إسرائيل هيوم: هكذا تدور العلاقات في الخفاء بين إسرائيل والأردن
تحدثت صحيفة إسرائيل هيوم، اليوم الجمعة، عن العلاقات الصامتة التي تدور في الخفاء، بين إسرائيل والأردن.
وشبه أريئيل كهانا الكاتب، في "اسرائيل هيوم"، العلاقات التي تديرها إسرائيل مع العالم العربي بأنها مثل قصة حب تجري في السر.
وتطرق كهانا إلى اللقاء الذي عقد الاثنين الماضي بين العاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، والذي تم بمشاركة شخصيات كثيرة، وتناول خلاله الجانبان موضوعات عديدة، "بل وقّعا اتفاقاً اقتصادياً معينًا".
وقال الكاتب:" لكن على الرغم من ذلك لم ينشر القصر الملكي صورة عن الحدث، وعلى غير العادة لم ينشر المصور الرسمي الصور حتى على الفيسبوك".
وأضاف:" حتى البيان الرسمي تعاطى مع اللقاء كأمر سيء، كان يجب إنهاؤه في أسرع وقت ممكن".
وجاء في بيان القصر الملكي: "رئيس الحكومة نتنياهو غادر الأردن بعد زيارة قصيرة".
وأردف الكاتب:" زيارة قصيرة هي أمر نسبي، لأن "اللقاء جرى خلاله مناقشة موضوعات وجودية بالنسبة إلى الأردن ومهمة جداً بالنسبة إلى إسرائيل".
وأشار إلى أن رئيس الموساد يوسي كوهين، والمستشار الاقتصادي لنتنياهو آفي سمحون، وسكرتيره العسكري العميد إليعيزر طوليدانو، ومستشارون آخرون انضموا إلى الاجتماع.
أما من الجانب الأردني حضر، مدير المخابرات عدنان الجندي، ووزير الخارجية أيمن صفدي، ومجموعة كبيرة من مستشاري الملك.
وتابع:" إذا كانت هذه هي التركيبة، من الواضح أن ما حدث ليس زيارة مجاملات قصيرة بل زيارة عمل".
"لقد تحدث الزعيمان عن العودة المرتقبة لنظام الأسد إلى الجولان السوري، وهذا تطور يمكن أن يُغرق الأردن بموجة لاجئين إضافية، ويغرق الجولان، على الرغم من استياء إسرائيل، بميليشيات إيرانية"، ذكر الكاتب.
وقال:" نسّق الاثنان مواقفهما بشأن صفقة القرن ، التي جاء مستشارا الرئيس ترامب إلى المنطقة من أجل دفعها قدماً، واتفقا على المحافظة على مكانة الأردن في الحرم القدس ي الشريف".
ومضى الكاتب قائلا:" " إذا كان الملك رجلا- رجلا، وهناك من يقول إنه كذلك، فقد شكر نتنياهو على المساعدة الخاصة التي قدمتها إسرائيل في الفترة الأخيرة، والتي لا تسمح الرقابة بنشر تفاصيلها".
وأضاف:" ما يمكن قوله هو أن الأردن يعاني جرّاء أزمة اقتصادية عميقة، وتم خلال اللقاء الاتفاق على أن تزيل إسرائيل بضعة موانع جعلت من الصعب حتى اليوم، تصدير السلع الزراعية من الأردن إلى الضفة الغربية. وهذا القرار ليس المساهمة الإسرائيلية الوحيدة لتحسين الوضع الاقتصادي في الأردن. فالسعودية أعلنت قبل أسبوعين أنها ستمنح المملكة مساعدة تقدَّر بملياري دولار، وبحسب الإشاعات فقد كان لإسرائيل دور في تقديم هذه المساعدة".
وأوضح:" الأمر المؤكد، أنه في نهاية محاولة قصيرة للتقرب من المحور السوري-الإيراني، يعود عبد الله في الأسابيع الأخيرة إلى حضن الكتلة السنية. وهذه تشمل، بالإضافة إلى مصر، السعودية، دولة الإمارات وأيضاً إسرائيل، بحيث أن القاسم المشترك هو المعارضة الشديدة لإيران. هذه هي التيارات العميقة التي وقفت وراء الاجتماع الأول من نوعه منذ 4 سنوات، في الأردن، بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والعاهل الهاشمي".
واستدرك:" لكن كل هذه الأمور التي تجري من تحت الطاولة لا يمكن التحدث عنها إلا القليل جداً. هذا ما يحدث تماماً عندما يحافظ العشاق على سرية العلاقة بينهما".
الملف الفلسطيني
وتحدث الكاتب في إسرائيل هيوم عن الملف الفلسطيني قائلا إن الفجوة الهائلة بين ما يقوله الإسرائيليون والعرب والأميركيون، في الغرف المغلقة، وبين ما يعرض في الخارج، تشكل التحدي الكبير لمستشاريْ الرئيس ترامب، جارد كوشنير وجيسون غرينبلات.
وأضاف:" هذا الأسبوع قاما مرة أخرى بجولة في المنطقة في مسعى لدفع "صفقة القرن"، "الصفقة النهائية"، "السلام التاريخي"، أو أي تعريف آخر لاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.
وذكر:" كان الموفدان (كوشنير وغرينبلات) في القاهرة وفي عمّان وفي الدوحة وقطر، واليوم سيبدآن اجتماعاتهما في القدس، لكنهما لن يذهبا إلى رام الله . فأبو مازن يقاطعهما.".
وتابع:" يلاحظ كوشنير وغرينبلات ما يراه أي إنسان عاقل، وهو نضوج التكتل الإسرائيلي-العربي، وخروجه إلى العلن، ونفاذ الصبر على تحمل ألاعيب الفلسطينيين".
وقال:" السعودية، التي تعتبر حاليا صاحبة البيت في التكتل السني، لا يهمها ما سيُقال في الورقة التي سيقدمها الأميركيون، بالنسبة لهم، كما قال لي هذا الأسبوع مصدر أمني، يمكن للورقة أن تكون فارغة. المهم أن تُعرَض الوثيقة على أبو مازن وأن يوقّعها".
ولفت الكاتب إلى أن "السعوديون يريدون فقط دفع الصراع الإقليمي برعاية الولايات المتحدة ضد إيران. وبالنسبة لهم يمكن للفلسطينيين أن يذهبوا إلى الجحيم." على حد قوله.
وقال إن " التوجه الأردني الحالي لا يختلف كثيراً. أي أنه لو كانت الأمور متعلقة بالملك عبد الله ومستشاريه لكانوا قد خنقوا بأيديهم القومية الفلسطينية. عندما يكون ثلثا سكان المملكة البدوية من الفلسطينيين، فإن الموضوع الفلسطيني يهدد الأردنيين أكثر مما يهددنا".
وذكر الكاتب:" عندما يكون اقتصاد الملك عبد الله متعثراً، وعندما يوجد نحو مليون لاجئ سوري في الأردن ولا تلوح نهاية في الأفق، وعندما يتربص الإخوان المسلمون به، والجار العراقي ينزف والجارة السورية تتفكك، وخصوصاً عندما تخرج الجماهير للتظاهر في الشوارع، يجب على عبد الله أن يكون حذراً جداً. إنه مضطر، أو على الأقل يعتقد أنه مضطر، إلى إبعاد نفسه عن إسرائيل وأن يعبّر عن ولائه للدولة الفلسطينية 3 مرات في اليوم، على الرغم من كونه لا يرغب في هذه الدولة أكثر منا، لكن إذا لم يفعل ذلك، فالويل له ولمملكته".
وأوضح أن "من يتحدث إلى الأردنيين يسمع أن هذه هي صورة الوضع من دون بهرجة. يبتعدون عن إسرائيل علناً لكنهم يقتربون منها بصمت. والعكس تماماً يجري مع الفلسطينيين."
وتابع:" من جهتها تعتقد إسرائيل بزعامة نتنياهو أن انهيار العائلة المالكة الهاشمية هو بمثابة كابوس، لذلك توافق على التكتم على العلاقات وتقدّم للملك بصمت كل مساعدة ممكنة، وهي مستعدة لتقبل مقولة إن "نتنياهو غادر بعد وقت قصير".
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن المصلحة، بالنسبة لنتنياهو على الأقل، تتغلب على الكرامة.