بالفيديو والصور: (مُحدث) غزة: حراك للمُطالبة بإنهاء الانقسام ينتهي بمناوشات وتكسير للمنصة
نُظم أسرى محررون صباح اليوم الاثنين، حراكًا في ساحة السرايا بمدينة غزة ؛ للمطالبة برفع "الاجراءات" المفروضة على قطاع غزة،
وحمل الفعالية اسم (حراك الأسرى المحررين من أجل وحدة الوطن والحقوق)، فيما شارك فيها أسرى محررون، وأهالي الأسرى، والعشرات من المواطنين، وفصائل فلسطينية.
وحمّل المشاركون شعارات تُطالب برفع الاجراءات عن غزة، منها (عشان القدس عاصمتنا.. عشان الانقسام ما يتحول انفصال.. نعم لانهاء الانقسام، وابتعدوا عن خبزنا وملحنا، ومعا من اجل وحدة الوطن واسترداد الحقوق، انهاء الانقسام تعني حقوق وواجبات يكفلها القانون، دماء الشهيدة رزان تستنفركم.. أنهوا الانقسام، اكسر حاجز الصمت ..دافع عن حقك..انزل وشارك).
لكن الفعالية لم تكتمل، بسبب مناوشات جرت بين عدد من الشبان المشاركين؛ أدت إلى تفرقها، بحسب مصادر محلية.
وتظهر لقطات الفيديو، قيام مجموعة من الشبان بتكسير المنصة الخاصة بالحراك المطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني.
مفوضية الأسرى بحركة فتح
وفي هذا السياق، ذكر أسامة مرتجى الناطق باسم مفوضية الأسرى في حركة فتح، أن ما حدث اليوم من عراك ومشادات داخل الحراك في ساحة السرايا بمدينة غزة "مستهجن ومرفوض تمامًا".
وقال مرتجى : "ما جرى لا يوصف ألا أنه مدسوس وغير وطني وغير اخلاقي، وكل من قام به خارج عن الصف الوطني".
وأضاف : "لسنا ضد أحد، ونحن مع انهاء العقوبات عن غزة وتطبيق قرارات المجلس الوطني التي تطالب بانهاء الانقسام والعقوبات".
وأكد أن الحراك سيستمر خلال الأيام المقبلة، مشددًا على أنه "لن ينتهي إلا بتحقيق كل أهدافه، بإنهاء ملف الانقسام والإجراءات وملف المقطوعة رواتبهم وكل الملفات العالقة".
وتابع : "معا وسويا لعودة الشرعية لغزة وانهاء الانقسام وعودة الحقوق للجميع، من أجل التصدي ل صفقة القرن ".
لجنة تحقيق
بدوره، أشار اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، إلى وجوب تشكيل لجنة تحقيق من القائمين على الفعالية، وكذلك من الأجهزة الأمنية؛ "لوضع النقاط على الحروف".
وأكد أن الأجهزة الأمنية حمّت الحراك "بكل ما تستطيع" من حوله وسعت لإنجاح الفعالية خلال الأيام الماضية، مستدركًا : "لكن ما حدث تم داخل المكان".
وقال : "من فعل هذا، لم يقدم لوطنه ولا لأسراه"، مشيرًا إلى أن رؤية هذا المشهد يصيب الأسرى في سجون الاحتلال بجروح كبيرة.
وأكد أن الفعالية مستمرة وباقية؛ كونها تمثل الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام وعودة رواتب الأسرى والمحررين.
التيار الإصلاحي
من جانبه، قال "التيار الإصلاحي" في حركة فتح بساحة غزة إنه "ثمن منذ اللحظة الأولى للحراك المطلبي العادل الذي دعا له الأسرى المحررون"، مشيرًا إلى أنه "اعتبر أن هذا النوع من الحراكات هو أداة ضغطٍ جماهيرية وشعبية لانصاف الأهل في غزة في وجه العقوبات الظالمة التي تفرضها عليهم حكومة المقاطعة".
واستنكر "التيار الإصلاحي" في بيانٍ صحفي تلقت (سوا) نسخة عنه "السلوكيات التي أدت إلى فض الاعتصام الجماهيري".
وأكد أنه "يرى أنه من المعيب محاولة جر الجمهور المكلوم إلى اشتباكات في ظل القهر الذي تمارسه حكومة الحمد الله بحق الأهل في غزة، ويرى أن أيادٍ لا تريد الخير لشعبنا هي التي تقف خلف تخريب هذا الحراك المطلبي العادل".
وجاء في البيان : "في الوقت الذي أثنى فيه التيار على الحراك المطلبي، فإنه ومنعاً للمزايدات، عمم على جماهيره وأعضائه عدم الذهاب إلى الاعتصام في يومه الأول، والاكتفاء بمؤازرة الحراك بعيداً عن المشاركة الفعلية، لتفويت الفرصة على المزايدين وأصحاب الأجندات، وهذا ما حدث بالفعل".
وأضاف : "رغم أن جماهير التيار وأعضائه لم يشاركوا في وقفة السرايا، إلا أن مواقع وجهاتٍ مشبوهةٍ وطنياً حاولت زج اسم التيار في الأحداث التي نشجبها وندينها كلياً"، بحسب البيان.
ودعا البيان إلى استمرار الاحتجاجات الشعبية السلمية في وجه "الإجراءات الظالمة التي تقوم بها السلطة بحق قطاع غزة"، وضرورة تفويت الفرصة على "كل المتربصين بوحدة شعبنا ووحدة الجماهير التي انكوت بنار الاحتلال ونار الانقسام ونار العقوبات".
