تحدث عن المصالحة وخلافة الرئيس عباس

خاص: قيادي بحماس: لم نتلق مبادرات مكتوبة بشأن غزة ولدينا 4 خيارات بالمرحلة الراهنة

قيادة حركة حماس عائدة من مصر الى غزة

نفى قيادي بارز في حركة " حماس " تلقي حركته أي مبادرات مكتوبة أو مشاريع؛ لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة ، مشيرًا إلى أن لدى حماس أربعة خيارات في المرحلة الراهنة.

وقال عصام الدعليس نائب رئيس الدائرة السياسي لحماس في غزة : "حتى الآن لم يعرض على الحركة أي مشاريع أو مبادرات مكتوبة، وكل ما نسمعه هو في الإعلام".

وأشار الدعليس في حوار خاص مع وكالة (سوا) الإخبارية إلى جاهزية "حماس" لدراسة المقترحات والمبادرات والردّ عليها؛ "حال عُرض شيء".

وأكد أن "حماس" تُرحب وستدعم وستسهل تنفيذ أي مشاريع أو مبادرات تهدف إلى التخفيف عن أبناء شعبنا في غزة، دون أثمان سياسية أو شروط أو قيود.

وأضاف :"الأصل في المجتمع الدولي أن يرفع الحصار عن غزة دون قيد أو شرط فورًا"، مشددًا على أن "هذا حق للشعب الفلسطينية بأن يعيش بكرامة وحرية كباقي شعوب العالم وليس منّة من المجتمع الدولي".

الأزمة المالية

وبشأن أزمة الحركة المالية، قال القيادي في "حماس" إنه "لا يخفى على أحد الوضع الاقتصادي والمالي الصعب الذي تعيشه غزة؛ نتيجة الحصار الضارب أطنابه على جميع مناحي الحياة بالقطاع".

ولفت إلى أن "ذلك انعكس سلبًا على المواطنين والتجار؛ ما أدى إلى انخفاض الحركة التجارية من وإلى غزة"، مضيفًا : "وبالتالي انعكس سلبًا على الإيرادات؛ مما سبب ضائقة مالية".

وذكر الدعليس أن "حماس" مرّت سابقًا بضائقة مالية ولكنها تجاوزتها، مبينًا أنها "قادرة أيضًا على أن تتجاوز هذه الأزمة".

صفـقة القرن

وحول موقف "حماس" الرسمي من صفقة القرن التي تروجها الإدارة الأمريكية في المنطقة، عدّ الدعليس أن "صفقة القرن تمثل الاسم العملي لتصفية القضية الفلسطينية، وما قام به ترامب من اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن لها، لهو تطبيق واقعي للصفقة".

وحذر من أن "أمريكا تضغط الآن على الأونروا ، وتقلص مساهمتها في ميزانيتها؛ بهدف شطب قضية اللاجئين"، مؤكدًا أن مشكلة الأونروا "سياسية بامتياز وبقرار أمريكي، وتواطؤ المجتمع الدولي، لكن بصيغة مالية".

thumb.jpg
 

وقال إن "حماس رأس الحربة في التصدي لصفقة القرن"، مشددًا على أنها "ستعمل بكل الوسائل والسبل للتصدي لها وكسرها".

ودعا الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها؛ تجاه التصدي لهذه "الصفقة المشبوهة"، والعمل مع كل أحرار العالم؛ من أجل وقفها والمحافظة على ثوابت القضية الفلسطينية.

حماس وإيران

وفي سياقٍ آخر، وصف الدعليس علاقة "حماس" مع إيران في الوقت الراهن بالمتميزة والمتطورة، موضحًا أن إيران مستمرة في موقفها الثابت في دعم حركته ومقاومتها سابقًا وحاليًا.

وقال : "نحن أصحاب قضية عادلة ومشروع مقاوم، نحتاج إلى دعم إيران، كما نحتاج إلى دعم السعودية ومصر وقطر وتركيا وغيرهم من الدول".

وأكد حرص حركته على "الانفتاح" على جميع الدول العربية والإسلامية بلا استثناء، بما يخدم القضية الفلسطينية ومشروعها المقاوم.

وذكر أن "حماس" لا تقيم علاقاتها مع دول على حساب دول أخرى، مشددًا على أنها ترفض "مبدأ الاصطفاف".

وأشار إلى أن علاقة حماس مع بعض الدول –لم يسمها- تعرضت إلى فتور، لكن دون انقطاع؛ نتيجة الأحداث والصراعات التي مرّت بها المنطقة، كاشفًا أن حركته تحاول وتعمل جاهدة في كل مرة على ترميم هذه العلاقات بمنأى عن الصراعات.

