توقف عمليات بعض المستشفيات هذا الأسبوع
مسؤول أممي: مدارس غزة لن تفتح على الأرجح بنهاية أغسطس
رجّح مسؤول أممي بارز، عدم افتتاح العام الدراسي الجديد في مدارس وكالة الغوث " الأونروا " في قطاع غزة في نهاية شهر أغسطس المقبل.
وقال جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة : "أعتقد أن الناس في غزة لا يفهمون حقا سبب معاملتهم بهذه الطريقة، سبب صمت المجتمع الدولي بشأن العديد من الأشياء الحالية. وأعتقد أيضا أن تقليص تمويل وكالة الأونروا، التي تقدم الدعم لمليون لاجئ في غزة مثل التعليم والخدمات الصحية".
وأضاف ماكغولدريك في حوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة مساء الخميس : "المدارس لن ت فتح على الأرجح كما هو متوقع في نهاية أغسطس"، مشيرًا إلى أن "كل ذلك يضيف ضغوطا لا لزوم لها إلى حالة يائسة جدا".
القطاع الصحي
وفي سياق آخر، قال ماكغولدريك إن القطاع الصحي يشير بوضوح إلى المشكلة في غزة، حيث يفتقر إلى الموارد والتمويل لأكثر من 10 سنوات.
وأشار إلى أن القيود المتزايدة التي فرضتها إسرائيل بسب الطائرات الورقية الحارقة التي تطلق من غزة، أثرت على نقل البضائع إلى القطاع، وحالت دون دخول المساعدات الإنسانية والوقود وغيرهما من إمدادات.
ولفت إلى أن "الوقود قضية كبيرة الآن في غزة"، مضيفًا : "نحن نستخدم إمدادات الأمم المتحدة للوقود الطارئ لتشغيل أكثر من 220 مؤسسة، ما بين المرافق الصحية ومحطات الصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة، والأهم من ذلك أن 60% من هذا الوقود يذهب إلى المستشفيات والعيادات".
وتابع إن "بعض المستشفيات ستوقف عملياتها هذا الأسبوع؛ إذا لم تحصل على وقود"، مستدركًا : "لكن لحسن الحظ كان هناك انفراج في القيود المفروضة على معبر كرم أبو سالم مما سمح بمرور بعض الوقود".
واستطرد قائلا: لا ندرك تماما كمية هذا الوقود مقارنة بما نحتاجه، ونقدر أن لدينا ما يكفي من الوقود حتى الـ 10 أغسطس. ولكن بسبب الضغط المتزايد على المستشفيات والعيادات، وبسبب المظاهرات والعنف والإصابات، تعمل هذه المستشفيات على مدار الساعة لأن مستويات العلاج والأعداد التي نتعامل معها هائلة، ولا يمكن قطع إمداد الوقود. وبدلا من استخدام الطاقة الاحتياطية، كمصدر رئيسي للوقود، نحتاج إلى أعمال صيانة وقطع غيار.
وعدّ ماكغولدريك أن "الناس في غزة لديهم إحساس بأن كل شيء يقيد الطريقة التي يريدون أن يعيشوا بها حياتهم. منتجاتهم الزراعية لا تتحرك بسهولة والواردات صعبة للغاية"، مشيرًا إلى أن ذلك "يرجع إلى القيود المفروضة".
وأكد أن أهم ما يعانيه سكان غزة "هو الافتقار إلى القوة الشرائية"، مبينًا أنه "قبل أربعة أو خمسة أشهر، كانت هناك عشرة آلاف شاحنة شهريا تأتي عبر المعابر، والآن انخفض هذا العدد إلى ستة آلاف".
وذكر أن "هذا مدفوع بالطلب؛ لأن الناس لا يملكون المال"، منوهًا إلى أن 60% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما ليس لديهم عمل. والآن مع أزمة الأونروا، وما تنطوي عليه من إلغاء الوظائف والخدمات ليس لدى الناس القدرة على تحمل الأمر أكثر من ذلك.
وقال: لهذا جاءت المظاهرات وما يصحبها من عنف، ولم يوقف عدد الأشخاص الذين قُتلوا وجرحوا المظاهرات. إنه إحباط الأفراد الذين لا يستطيعون التحمل بعد الآن، الذين يريدون أن يظهروا للعالم أن هذا المكان لا يطاق، وفق تعبيره.
واعتبر ماكغولدريك أن "ما واجهه سكان غزة عام 2014 الذي شهد آخر حرب في القطاع، يختلف عن الوضع الحالي"، موضحًا أن "هناك مزيد من الضغوط الأخرى، فالاقتصاد يتهاوى والرواتب لا تدفع والأونروا تختفي لعدم وجود التمويل اللازم لدعم عمليات الأمم المتحدة في غزة".
وذكر أن "كل ذلك يحدث بالإضافة إلى العنف الذي يتصاعد"، مشددًا على أنه يعتقد أن الاختلافات هذه المرة "ليست جزءا من صراع ما لكن التأثير هو نفسه، وأن الناس هناك يعتقدون أنهم يعانون بدون وجه حق وأن العالم لا يستمع إليهم".
وأشار إلى أن "غزة وفلسطين لم تعد تحظى بمكان في قائمة اهتمامات المجتمع الدولي"، مبينًا أن "الدليل على ذلك أيضا، أننا تلقينا 23% فقط من التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام".
حل سياسي
وقال: من الواضح أنها أزمة سياسية تحتاج إلى حل سياسي، وهو ما يقوم به المنسق الخاص (لعملية السلام في الشرق الأوسط) نيكولاي ملادينوف ، لكننا لا نستطيع الانتظار حتى يحدث ذلك لأن الوضع الإنساني يتدهور بشكل كبير.
وعدّ أن الجانب الإسرائيلية يتفهم الوضع الإنساني في غزة، ويحاول بذل قصارى جهده، مستدركًا : "لكن هناك قوى سياسية لا تتبعهم، وأعتقد أن هذه هي المشكلة التي نواجهها".
وأضاف: غالبا ما تكون هناك أجندة أمنية تأخذ زمام المبادرة في صنع القرار، لافتًا إلى أنه "لدى إسرائيل مخاوف أمنية كبيرة، ومشروعة حول موقع غزة في الجزء الجنوبي بالقرب من البلدات والقرى الإسرائيلية"، وفقا له.
وأكد أن تأثير الأجندة الأمنية على هذه التدابير التقييدية يزيد من تفاقم الوضع الكارثي بالفعل.
وشدد على وجوب أن يكون هناك "توازن بين الحاجة لمعالجة المخاوف الأمنية وأسباب الحياة الاقتصادية الأخرى للناس في غزة".
وتابع: لا يمكنك إبقاء هذا العدد من الناس – مليوني شخص – محبوسين في منطقة دون القدرة على المغادرة والصيد والاستيراد والتصدير والقيام بأعمال تجارية مع كل تلك القيود. وفي نفس الوقت، هناك بطالة ولا توجد خدمات صحية أينما نظرت من حولك. ليس هناك تعليم. ويتم إغلاق الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها السكان، لأن الأونروا لا تحصل على التمويل الكافي لتقديم الخدمات المطلوبة. إنه وضع صعب للغاية. الانتحار بين الأطفال الصغار والشباب في تزايد طوال الوقت – وهذا أمر مهم للغاية – لأن الناس لا يرون مخرجا من هذا الوضع. وهذا ما يجعل الوضع بائسا للغاية. هذه هي حياة الناس هناك ولا يمكن لأحد الهروب منها، وفق قوله.