لم تعد تتراقص الأسماك في شباك صيادي غزة كما كانت قبيل أشهر قليلة حينما وسع الاحتلال مساحة الصيد إلى تسعة أميال؛ وذلك كنتيجة لقراره أمس بتقليصها إلى ثلاثة فقط.

وتزامن القرار الإسرائيلي، مع إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري أمام كل البضائع باستثناء الأدوية وبعض المواد التموينية، وكذلك معبر رفح البري مع مصر.

 

الصياد الأربعيني رامي بكر، يقول لـ(سوا) إن تقليص مساحة الصيد لثلاثة أميال فقط، سيؤدي إلى انعدام الأسماك في أسواق غزة.

ويشير بكر إلى أن بعض الصيادين لن يتمكنوا من النزول إلى الصيد، لأن الأسماء الكبيرة تسكن على بعد تسعة أميال من شاطئ غزة.

فيما يعتبر الصياد ناصر العامودي (60 عاماً)، أن 2018 هو العام الأسوأ منذ بدء الحصار الإسرائيلي، ويقول: "15 عاما قضيتها في البحر، لم تمرّ علينا أيام كهذه".

 

ويوافقه الرأي، الصياد أبو فادي المسارعة، بحيث ما يتعرض له الصيادون من الزوارق البحرية الاسرائيلية من مضايقات مباشرة أو غير مباشرة أثرت بشكل كبير على نوعية الأسماك الموجودة في الأسواق.

ويقول المسارعة" مياه المجاري التي ترمى على شاطئ بحر غزة، أعدمت الثروة السمكية في القطاع".

ويشير إلى أن المساحة التي قلصها الاحتلال لن تسمح للصيادين بالحصول على قوت يومهم.

 

بدوره، طالب نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين، المجتمع الدولي بالنظر لممارسات الاحتلال الظالمة بحق الفلسطينيين بشكل عام والصيادين خاصة، معتبرًا أنها "غير إنسانية".

ودعا المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة للضغط على الاحتلال للعدول عن قراره "المجحف" بحق الصيادين، مشيرًا إلى أهمية دور المؤسسات الحقوقية في هذه الفترة الحرجة.

 

يُذكر أن عدد الصيادين في قطاع غزة، يبلغ قرابة (3700) صيادا، يملكون قرابة (700) مركبا، ويعتاش من هذه المهنة قرابة (70.000) مواطناً.

وتنص اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وما تبعها من بروتوكولات اقتصادية، على حق صيادي الأسماك في قطاع غزة، بالإبحار لمسافة 20 ميلاً، بهدف صيد الأسماك، إلا أن ذلك لم ينفذ منذ عقد ونصف العقد.

وبحسب نقابة الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، فإن نحو 4 آلاف صياد في غزة، يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، يعملون بشكل شبه يومي في صيد الأسماك.