المصالحة وتخفيف حصار غزة على طاولة حماس والمخابرات المصرية قريبًا
نقلت صحيفة " القدس العربي" عن مصدر وصفته بالمُطلع قوله إن ترتيبات تجري لزيارة قريبة لوفد من قيادة حركة " حماس في غزة برئاسة يحيى السنوار إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وذكرت الصحيفة أن الزيارة القريبة ستكون لمتابعة عدة ملفات مع المسؤولين المصريين، من أبرزها تخفيف الحصار عن غزة، وبحث ملف المصالحة المتوقف منذ فترة حيث تلعب مصر دور الوسيط الرئيس في هذا الملف.
وحسب الصحيفة، لا يستبعد أن تشهد الفترة المقبلة، عقد لقاءات بين قيادات من فتح وحماس برعاية مصرية، تهدف إلى إعادة دوران عجلة المصالحة، والعمل على نقل صلاحيات إدارة قطاع غزة للحكومة الفلسطينية، وهو أحد شروط حركة فتح والسلطة لتطبيق باقي بنود اتفاق المصالحة الأخير.
وفي سياقٍ متصل، أشار المصدر للصحيفة أن التخطيط الحالي لدى الحركة، يقوم على إسناد فعاليات "مسيرة العودة" بشكل كبير، من خلال استمرار عمليات التحشيد على طول الحدود، والخروج بمسيرات جديدة، وتنظيم مسيرات "مليونية" على غرار تلك التي نظمت يوم الإثنين الماضي.
ولفت إلى أن القرار المتخذ في إطار اللجنة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، يقضي باستمرار الفعاليات حتى كسر نهائي للحصار المفروض على غزة.
واجتمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية السبت الماضي، مع اللجنة العليا المشرفة على المسيرات، حيث جرى البحث في إمكانية تطوير أدوات هذه الفعاليات.
ويجري الحديث هنا عن "تطوير" أدوات هذه المسيرات في الأيام المقبلة، من خلال انتهاجها أشكالا جديدة في المقاومة الشعبية، إضافة إلى تلك الفعاليات المنفذة حاليا، من مسيرات جماهيرية، وإطلاق طائرات ورقية محترقة، وقذف الحجارة بالمنجنيق تجاه جنود الاحتلال، وعمليات قص السياج الفاصل بالمقصات الحديدية، وفقا للصحيفة.
اقرأ/ي أيضًا: قيادي بفتح لـسوا: مسيرات العودة انتهت واجتماع مهم اليوم للجنة العليا الخاصة بوضع غزة
وقالت الصحيفة إن "حماس لا تربط بين عمليات التخفيف المصرية، المتمثلة بفتح معبر رفح طوال شهر رمضان ، والسماح من خلاله بإدخال البضائع والسلع لسكان غزة، وبين مطالبها بكسر الحصار الإسرائيلي بشكل كامل عن غزة، حيث تعتبر أن عملية فتح المعبر كان هدفها تخفيف حالة الاحتفان في القطاع، بسبب الأوضاع المعيشية المتردية، وحاجة الحالات الإنسانية إلى السفر بشكل ملح من المعبر المغلق طوال أيام السنة.
يشار إلى أن مصر سارعت إلى استقبال وفد من حماس قبل يوم واحد من تنظيم فعالية مليونية العودة على الحدود الإثنين الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 63 مواطنا، وأصيب ما يزيد عن 2800 آخرين، بنيران الاحتلال، وعقب ذلك أعلن الرئيس المصري عن قرار فتح معبر رفح طوال شهر رمضان، للتخفيف من أزمة غزة.
ويتردد أن عملية فتح المعبر، في حال نجاحها بالشكل المطلوب خلال رمضان، من المتوقع أن تستمر إلى ما بعد ذلك، في إطار خطة تقوم على تحسين أداء عمل المعبر في الجانب المصري، وفتحه على مصراعيه أمام سكان غزة، وهو ما من شأنه أن يحل أزمة كبيرة، تخنق القطاع منذ فرض الحصار الإسرائيلي قبل أكثر من 11 عاما.
وفي السياق يتردد أن مصر ستلعب خلال الأيام المقبلة دور "الوسيط" للتوصل إلى حل ينهي مشاكل غزة. وستجدد حماس مطلب إقامة "ميناء بحري" في قطاع غزة، يربطه بالعالم الخارجي، في مسعى من الحركة، لإنهاء التحكم الإسرائيلي في حركة بضائع غزة مستقبلا.
ونقل عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد، قوله إنه يأمل في ان تبقي مصر معبر رفح مفتوحاً، وان ترعى إنشاء ميناء لغزة، داعيا في ذات الوقت مصر إلى "مزيد من الجهد"، كونها كانت ولا تزال تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك على وقع التحذيرات التي خرجت من إسرائيل، وتنذر بإمكانية تكرر سيناريو حرب عام 2014، إن لم يجد أهالي غزة "بوادر إيجابية" لإخراجهم من "النفق المظلم"، المتمثل في الحصار وسوء الوضع بشكل عام.،