الجبهة الشعبية
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فأكدت على حق شعبنا في مواصلة نضاله الوطني والديمقراطي من أجل إسقاط الانقسام وإنهاء كل تداعياته الكارثية على شعبنا بما فيها إلغاء "جريمة الإجراءات العقابية" المفروضة على أهلنا في قطاع غزة، وصولاً لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية.
وشددت الجبهة في بيانٍ صحفي على حق الجماهير في التظاهر وحرية التعبير عن رأيها في مجمل القضايا الوطنية والديمقراطية.
وعبّرت الجبهة عن إدانتها بوضوح لتدخل أجهزة الأمن في غزة باللباس المدني والاعتداء على جموع المتظاهرين في ساحة السرايا بمدينة غزة، خلال الوقفة التي جاءت تلبية لنداء الأسرى والمحررين لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ورفع العقوبات عن غزة والتي جاءت بإجماع ومشاركة الكل الوطني، وفقا للبيان.
وثمنت الجبهة جموع المتظاهرين الذين لبوا هذه الدعوة، داعية لوقفة وطنية تقضي بمحاسبة وملاحقة كل المتسببين بالاعتداء على المتظاهرين في ساحة السرايا.
الجبهة الديمقراطية
من جهتها، حيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين جماهير شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة التي خرجت اليوم في مسيراتها التي طالبت بإنهاء الانقسام وإلغاء "الإجراءات العقابية" المفروضة على قطاع غزة.
وعبّرت عن إدانتها الشديدة لعملية التخريب للحراك والوقفة الجماهيرية من بعض "عناصر خارجه عن القانون والإجماع الوطني".
وطالبت، الأجهزة الأمنية بملاحقتهم وتقديمهم للعدالة، وضرورة توفير الحماية لمثل هذه المسيرات الجماهيرية التي تعبر عن هموم ومشاكل الشعب الوطنية والاجتماعية وتحمي حرية التعبير تطبيقاً للقانون الأساسي الذي يؤكد على حرية التعبير والتظاهر السلمي.
ودعت الجبهة الديمقراطية جماهير شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده للاستمرار في الحراك الجماهيري؛ لانهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية.
وأكدت أن الوحدة الوطنية هي صمام الامان لمشروعنا الوطني، خاصة في ظل مايحاك من مؤامرات للمساس بحقوقنا الوطنية، ممثلة بصفقة القرن المزمع الاعلان عنها قريبا، والتي بدأت عمليا بقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الاسرائيلي، ونقل سفارته لها، وتقليص دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين , لإنهاء المؤسسة الدولية , الشاهد على جريمة الاحتلال الاسرائيلي، وما يعانيه الشعب الفلسطيني من عذابات التهجير، ودعم اسرائيل بمواصلة مصادرة الاراضي، والاستمرار في الاستيطان خلافا لكل القرارات الدولية.
حزب الشعب
وأعرب حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته " لقيام مجموعات من القوى الأمنية بغزة، باقتحام التجمع الشعبي للتظاهرة السلمية التي نظمت صباح اليوم الاثنين في ساحة السرايا بمدينة غزة للمطالبة بوقف الاجراءات الجائرة التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية بحق ابناء شعبنا في قطاع، والمطالبة بإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة.
وأكد حزب الشعب في بيان صحفي: إن "هذه الممارسات تشكل انتهاك للقانون الفلسطيني الذي يسمح بحرية التظاهر السلمي والتعبير عن مطالب الجماهير"، معتبراَ "ما اقدمت عليه أجهزة حركة حماس اليوم ضد التجمع الشعب في غزة، هو ترهيب للأصوات الحرة التي تطالب بوقف الظلم والتعديات على حقوق الجماهير ومصالحها".
وشدد الحزب في بيانه على مواقفه التي تؤكد أن " إنهاء حصار قطاع غزة، وعلاج ازماته المعيشية بصورة جذرية يتحقق من خلال إنهاء حالة الانقسام فورا واستعادة الوحدة الوطنية، وقيام حكومة واحدة وبقانون بتولي ادارة شئون ابناء شعبنا في الضفة وغزة، الامر الذي لا يتعارض مع ضرورة المطالبة الملحة والعاجلة لعلاج القضايا المعيشية التي يعانيها ابناء شعبنا في قطاع غزة، من أجل تعزيز صمودهم، سواء كان ذلك بسبب سياسات الحكومة الفلسطينية الجائرة، او بسبب الممارسات الظالمة من قبل الجهات المتنفذة والحاكمة في قطاع غزة، تلك السياسات والممارسات التي تثقل على كاهل ابناء شعبنا بقطاع غزة".
وشدد حزب الشعب على رفضه للمنحى الخطير الذي يتكرس على الساحة الفلسطينية، محذراَ من تداعيات ذلك وما يرسخه من وقائع يمهد الطريق امام المخاطر السياسية التي تستهدف شعبنا ومشروعه الوطني.
ودعا الحزب الى "التوقف الفوري عن كافة اشكال القمع والترهيب التي يجرى ممارستها بحق ابناء شعبنا في الأراضي الفلسطينية كافة، وإلى سرعة اتخاذ جميع الاجراءات التي تعزز صمود ابناء شعبنا وبخاصة في قطاع غزة".
كما دعا حزب الشعب حركة حماس بالتوقف عند مسئولياتها باعتبارها الجهة التي تحكم قطاع غزة، وان لا تتهرب من كونها الحاكم والمتحكم فيه، وان تحسم خياراتها لصالح انهاء الانقسام واستعادة الوحدة باعتبار ذلك الطريق الاقصر والمضمون لإنهاء المعاناة الكارثية التي يكابدها ابناء شعبنا الصامد في قطاع غزة.