ابرز المبادرات لتخفيف الحصار عن قطاع غزة !
باتت مبادرات تخفيف الحصار عن قطاع غزة تتصدر المشهد في الآونة الأخيرة وسط تحركات عربية ودولية لمنع انهيار غزة.
وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أنه لا يغيب موضوع "تخفيف الأزمة الإنسانيّة" الناجمة عن الحصار الإسرائيلي الخانق، إلا ويظهر من جديد، تارةً على شكل مبادراتٍ عربيّة أو وساطة أوروبيّة أو سعيًا من الاحتلال لمنع انهيار القطاع، تاراتٍ أخرى، وأخيرًا، ترأس القطاع، أو هكذا أعلن، جولة وفد الرّئيس الأميركي إلى المنطقة العربيّة.
لكن، ما هي أبرز المبادرات لرفع الحصار أو، أقلّه، تخفيفه؟
سين: ما هي المبادرة التي جاء بها وفد ترامب؟
جيم: استبقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة زيارة كبير مستشاري الرئيس وصهره، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إلى المنطقة العربيّة، الشهر الماضي، بالنشر أن مباحثاتهما ستنصب على إنشاء محطّة لتوليد الكهرباء لغزّة وميناء بحري في شبه جزيرة سيناء المصريّة، بتمويل عربيّ خليجي.
ووفقًا لـ"هآرتس"، فإن الإدارة الأميركيّة تولي أهميّةً قصوى لأوضاع الطاقة في قطاع غزة، في إشارة إلى أزمتي الكهرباء والوقود الحادّتين في القطاع، وتخشى من تفاقمها أكثر فأكثر، لكنّها حتى الآن لم تختر خطّة واحدة لإعادة تأهيل قطاعات الطاقة في قطاع غزّة، لكن من الواضح أن أي حلّ سيُفضي إلى أن تكون محطات توليد الكهرباء في سيناء المصريّة، لا داخل قطاع غزّة، وفق سيناريوهين اثنين: أولهما: إنشاء محطّة توليد طاقة شماليّ سيناء تخدم قطاع غزّة؛ وثانيهما: إنشاء مشروع لتوليد الطاقة الشمسية في العريش المصريّة تساهم من رفع كميّة الكهرباء المؤقتة في قطاع غزّة.
سين: هل سنرى قريبًا رصيفا بحريا لغزّة في قبرص؟
جيم: ربّما، فوزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بدوره، يعمل على بلورة اقتراح لإنشاء رصيف بحري يخدم قطاع غزّة في الشواطئ القبرصية، وحصل بالفعل على موافقة من الرئيس القبرص خلال لقائهما الشهر الماضي.
ووفقًا للخطّة، التي كشفت "شركة الأخبار" (القناة الثانية سابقًا) فحواها، فإنّ فحص البضائع سيتم في رصيف بحري قبرصيّ، برقابة إسرائيليّة لضمان "عدم استغلاله من قبل حماس لاستيراد الأسلحة أو مواد قد تمكنها من تطوير أسلحة محلية الصنع".
ولم ينته ليبرمان من بلورة الخطّة بشكل نهائي، إلّا أنّ القناة الإسرائيليّة ذكرت أن الرصيف سيكون مقابل جثامين أسرى الاحتلال لدى المقاومة (أعلن الاحتلال مقتلهم، ويعتبرهم رفاتًا).
حركة حماس، من جهتها، لم تعلّق على الخبر بعينه، لكنّ القيادي في الحركة، أسامة حمدان، ذكر خلال لقاء تلفزيوني على قناة "الجزيرة"، مساء الأربعاء، أن الحركة تفصل بين ملفيّ الحصار والأسرى، ما يعني أن الرصيف إن تمّ فلن يكون ضمن صفقة.
سين: مطار؟ ميناء؟
جيم: عضو المكتب السياسي في حركة حماس، محمود الزهّار، قال خلال لقاء مع صحيفة "الرسالة" الغزيّة إن هناك "مشاريع تطرح للتخفيف عن غزّة مثل مشروع المطار والميناء" إلّا أنّه أضاف أن "كسر الحصار لن يكون مشروطًا بأثمان سياسية أو تقديم أي معلومات تخصّ الأسرى الجنود لدى المقاومة لأن ثمن رفع الحصار هو ما يجري على الحدود الشرقية لغزة" في إشارة إلى مسيرات العودة المستمرة منذ أكثر من 100 يوم.
أمّا عن الاحتلال فلم تصدر أيّة تصريحات في سياق إعادة تأهيل مطار وميناء غزّة، إنما تركز الحديث عن مبادرات رديفة هدفها التحايل أصلا على وجود منشآت فلسطينيّة مستقلّة، مثل الميناء والمطار.
سين: ما هي هذه المبادرات الرديفة؟
جيم: هي المبادرة التي يطرحها وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، منذ سنوات، بإقامة جزيرة صناعية في المياه الدولية لصالح قطاع غزّة.
ووفقًا للخطّة التي عرضها كاتس العام الماضي على غرينبلات، فإن الجزيرة ستكون على بعد 8 كيلومترات من شواطئ غزة، بحيث 'توفّر لقطاع غزة علاقة مواصلات – اقتصادية ومخرجا لها للعالم من خلال الحفاظ على أمن إسرائيل'، بتعبيره.
لكن ليبرمان، المسؤول عن جيش الاحتلال، المسؤول عن "تأمين" القطاع، اعترض بشدّة على هذه الخطّة، رغم موافقة أغلبية أعضاء الكابينيت عليها، "لأسباب أمنيّة"، مع أن الجزيرة ستكون تحت إشراف دولي.
تروح المبادرات وتأتي، وتشغل الرأي العام الفلسطيني، بين نفي وتأكيد، لكن الأكيد الوحيد، حتى الآن، أن الأزمة في قطاع غزّة مستمرّة.
ولا تشير كثرة المبادرات إلى حلّ قريب للأوضاع في غزّة أو إلى رفعٍ للحصار بقدر ما تشير إقرارٍ بالعجز في مواجهة أزمة حقيقيّة قد تؤدّي إلى كارثة إنسانيّة وشيكة، مع نفاد الدّواء من المشافي والصيدليّات والانقطاع شبه الدّائم للتيار الكهربائي عن غزّة لساعات طويلة، بالإضافة إلى انهيار البنى التحتيّة جراء 3 حروب مدمّرة.