وشدد على أن حماس لا تتدخل في علاقات الدول مع بعضها البعض، معربًا عن أمله بأن تتوحد الأمة العربية والإسلامية، وتجتمع كلمتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

مصر وحماس

وفي إطار منفصل، ذكر أن علاقات حماس مع مصر "في تطور مستمر"، مثمنًا إقدامها على مجموعة من الخطوات "التي خففت من حصار وأزمات قطاع غزة، وآخرها فتح معبر رفح طيلة شهر رمضان ، وكذلك استمرار فتحه إلى عيد الأضحى".

واعتبر القيادي البارز في "حماس" أن استمرار ضخ الوقود والبضائع من مصر إلى غزة، ساهم في الحد من أزمات القطاع الخانقة على المستوى الاقتصادي والإنساني.

وبين أن "حماس تنظر إلى مصر أنها عمقها العربي، وأن أمنها من أمن غزة، واستقرارها من استقرار المنطقة".

وجدد التأكيد على حرص حركته على تعزيز وتطوير علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، "وفي مقدمتها مصر، على اعتبار أنها الرئة التي تتنفس منها غزة إلى العالم الخارجي".

المصالحة الفـلسطينية

وبخصوص المصالحة الفلسطينية ، قال إنها "مُعطلة بقرار فتحاوي"، موضحًا أنها "متوقفة عند عدم التزم حركة فتح بما تم الاتفاق عليه في القاهرة عام 2011، وما تلاها من تفاهمات بالقاهرة في 2017".

وعدّ أن حركة فتح "أجهزت" على المصالحة بالكامل عندما عقدّت المجلس الوطني "الانفصالي"في رام الله ، دون اجماع وطني، وبدون مشاركة "حماس" والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وبعض الفصائل الأخرى.

ونفى وجود أي تطورات جديدة بالمصالحة، مستدركًا : "لكن إن كان من حديث أو دعوة أو عودة للمصالحة، لا بد أن تبدأ من عقد مجلس وطني جديد بمشاركة الكل الوطني الفلسطيني حسب مخرجات بيروت2017".

وشدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بمهام محددة، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، والتطبيق التام والدقيق "كرزمة واحدة" لجميع الاتفاقيات والتفاهمات السابقة مع حركة "فتح".

خلافة الرئيس عباس

وفي رده على سؤال حول حقيقة مساعي "حماس" للسيطرة على رئاسة السلطة الفلسطينية، ردّ الدعليس قائلًا : "القانون الأساسي والدستور الفلسطيني واضحًا في هذه القضية".

وأوضح أنه "إذا شغل منصب رئيس السلطة، يتولى رئيس المجلس التشريعي فترة انتقالية 60 يومًا، وبعدها تجري انتخابات رئاسية"، مضيفًا : "ومن يختاره الشعب ملتزمون به".

وقال : "لدينا سابقة في التاريخ الفلسطيني، عندما توفي أبو عمار، تولى رئيس المجلس التشريعي في حينه روحي فتوح رئاسة السلطة، وانتقلت بسلاسة إلى عباس نفسه".

وتساءل القيادي بحماس : "لماذا ننتظر نحن كفلسطينيين أن يشغل منصب رئيس السلطة ونختلف بعدها؟"، مطالبًا الرئيس عباس للدعوة "الآن" إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني "ومن يختاره الشعب يتولى رئاسة السلطة"، وفقا لقوله.

وتابع : "واضح أن الجوقة حول عباس لم يحسموا خياراتهم بعد، وما زالوا متناقضون على كيفية توزيع الكيكة بينهم، مما يدفعهم لمهاجمة أي تصريح حول خلافة عباس؛ خوفًا على شخوصهم"، بحسب تعبيره.

خيارات حماس

وفيما يخص خيارات "حماس" في ظل الأوضاع الداخلية والخارجية الصعبة بالوقت الراهن، ألمح الدعليس إلى وجود أربعة خيارات لدى حركته.

أول هذه الخيارات وفق الدعليس، يتمثل في تحقيق الوحدة الوطنية؛ للتصدي لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف أن الخيار الثاني يكون باستعادة واستحضار أهمية القضية الفلسطينية في عمقها العربي والإسلامي؛ "لتبقى فلسطين حاضرة على طاولة الساسة والقادة العرب والإسلاميين".

أما الخيار الثالث، فيكون بالتصدي للاحتلال وتعزيز المقاومة وتوحيدها خلف قيادة موحدة، تدير الصراع مع إسرائيل بما يخدم شعبنا وقضيتنا.

وحسب الدعليس، فإن رابع الخيارات، يتمحور حول الاستمرار في مسيرة العودة حتى كسر الحصار الظالم عن غزة، واستجابة المجتمع الدولي لمطالب شعبنا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد