صحيفة: مخاوف فلسطينية على الرئيس عباس من مصير عرفات

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

قالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها الصادر صباح يوم الأحد، إن مسؤولين فلسطينيين يتخوفون من احتمال أن يواجه الرئيس محمود عباس ، مصير سلفه الراحل ياسر عرفات؛ الذي حاصرته إسرائيل في مقر المقاطعة ب رام الله ، إلى أن استشهد لاحقا في ظروف غامضة.

وذكرت الصحيفة إنها علِمت أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحثت جديا سيناريوهات مختلفة قد تلجأ فيها الولايات المتحدة وإسرائيل للتخلص من الرئيس عباس سياسياً، وإيجاد بدائل له.

وقد حذرت الأجهزة الأمنية، الرئيس من أن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد بدائل له، وتخطط لذلك مع إسرائيل، خصوصاً أن السلطات السياسية والأمنية الفلسطينية باتت تملك معلومات وأسماء شخصيات وتحركات وسيناريوهات مختلفة للتحضير لمرحلة "ما بعد الرئيس عباس".

وحسب الصحيفة، فقد قال مسؤولون فلسطينيون إن السيناريو الذي واجهه ياسر عرفات يتكرر في ظروف مشابهة، وبينهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ، الذي اتهم إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بشن حملة مكثفة ضد الرئيس عباس، في محاولة "لاعتباره غير ذي صلة".

وقال عريقات في هذا السياق: "إنهم يريدون جعله غير ذي صلة، كما فعلوا مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وذلك بسبب تمسكه بحقوق شعبنا".

ولم يكن تصريح نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، الأسبوع الماضي، حول دفن كل محاولات لخلق بدائل للشرعية عبثياً، بل رسائل موجهة، علماً بأن أبو ردينة كان قد تعهد بمواجهة كل المحاولات لإقامة محاور بديلة للقيادة الشرعية، كمحاولة إسرائيل، بتعاون مع الولايات المتحدة، إقامة قيادة بديلة لمنظمة التحرير، من أجل تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، أو أي محاولات إقليمية لخلق جسم مواز.

كما أنه ليس سراً أن المسؤولين الإسرائيليين بدأوا قبل أكثر من عام سياسة جديدة، تقوم على التعاون مع شخصيات فلسطينية للتباحث في شؤون المنطقة، وهي سياسة اعتمدها الأميركيون كذلك، وفقا للصحيفة.

وقالت الصحيفة إن المخاوف الفلسطينية تعززت أكثر بعد تركيز الولايات المتحدة وإسرائيل على اتهام الرئيس عباس "بمعاداة السامية"، وإثر تصريحات لوزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس دعا فيها إلى "درس فرض الحصار على عباس مثل عرفات".

وأشارت إلى أنه "رغم اعتذار الرئيس عباس على حديثه بشأن اليهود، إلا أن إسرائيل رفضته إسرائيل"، موضحةً أنه "لذلك صرح عريقات بأنه لا يفهم استمرار الهجوم على الرئيس عباس بعد اعتذاره سوى أنه يأتي في خانة الحملة المبرمجة ضده".

وكان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد رفض اعتذار الرئيس عباس، ووصفه بالاعتذار "البائس"، فيما ذهب وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أبعد من ذلك، حيث طالب بدراسة إمكانية فرض حصار على عباس، كما حوصر عرفات.

اقرأ/ي أيضًا:وزير إسرائيلي يدعو لفرض حصار على الرئيس عباس

وتذكر تصريحات شتاينتس الفلسطينيين بتصريحات مماثلة لمسؤولين إسرائيليين، سبقت الحصار الإسرائيلي ضد عرفات في المقاطعة برام الله، قبل أن ينقل إلى فرنسا ويتوفى هناك في ظروف غامضة، قال الفلسطينيون إنها ناتجة عن تسميمه من قبل إسرائيل.

وبدأت إسرائيل في عهد عرفات حملة متصاعدة ضده، تحت عنوان: "إنه غير ذي صلة، ولا يؤمن بالتعايش"، ثم انضمت الولايات المتحدة لهذه الحملة، التي انتهت باتهامه بتشجيع الإرهاب، ثم حصاره وعزله حتى وفاته.

وجاءت تصريحات شتاينتس بعد قليل من محاولة أميركية لإصدار بيان في مجلس الأمن الدولي يدين تصريحات الرئيس عباس بشأن اليهود، لكنها فشلت. وقد رفضت الكويت مشروع البيان المقترح أمام مجلس الأمن لأنه كان متحيزاً.

ووفقا للصحيفة، يدرس الفلسطينيون الآن كيفية مواجهة الهجوم ضد عباس ومحاولات إيجاد بدائل له.

وكان انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، بعد عام من انتخاب لجنة مركزية جديدة لحركة فتح، إحدى أهم الخطوات التي يقول مسؤولون فلسطينيون إنهم اتخذوها في إطار "تجديد الشرعيات وترتيب البيت الداخلي" لمواجهة الهجوم الأميركي - الإسرائيلي، ومن ثم تأمين "انتقال سلس" للسلطة.

كما يتطلع المسؤولون الفلسطينيون الآن لإنجاح المصالحة الفلسطينية قبل اتخاذ قرارات قد تقوض السلطة في نهاية الأمر.

وفي هذا الصدد، قال عريقات إن اللجنة التنفيذية المنتخبة بدأت بوضع آليات وجداول زمنية لتنفيذ قرارات ومخرجات المجلس الوطني، مضيفاً أن اللجنة ستعمل على تنفيذ قرارات الوطني على الفور، وتواصل جهودها لإنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة لمواجهة التحديات المختلفة.
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد