مصوّر مبتور الساقين من غزة يوثق فرح الأتراك بفوز أردوغان
مؤمن قريقع، شابٌ فلسطيني من غزة في الثلاثين من عمره، يتنقّل على كرسيه المتحرك، استطاع أن يكون مصورًا يُضرب به المثل لمن لم يفقدوا ما فقده.
بدون ساقين، يحمل كاميرا، ويلتقط صورًا لاقت إعجاب الكثيرين، فالإبداع في نظره لا يرتبط بصفات، ولا تحده عوائق.
قبيل العدوان الإسرائيلي الأول على قطاع غزة عام 2007، كان مؤمن يعد تقريرًا مصورًا حول حصار غزة بجوار معبر "كارني" الحدودي، وأثناء التصوير فوجئ باستهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص، ما أدى إلى بتر ساقيه، وقبل أن تلتئم جراحه أصيب مجددًا أثناء تواجده في مستشفى "الشفاء" بغزة.
حضر قريقع إلى تركيا لاستكمال العلاج قبل أسبوع، وتزامن حضوره مع بدء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا، فقام بالتقاط صور مميزة لاحتفال الأتراك بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان، حازت على إعجاب الكثيرين، ونشرت في الكثير من المواقع والصفحات الإلكترونية.
يقول قريقع: "حينما نزلت لغطية الانتخابات، وفوز الرئيس أردوغان استغرب كل من رآني وتساءلوا عن كيفية تحركي بين السيارات، وكيفية التقاطي للصور بعد إعاقتي".
قريقع الذي يعمل مصورًا في غزة حاليا، وتواجد في الخطوط المتقدمة جالسًا على كرسيه المتحرك، يوثق ما يجري لينشر في وكالات أنباء عالمية من أحداث القصف والحروب، وآخرها "مسيرات العودة".وفقا لما اوردته وكالة الاناضول التركية
ويتظاهر آلاف الفلسطينيين، قرب السياج الفاصل، منذ 30 مارس/آذار الماضي، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة المتواصل منذ 2006.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف وقوة مفرطة، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف.
وأضاف قريقع: "كنت سعيدًا بمشاركتي وتغطيتي لهذا الحدث المهم، وحينما نُشرت الصور التي التقطتها تلقيت رسائل كثيرة من الأصدقاء، مُعبرين عن انبهارهم حيث أنني حضرت إلى تركيا من أجل العلاج، وكانت الانتخابات صدفة جميلة بالنسبة لي".
وتابع: "أنا صحفي، وكان لا بد من تغطيتي لهذا الحدث، حيث أن فوز الرئيس التركي بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين مهم جدًا أينما وُجدوا، ولأن أردوغان داعم أساسي لقضيتنا الفلسطينية العادلة".
وأشار إلى أن عددًا من المواطنين الأتراك تحدثوا إليه، وتساءلوا عن سبب إصابته، ولماذا يُكمل عمله كمصوّر صحفي بدون ساقين، قائلًا: "غيرت في نفوس المتسائلين الكثير وشعروا بطاقة إيجابية بعد أن أكّدت لهم أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد".
وأكّد قريقع على استمراره في عمله على المستويين المحلي والدولي، وأنه لن يتوانى عن فضح جرائم الإحتلال بحق الفلسطينيين.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، الثلاثاء، النتائج غير النهائية للرئاسيات والبرلمان التي شهدتها البلاد في 24 يونيو/حزيران الجاري.
وفي الرئاسيات حصل الرئيس أردوغان، على 52.59% من الأصوات، تلاه "محرم إنجه" مرشح "الشعب الجمهوري"، بـ30.64%، بحسب بيان صادر عن اللجنة. -