مزهر يدعو لصياغة رؤية وطنية موحدة لإنجاز المصالحة ورفع الحصار
دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، لصوغ رؤية وطنية موحدة لإنجاز المصالحة الفلسطينية ورفع الحصار عن قطاع غزة ، بعيداً عن أية التزامات أو أفكار أو مبادرات تجرد شعبنا أدواته النضالية وتعطي الاحتلال التزامات سياسية أو أمنية تخفض تكاليف احتلاله لأرضنا وقمعه لشعبنا.
وشدد مزهر على أن استحقاق انهاء الانقسام واستعادة الوحدة وإنجاز المصالحة هي معركة كل الوطنيين وجماهير شعبنا التواقين إلى انهاء هذا الملف الأسود من تاريخ شعبنا.
وقال مزهر خلال كلمة لجنة القوى في لقاء الوحدة والعودة لاستقبال قيادات فلسطينية من الخارج:" لا نقبل بأي إجراءات أو مبادرات بديلة عن اتفاقات المصالحة وهذا يتطلب إسناد الدور والجهود المصرية المشكورة من أجل إنجاز ملف المصالحة، عبر الوصول إلى حل وطني توافقي لتنفيذ بنود المصالحة وفقاً لاتفاقيات المصالحة الموقعة عام 2011 وما تلاها وتحويلها إلى آليات عملية وحقيقية لإنجازها، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه لشعبنا وشهدائه وتضحياته المستمرة رغم الانقسام والحصار والاحتلال".
وأعرب مزهر عن ثقته بأن شعبنا الذي واجه تلك التحديات بوحدة ميدانية تحققت في مسيرات العودة، وفي الحراك الوطني ضد الإجراءات العقابية، سينتزع وحدته الوطنية وسيتصدى لأية مبادرات أو أفكار تهدف لإدامة الانقسام.
كما أعرب عن أمله أن تتكلل الجهود الوطنية في خدمة أهداف وثوابت شعبنا، رغم أن الطريق ما زال شاقاً وطويلاً، وأن مهمة الجميع ليست سهلة وهي بحاجة للوحدة والتكاتف، وأن التحديات الجسام كبيرة ولا يمكن أن نواجهها إلا موحدين.
وأكد أن نضال شعبنا من أجل دحر المشروع الإسرائيلي وارهابه وجرائمه المتواصلة ضد شعبنا سيبقى مستمراً وحاضراً ولن يكون خاضعاً للمساومة أو توقفه تحديات المرحلة والمخاطر الماثلة على الحركة الوطنية، لافتاً أن استمرار المقاومة بكافة أشكالها وسيلة ناجعة لكسر حلقات التآمر المحكمة حول شعبنا وقضيته.
واعتبر أن مسيرات العودة تشكل وجه نضالي وطني وحدوي شعبي حتى تحقيق الأهداف المنشودة المتمثلة في إنهاء معاناة شعبنا ووقف العدوان عليه وكسر الحصار على طريق تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في العودة والاستقلال وإقامة الدولة، داعياً لتطويرها وتوسيع رقعتها لتمتد للضفة و القدس والخارج حتى نتمكن من إسقاط كل المؤامرات المشبوهة وعلى رأسها صفقة القرن .
وتابع مزهر " فقد أعادت هذه المسيرات القضية الوطنية لوهجها كقضية تحرر وطني مركزية على طاولة المجتمع الدولي، كما وحدت وأعادت صياغة الوعي الوطني الجمعي الفلسطيني رغم الانقسام والثقافات الحزبية والفئوية، وكشفت الوجه الحقيقي والقبيح لعدونا المركزي الذي يمارس هواياته اليومية بالقتل والحصار والتدمير الممنهج للإنسان والأرض والهوية الفلسطينية".
وأضاف مزهر " إن هذا اللقاء الوطني الذي جمع قادة وقوى وقطاعات شعبنا في الوطن جاء نتاج تضحيات شعبنا المستمرة والتي أخذت بعداً وحدوياً ميدانياً في مسيرات العودة عمّدته الدماء التي أكدت على زوال كل الحدود الوهمية بين غزة وكل فلسطين، رغم الانقسام والحصار والاحتلال، لتحقق مجموعة من المنجزات من أهمها تقديم نموذج وحدوي ميداني انخرط به كافة قطاعات شعبنا، لتؤكد على الوحدة الوطنية كسلاح استراتيجي هام في مواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تحدق بشعبنا وقضيته المركزية".
وأكد مزهر بأننا نعيش في لحظة وطنية استثنائية مليئة بالمخاطر والتساؤلات الكبيرة وهو ما يستدعي أن نكون أكثر صراحة ووضوحاً في الرؤية والمواقف أمام الجماهير، إجلالاً وتثميناً وتقديراً لروحهم التضحوية العالية، والتي بحاجة لأن توضع في حدقات العيون، مشيراً أن شعبنا أمانة في أعناقنا جميعاً، وهذه مسئوليتنا كقوى حاضرة اليوم يتوجب تحملّها ولا يجوز لأحد النأي بالنفس عنها أو محاولة الدفع بالتناقضات الثانوية أمام التناقض الرئيسي وهو مواجهة الاحتلال وكل الأخطار المحدقة بقضية شعبنا، بات من الضروري أن نعمل بمسئولية جدية وشراكة وطنية تعززها اللحظة السياسية الراهنة ومخاطرها لدرء الأخطار المحدقة عن القضية الفلسطينية وصولاً إلى تحقيق أهدافنا المنشودة.