رغم مرور 17 عاما على رحيل الانسان والقائد والمناضل والزعيم فيصل الحسيني (ابو العبد)، الا ان ابناء القدس العربية المحتلة ما زالوا يتذكرونه ويتذكرون عطاءه المميز الذي لم يستطع أحد حتى الآن الوصول الى مستواه. وهم لن ينسوه لأن أبا العبد كان انساناً قبل أن يكون قائداً فذاً، مناضلاً صلباً دافع عن القدس وابنائها، واستشهد وهو في قمة العطاء..

لم يفرض ابو العبد زعامته على أبناء القدس، بل مُنحت له منهم نظراً لكل ما كان يقدمه ويتابعه من قضايا في قدسنا العزيزة الغالية، فهو الذي عزز الوجود العربي في المدينة، وهو الذي جعلها، رغم أنف الاحتلال، عاصمة الدولة الفلسطينية من خلال تأسيس بيت الشرق الذي كان بمثابة مقر حكومة يعمل كخلية نحل بصورة متواصلة مما أثار غضب سلطات الاحتلال الاسرائيلي، فقامت باغلاق مقر هذه المؤسسة الكبيرة، لأنها لا تريد وجوداً لمؤسسة أثبتت وجودها على الساحة المقدسية..

وكان الاخ فيصل انساناً كبيراً كما عرفته، فكان يتواجد بين أبناء الشعب، يتجول في شوارع المدينة، ويستمع الى هموم ومعاناة أبنائها وبناتها، وكان يقف موقفاً حازماً ضد أي خطأ وضد أي انسان أو مواطن يرتكبه لأنه كان عادلاً ومنطقياً لا وجود للمحسوبيات في فكره وممارساته وعطائه، وأذكر انه كان يجيب على اتصالاتي الهاتفية لأمور طارئة في أي وقت، وحتى في ساعات الفجر لأنه كان انساناً واسع الصدر، وقائداً مسؤولاً لا يتأخر عن تلبية نداء الواجب.

رحل "ابو العبد"، ولكن رحيله كان جسدياً فقط، فهو موجود ومتواجد من خلال مؤسسته الرائعة "مؤسسة فيصل الحسيني"، ومن خلال محبة أبناء القدس له، والذين لم ولن ينسوه، ولن ينسوا أبداً ما قدمه لهذه المدينة.

لقد كان قائداً شجاعاً وصريحاً وشفافا في التعامل مع مختلف القضايا، وكان مرجعية الجميع الوحيدة الواحدة.. أما اليوم فان القدس ما زالت في انتظار المرجعية القديرة المتابعة لهمومها وقضاياها والمدافعة عنها حقاً وحقيقة، وليس بالكلام والبيانات وعبر وسائل الاعلام، فهي بحاجة ماسة الى من يسد فراغ رحيله الجسدي..

فيصل الحسيني (ابو العبد) وان غاب عنا فهو روحياً بيننا، وخالد في كل ما قدمه لأبناء القدس جميعاً، إذ انه كان مصدر توحيد ورص صفوف، وكان الأب والأخ والقائد.. وسيبقى كذلك الى أبد الآبدين.

2/6/2018

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد