صحيفة امريكية: حماس في غزة تواجه أسوأ ازماتها لهذه الأسباب
ذكرت صحيفة امريكية ان حركة حماس في غزة تواجه أسوأ ازماتها منذ سنوات ، حيث انها تعاني من أزمة مالية وفقدان للحلفاء وعدم وجود طريقة مناسبة لتخفيف الحصار ، فهي عالقة وتريد انهاء المعاناة بأي طريقة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بينما تعاني الحركة من هذا المأزق، تحاول حماس توجيه الغضب ناحية إسرائيل، عن طريق تشجيع الاحتجاجات الجماهيرية الأسبوعية على طول السياج الحدودي لغزة لكن دون إثارة رد عسكري شامل.
يقول المحللون، إن الجماعة قد تكون أضعف من أن تتحمل، فهي تهدف لتخفيف الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ أعوام.
وتابعت، بجانب أنها فرصة للغزويين للتنفيس وتوجيه غضبهم ضد إسرائيل، ولكن مع ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين في الاحتجاجات مع مرور كل أسبوع، فإن ذلك يثير استياء الرأي العام للجماعة المسلحة، وتحاول حماس، تحقيق توازن بين استراتيجيتها التقليدية المتمثلة في المقاومة المسلحة ضد إسرائيل وضرورة الحفاظ على الهدوء الكافي في غزة حتى تتمكن من السيطرة على الأمور.
والثلاثاء الماضي أطلقت جماعة فلسطينية أخرى عشرات الصواريخ وقذائف الهاون من غزة على جنوب إسرائيل، وهو تصعيد مثير يرى محللون إنه لم يكن ليحدث دون معرفة حماس وربما دعمها، وردت إسرائيل بغارات جوية.
وأكد الجناح المسلح لحركة حماس المسؤولية المشتركة عن القصف، لكن القيادة السياسية للجماعة أعلنت سريعا وقف إطلاق النار بعد محادثات مع وسطاء مصريين ينظر إليها على نطاق واسع على أنها علامة على أن حماس ليس لديها مصلحة في خوض الحرب.
وفي الوقت نفسه، تدرس حماس تقديم تنازلات لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية وتقارير صحفية عربية ومحللين، لتخفيف القيود على غزة لتحسين الظروف سكانها المعيشية البالغ عددهم مليوني نسمة.
وتبلغ نسبة البطالة أكثر من 40 %، كما تنهار البنية التحتية، حيث يحصل السكان على أربع ساعات فقط من الكهرباء يومياً، بجانب نقص في الأدوية وغيرها من الإمدادات الحيوية، ووفقا للأمم المتحدة، فإن القطاع سيكون "غير قابل للعيش" بحلول عام 2020.
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم المدهون الكاتب قوله:" حماس تحت الضغط.. لديهم خيارات محدودة للغاية.. ومستعدون للالتزام بأي ترتيبات أمنية.. ومن أجل تخفيف المعاناة في غزة والاحتفاظ بالسلطة، ستكون حماس مستعدة حتى لوقف الهجمات على إسرائيل، مشيرا إلى أن الاحتجاجات الحالية هي "الملاذ الأخير والسبيل الوحيد لمحاولة الخروج من هذه الأزمة العميقة في غزة".
ويقول محللون إن المواجهة العنيفة لن تؤدي إلا إلى تعميق البؤس في غزة، وربما لا تنجح حماس التي قد تواجه مشكلات في تجديد مخزوناتها من حرب أخرى مع اسرائيل.
وأوضحت أن تراجع قوة حماس شكل نقلة مذهلة في حركة كانت تعتبر في يوم من الأيام قوة لا تقاوم في غزة، وخاضت ثلاث حروب مع إسرائيل وحكمت القطاع لأكثر من عقد من الزمان.
وبعد 2011 فقدت حماس حلفاء رئيسيين منهم جماعة الاخوان المسلمين في مصر، وتضاءل الدعم من إيران وسوريا، بجانب جفاف التمويل الأجنبي، وقامت حكومة عبدالفتاح السيسي، بإغلاق الأنفاق التي وصلت من خلالها الأموال والسلع والأسلحة إلى غزة، الأمر الذي حرم الحركة من مصدر عائد للدخل وإعاقة قدرتها على تجاوز الحصار.
وأصبحت حماس يائسة لدرجة أنها سعت في العام الماضي إلى إصلاح العلاقات مع السلطة الفلسطينية، حيث أعطت سيطرتها على المعابر الحدودية في غزة ووافقت على تشكيل حكومة تكنوقراطية، إلا أن جهود المصالحة توقفت، وفرضت السلطة الفلسطينية ، التي تحاول إجبار حماس على تسليم السيطرة على قوات الأمن في غزة، إجراءاتها العقابية الخاصة، بما في ذلك حجب الأموال عن محطة الطاقة الوحيدة في القطاع، ومنع الرواتب إلى موظفي السلطة في غزة.
وقال المتحدث باسم حماس "حازم قاسم":" لم يقدم لنا أية رؤية أو مبادرة ملموسة لتخفيف الحصار من المجتمع الدولي.. لا يمكننا حتى القول إن هناك محادثات لرفع الحصار".
وبحسب قاسم ، تجري حماس مناقشات مع مصر وقطر والأمم المتحدة بشأن خطوات صغيرة لتخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك السماح لمزيد من السكان بمغادرة الإقليم ودفع ثمن الوقود لمحطة الكهرباء.
كثير من سكان غزة يلومون إسرائيل والسلطة الفلسطينية على الظروف الاقتصادية القاتمة ، لكن اليأس ترجع أيضًا إلى إحباط مع حماس.
ونقلت الصحيفة عن "مخيمر أبو سعدة" أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة قوله: حماس عالقة بسبب الوضع الاقتصادي ومشاكل المصالحة الفلسطينية ، لكن الحركة قد تكون قادرة على التوصل لاتفاق مع إسرائيل يسمح لمزيد من الناس والبضائع بالدخول والخروج من غزة مقابل موافقة الحركة على وقف صناعة الأسلحة وحفر الانفاق.
وأضاف:" لقد أدركوا أن المواجهة العسكرية مكلفة جداً للفلسطينيين.. ولهذا السبب، فإنهم غير مهتمين على الإطلاق بإشعال صراع آخر، لكنهم يريدون إنهاء الحصار".