"شاهر المدهون" استشهد صائمًا في يوم ميلاد طفله الوحيد وهذه وصيته له
"لم أتمالك أعصابي لحظة وصول نبأ استشهاده"، هكذا بدت علامات الحزن والفراق على ملامح شقيق الشهيد شاهر المدهون الذي روى حكايته ووصيته الأخيرة لابنه الوحيد الذي رزق به بعد 9 أعوام من الحرمان.
وجاء استشهاد الفلسطيني شاهر المدهون خلال المجزرة الإسرائيلية شرق غزة الاثنين الماضي، متزامنا مع عيد ميلاد ابنه الأول عبد الله.
يقول شريف شقيق الشهيد: "لم أتوقع نبأ استشهاده بالمطلق حيث لم يفارقني لحظات وبعد ساعات قليلة جاء نبأ استشهاده، حينها شعرت بالصدمة فور سماع هذه الفاجعة الأليمة بفقدان أخي".
ويضيف: "كان أخي يتمنى الشهادة منذ صغره واجتهد من أجل الوصول لهذه المرحلة، وجاء اليوم ليحقق حلمه على أرض فلسطين مدافعا عنها بروحه الطاهرة التي صعدت إلى العلياء".
ويتابع: "قبل استشهاده بلحظات رافقني إلى المسجد لصلاة الظهر، وكان في ذلك اليوم صائما، وسرعان ما جاء موعد آذان المغرب حتى تلقينا خبر استشهاده، حيث لم يهنأ في إفطاره فكانت الشهادة هي جائزة صيامه وتقربه إلى الله.
وكان شاهر ذو خلق وحسن المعاملة مع أهله وجيرانه وأصدقائه والكل يشهد له بتلك الأخلاق التي كانت تلازمه في كل مكان وزمان، يشير شقيقه.
وينحدر شاهر من مدينة المجدل المحتلة منذ 70 سنة مضت- كأي لاجئ آخر، متمسك بحقه في العودة التي هجرت عائلته منها عنوة تحت وطأة "المجازر" التي ارتكبتها "العصابات الصهيونية" آنذاك.
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد في قتل الفلسطينيين الذين يدافعون عن حقهم وأرضهم وقدسهم التي اغتصبوها أمام مرأى الجميع وسط صمت دولي وعربي.
ولفت إلى أن الشهيد شاهر رزق بابنه الوحيد عبد الله بعد تسع سنوات من الزواج، حيث شاءت الأقدار أن يستشهد في عيده ميلاد ابنه الأول.
وقال: "تربى يتيما منذ صغر سنه، فكان رجلا بحق وتحمل المسؤولية ومرارة الحياة التي نعيشها في قطاع غزة، حتى تحقق حلمه باستشهاده على أرض فلسطين مدافعا عنها."
وحول وصية الشهيد شاهر المدهون لابنه عبد الله، يروي شقيقه لوكالة "سوا" ما قاله له قبيل استشهاده: "لا أستطيع أن اكتب مشاعري، فبقدومك قد أنرت الدنيا وأسعدت قلوبنا كثيرا ولا يستطيع أي إنسان أن يوصف هذه المشاعر إلإ من عاش هذه اللحظات والسنوات".
ويضيف نقلا عن لسان شقيقه الشهيد: "ولدي الحبيب أكتب لك في دفتر الذكريات لأن في الذكرى خلود، بالأمس كان الخيال يغطي عالمنا ولحظات الانتظار تتسارع بقدومك يا بني انتظرنا قدومك بفارغ الصبر ولقد أكرمنا الله بعد 9 سنوات بك، فاحرص أن تكون ولدا بارا".
وفي ختام وصيته، حث ابنه على الصلوات الخمس في المسجد وبر الوالدين والإحسان للجيران والقوة والجهاد في سبيل الله وأن يكون حافظا لكتاب الله عز وجل، بحسب شقيق الشهيد.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي، مجزرة بشعة، سقط خلالها أكثر من 62 شهيدًا، وأصيب ما يزيد عن 2000 آخرين، وذلك خلال مشاركتهم في مسيرة العودة السلمية الكبرى، بالتزامن مع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ، وذكرى النكبة الفلسطينية.