التهم الجاهزة كالتهمة الملفقة للطفل داوود وكيف تعامل معها القاضي قد يحكم بمزاجية بحتة، بالإضافة للاستفزازات التي عكسها أحد الأصدقاء حينما تحدث عن المستوطنة وكيفية استفزازها للمواطنات المقدسيات.
مبينة أن الفيلم اوضح حالة الترابط بين المقدسيين والتي طالت همومهم أيضاً واظهار انتمائهم للوطن وللصداقة التي ظهرت بقضية أبو داود ومتابعتهم باهتمام للمحاكمة.
وقال أبو حسين لافي: " أن الفيلم وصّل الفكرة العامة من حيث وجود صراع عميق يعيشه الفلسطينيين داخل مدينة القدس، والفيلم بحاجة لجهود اكثر من حيث الاخراج والشخصيات لتوثيق الصراعات الدائمة التي توصل المعاناة الحقيقية للفلسطينيين هناك" كما طالب القائمين على الأفلام التي تعنى بالوضع المقدسي بإبراز المعاناة الفعلية لأهالي القدس والأراضي المحتلة بشكل أكبر وشيق وجذاب.
من جهته أشاد أبو المعتصم الطويل بالفيلم قائلا:" الفيلم رائع يحاكي الواقع الفلسطيني وموضحاً الحياة اليومية ويظهر مدى حرص المحتل على تغيير معالم المدينة المقدسة من خلال ممارساته وفرض سياسة الامر الواقع". مبيناً أن الفيلم جسد حالة المعاناة اليومية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني خاصة اهلنا في مدينة القدس وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يوجد حالة من التماسك والترابط الاجتماعي ما بين الاهالي تجسد في مدى الاهتمام من قبل اصدقاء أبوداود بقضية أبنه المسجون في سجون الاحتلال كما تناول الفيلم حالة المضايقات في المعاملات اليومية وتجسد ذلك في كيفية المعاملة مع السيدة المنقبة الذي ينم عن العقلية الهمجية الصهيونية اتجاه أبناء شعبنا الفلسطيني سواءً بالقدس والضفة الغربية.
فيما تحدثت صابرين أبو ختله بأن الفيلم اظهر مدى الترابط بين المقدسيين وتواصلهم مع بعضهم البعض ومشاركتهم الهم الواحد وهو الاحتلال الاسرائيلي الذي استوطن الأرض وسلب كل ما هو فلسطيني ليستمتع
في تعذيب الفلسطينيين وفق سياسته الاستيطانية الاستفزازية القابعة في نظام المزاجية الخاصة بالحاكم الاسرائيلي، كما أفادت بأن الفيلم أظهر جانب بسيط من معاناة المقدسيين مع الاحتلال في ظل غياب عامل التشويق والاثارة بالفيلم.
وأوصى المشاركين في نهاية العرض الاستمرار في إنتاج الأفلام، التي من شأنها ان تربطنا في الشق الأخر من الوطن، والاهتمام بقضايا ومواضيع تخص الإعلاميين والشباب، والاهتمام اكثر بقضايا واقعية تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في الضفة المحتلة، والقدس، بالإضافة إلى تطوير الأفلام بما يتناسب مع التكنولوجيا الحديثة المتطورة، مع ابراز المعاناة الفعلية للقدس والحصار والتهويد بشكل فيه المزيد من التفاصيل التي توحي للمشاهد بإمكانية حضور الفيلم لنهايته، ابراز الحداثة على الأفلام في ظل اختلاف التوقيت والزمن بما يتناسب مع الأحداث التي تجري الآن.