مستشار الرئيس عباس: أميركا نصبت لنا فخا ويجب الحذر من استغلال مآساة غزة

علم فلسطين

أكد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية نبيل شعث ، أن الولايات المتحدة الأميركية نصبت فخا للفلسطينيين لتقديم المزيد من التنازلات، داعيا إلى الحذر من استغلال أوضاع قطاع غزة المعيشية والإنسانية والاقتصادية المتدهورة.

وقال شعث: " لا يوجد شيء على أرض الواقع اسمه صفقة القرن ، وما يجري تداوله مجرد كذب وخداع، والصفقة بأكملها عبارة عن مشروع أمريكي وصهيوني، أعطى للاحتلال وحكومته المتطرفة الضوء الأخضر لاستكمال جرائمها اليومية، خاصة في قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة".

وأضاف لصحيفة "الخليج أون لاين" أن "الصفقة هي اتفاق بين طرفين، لكن الفلسطينيين لم يوافقوا على أي صفقة ولم يكونوا طرفاً ورفضوها بشكل قاطع، والحديث عن ذلك مجرد بيع وهْم جديد لن نجني منه شيئاً لصالح قضيتنا وحقوقنا التي سرقها الاحتلال".

وأشار شعث إلى أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاولت من خلال إرسال مبعوثيها للمنطقة التأثير على مواقف الدول العربية، والضغط على الفلسطينيين لتمرير "صفقة القرن" المشبوهة والخائبة، لكن الموقف العربي والفلسطيني الموحد أفشل تلك المحاولات وأوصلها لطريق مسدود".

وأردف:" لا أرى أن هناك صفقة، وإذا كان هناك إيحاء بها، فاعتقد أن الرفض العربي الكامل لها بُني على الرفض الفلسطيني، وزمن الضغط والتأثير على الفلسطينيين من قِبل الدول العربية قد انتهى".

مأساة غزة

وفي ملف غزة وما يُطرح لها من حلول إنسانية واقتصادية من قِبل المجتمع الدولي، حذر شعث من خطورة تلك المشاريع، مؤكداً أن هدفها الأساسي هو تقسيم الوطن وزيادة أزماته وخلافاته.

وأوضح مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، أن الجميع يحاول الآن استغلال أوضاع غزة المعيشية والإنسانية والاقتصادية المتدهورة، ويحاول من خلال ذلك طرح "حلول خبيثة" تتماشى مع تصفية القضية والمشروع الوطني وفصل غزة كلياً عن باقي الوطن.

أقرأ/ي أيضا: غرينبلات وكوشنير يهددان بإلغاء خطة دعم غـزة

وتساءل شعث: "كيف يتم الحديث عن حلول اقتصادية لإنقاذ غزة وتغلق معابرها التجارية؟ وكذلك، كيف يمكن الحديث عن عدم وجود نية للتصعيد والحرب وهم يقتلون أهل غزة بشكل مباشر يومياً؟"، مؤكداً أن تلك التناقضات تحمل في طياتها الكثير من الخطورة على الفلسطينيين، وخاصة سكان غزة.

ولفت الانتباه إلى أن تلك القوى الخارجية تستغل أوجاع غزة في توظيف مشروعاتهم السياسية، داعياً للحذر الكبير واليقظة من المخططات التي تسير خلفها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

الفخ الأميركي

وفي سياق آخر، كشف نبيل شعث عن وجود جهود تبذلها أطراف خارجية، وبصورة علنية، لزعزعة مكانة السلطة الفلسطينية، خاصة بعد رفضها التجاوب مع الأطروحات السياسية الأخيرة "المدمرة".

وأكمل: "لا نريد الدور الأمريكي في أي عملية سياسية مقبولة، وهذا الدور بات بالنسبة لنا مرفوضاً تماماً؛ بسبب انحيازه الكامل إلى الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التصفوية الخطيرة".

وذكر أنه "في حال وافقنا على الدور الأمريكي وما سيطرحه لنا، فذلك سيُدخلنا في الفخ والشَّرَك الذي نُصب لنا، لتقديم المزيد من التنازلات، بعد أن أزاحوا قضية القدس واللاجئين من المفاوضات".

وحول الأسلحة والخيارات التي تملكها السلطة لمواجهة هذه التغيرات، قال شعث: "هناك متغيران طويلا الأجل في مصلحتنا وحراك قصير الأجل تكتيكي"، موضحاً أن المتغيرين الهامين، هما الصمود الفلسطيني وزيادة حجمه وقدراته في التصدي لكل ما يحيط قضيتهم من مخاطر".

وعن المتغير الثاني طويل الأجل، يقول شعث: "التدهور الذي يحصل في النفوذ الأمريكي بالمنطقة، هذا يصب في مصلحتنا، وأعتقد أنه خلال عامين ستتحول الولايات المتحدة الأمريكية لدولة كبيرة، لكن ليست بنفوذ مؤثر وكبير، وهذا سيصب في مصلحتنا ومصلحة قضيتنا بعد انحيازها الكامل إلى الاحتلال".

وعن الخيار التكتيكي، يضيف: "هذا الخيار يركز على الحراك الشعبي واستعادة الوحدة الوطنية وبناء اقتصاد قوي يواجه الأزمات والضغوط، والاستمرار في الحراك الدولي ضد إسرائيل وعقابها".

المصالحة

وفي ملف المصالحة، أكد شعث أن جمهورية مصر العربية خلقت فرصة جديدة للمصالحة، داعيا لاستغلالها جيداً لتحقيق الوحدة وإزالة كل عقبات الانقسام القائمة منذ عام 2007.

وقال شعث: "يجب أن يبقى الأمل موجوداً، مصر تساعدنا في ذلك، ونحن لا يجوز أن نبقى منفصلين، وعلينا أن نستثمر الفرصة المتاحة لنا للوصول إلى طريق الوحدة والمصالحة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد