قيادي بفتح لـسوا: مسيرات العودة انتهت واجتماع مهم اليوم للجنة العليا الخاصة بوضع غزة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

أعلن القيادي في حركة فتح والمتحدث باسمها عاطف أبو سيف ، عن انتهاء مسيرات العودة الكبرى في غزة بالنسبة لحركته، محذرا من "تجييرها لأجندات خاصة" قد تحرف المسيرة عما كان متفق عليه ، كاشفاً عن اجتماع سيُعقد يوم الاثنين للجنة العليا التي شكّلها الرئيس محمود عباس خلال اجتماع القيادة الأخير؛ لوضع ملف قطاع غزة وإزالة أسباب الانقسام.

وقال أبو سيف في حوارٍ خاص مع وكالة (سوا) الإخبارية مساء الأحد: " مسيرات العودة بالنسبة لنا انتهت في 15 مايو، والذي وافق الذكرى 70 للنكبة؛ لأن ذلك ما كنا متفقين عليه في الفصائل ".

وذكر أن: "أي فعاليات بعد ذلك يجب أن تكون عبر العودة إلى لجنة القوى الوطنية والإسلامية"، معتبرًا أنه "من الخطر أن يصار إلى خطف هذه الفعاليات باتجاهات غير تلك التي اطلقت وفقها"، وفقا له.

وأضاف: نحن في فتح نظن أنه يصار إلى تجيير مسيرات العودة باتجاه أجندات خاصة وضيقة تتعلق بأوضاع قطاع غزة، الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلا لأن المقصود كان حق العودة وإفشال كل المخططات التصفوية التي تستهدف القضية الوطنية الفلسطينية.

وأشار إلى أن "فتح ترى ضرورة البحث عن تطوير المقاومة السلمية، وهو ما يحتاج إلى كل القوى الوطنية والإسلامية"، مستدركًا: "أما أن يستمر البعض في الأمر وكأنه يعنيه وحده فهذا خطر ويعرض الوفاق الوطني في هذا الأمر للخطر. محذراً من بعض التصريحات التي تحول الشهداء إلى أرقام بدلاً من الحديث في العمق الحقيقي للكفاح الفلسطيني اليومي. من الواضح ان هناك سوء فهم لما يجري والبعض يميل لاستغلاله ضمن خطاب إعلامي أضر بصورة مسيرة العودة .

وأوضح أنه "منذ البداية كان التأكيد على أن مسيرات العودة هي جزء من استراتيجية وطنية نضالية شاملة، وهي ليست ردة فعل على واقع معاش في قطاع غزة أو وضع تعيشه الفصائل في القطاع، متابعًا: "عندما تكون المسيرات من أجل تحسين شروط النضال الفلسطيني والتقدم نحو إنجاز وطني ما فهذا أمر إيجابي، وهذا ما يجب أن نسعى إليه".

وأردف: "نحن ننظر إلى مسيرات العودة أنها جزء من الحركة النضالية الفلسطينية، والكفاح الفلسطيني المناهض لضياع فلسطين والساعي لاستردادها طويل ومتجذر منذ مقاومة الفلاحين البسطاء لمحاولات اقتلاعهم من أرضهم خلال النكبة . وهو نضال مستمر ومتفاعل في كل أماكن تواجد الفلسطينيين. مثلاً لاحظنا أن الجمعة الماضية كانت ذروة المسيرات السلمية في الضفة الغربية ولم تكن في قطاع غزة، وهذا أمر إيجابي ويعكس حقيقة تكامل الكفاح الفلسطيني.

وزاد قائلًا: "فتح أكدت على 3 أشياء أسياسية، وهي سلمية التظاهرات، وتكامل النضال الفلسطيني بشكل كامل بمعني ألا يكون هناك شيء خاص في الضفة وشيء خاص في غزة وآخر في لبنان، لأن هذا يخدم أجندات الاحتلال، وثالثا وضع أهداف محددة وعدم استعجال حصد الثمار".

واعتبر أن "الذي يحدث في غزة ان البعض يحاول استعجال قطف الثمار السياسية المتعلقة بغزة، مع التأكيد على ضرورة العمل من اجل تحسين حياة الناس المحاصرين في القطاع ولكن على أن لا يكون هذا على حساب المطالب السياسية الفلسطينية الجماعية.

وبين أن "ربط مسيرات العودة بالوضع الاقتصادي، وهو أمر خطير لأن هذا يعني وقوع في الفخ الذي نصبه ترامب أو الذي يتصوره نتنياهو حول السلام الاقتصادي بمعي أنه في حال توفير لقمة العيش للفلسطينيين لا يعد هناك مطالب سياسية".

ومضى قائلا: "يجب التركيز على المطالب السياسية المتمثلة بحق شعبنا في العودة إلى مدنه وقراه التي هجر منها قبل 70 سنة والاستقلال واستعادة الحرية وبعدها يصار إلى بناء دولة فلسطين".

وأوضح أنه في حال أرادت الفصائل القيام بأي نشاط آخر يجب ألا يكون عبر اللجنة الوطنية لمسيرة العودة لأنها ليست مؤسسة وطنية، مشيرا إلى أن المؤسسة الوطنية الوحيدة الموجودة والتي تدير العمل الفصائلي المشترك هي لجنة القوى الوطنية والإسلامية.

واستطرد: " اللجنة العليا لمسيرات العودة تشكلت بقرار من الفصائل ونحن في فتح مشاركون فيها، وأسست لكي تدير الفعاليات من 30 مارس وحتى 15 مايو، وحينها انتهت".

ونوه إلى أن البحث عن استمرارية المقاومة الشعبية في غزة أمر هام ولكن يجب أن يؤخذ على محمل الجد لا أن يتم التعامل معه ضمن نسق ضيق وهذا يتطلب نقاش داخل الفصائل.

وأشار إلى أن المطلوب تفعيل أذرع أخرى للمقاومة الشعبية السلمية، مضيفًا : "على سبيل المثال من غير المعقول أن نطالب الناس بـ(BDS) وغزة ممتلئة بالبضائع الإسرائيلية".

اللجنة الخاصة بغزة

وكشف أبو سيف عن اجتماع سيُعقد يوم الاثنين للجنة العليا التي شكّلها الرئيس محمود عباس خلال اجتماع القيادة الأخير؛ لوضع ملف قطاع غزة وإزالة أسباب الانقسام.

وأكد الناطق باسم حركة "فتح" عاطف أبو سيف ضرورة التمييز بين المساس بالانقسام وبحياة المواطنين في غزة، آملا أن يكون هناك لحلحة وخطوة إيجابية باتجاه تمكين الناس عبر صرف رواتبهم.

وأوضح أبو سيف في حوار خاص مع وكالة (سوا) الإخبارية مساء الأحد أن حركة فتح لا تدعو إلى حلول "ترقيعيه" أو سلف إنما إلى عودة الرواتب بشكل كامل للموظفين، لافتا إلى وجود ضغط عالي تقوم به الحركة من أجل دفع الرواتب وإيجاد حل هذه الأزمة وفق ما أقر المجلس الوطني، اعلى هيئة قيادية للشعب الفلسطيني لحظة انعقاده ووفق قرار الرئيس في الجلسة الختامية.

وقال: "متفائلون بأن اللجنة في اجتماعها غدًا سيكون لها بعض المخرجات الإيجابية في ذلك".

وأضاف: "من الواضح أن ما جرى من إجراءات خلال السنة الماضية مسّ أكثر بالناس، وكان لها تأثيرات جانبية قاتلة"، مشددًا على أن قصة غزة أكبر من قضية الحكومة وأنها بحاجة لتفكير وطني أوسع، ولا يجب ربط مصير غزة بالحكومة وقرارتها، فغزة أكبر من مجرد ولاية اخرى من ولايات الحكومة، ببل هي ركن مفصلي في المشروع الوطني ويجب أن تعامل وفق هذا الأساس.

وعدّ أن أحد أخطاء حماس انها قلصت غزة لقضية خدمات، موضحًا أن حركة فتح تنظر لغزة على انها جزء من الكل الوطني الشامل.

المصالحة

وبشأن جهود المصالحة، ذكر الناطق باسم فتح أن المصالحة دخلت في "موت اكلينيكي"، معتبرًا أن من قام بالتفجير (موكب رئيس الوزراء) نجح فيما أراد وعطّل المصالحة.

وأكد أن المصالحة أمر استراتيجي وهام بالنسبة لفتح، مستدركًا: "لكن الكرة الآن في ملعب حماس (..) نشعر بالقلق من تضييقها المساحة أمامنا في غزة واعتقال القيادات والاعتداء عليهم".

وقال: "يجب أن نكون شركاء في القرار إذا كنا شركاء في الدم"، داعيًا حماس لمراجعة إجراءاتها وأن تفكير بكيفية الخطي سويًا إلى الأمام.

ودعا إلى تمكين حكومة الوفاق من أداء عملها في قطاع غزة للقيام بدورها والتحضير لانتخابات شاملة، مستطردًا: "نحن لم نتحدث بعد عن تمكين فتح او مقراتنا او مراكزنا الإعلامية ولا صحفنا ولا اذاعاتنا..".

وأشار أبو سيف أن انفتاح حركته على أي لقاء أو دعوة أو حوار " على قاعدة انهاء ما تم الاتفاق عليه وليس مناقشة ما يمكن ان نذهب اليه".

وأكد أن الأوضاع التي أثمرت عنها سنوات "حكم حماس" في غزة لم تعد مقبولة، عادًا أن "الطريق للمصالحة بسيط ولا يحتاج للكثير من الجهد (..) لا نريد البحث في الماضي لكن النظر في المستقبل".

المجلس الوطني

وفيما يخص مخرجات المجلس الوطني، أكد أن حركة فتح تشعر بالرضا من المخرجات، مشيرًا إلى ان هذه المخرجات قادرة على حمل المشروع الوطني رغم التحديات.

وأكد أهمية المخرجات حيث عرفت العلاقة مع الاحتلال بأنها قائمة على الصراع، وكذلك إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد