نحتاج كثيرا من المعرفة لنبدأ اول خطوات تطريزنا على وسائل الاعلام الاجتماعي وهذه المعرفة لا يمكن لها ان تكون هلامية تسبح في فضاء الرغبات والتجاذبات والاستقطاب الا انها موجودة، وهذا يدعونا الي رصها وقولبتها في مفردات تليق بالمتحدث صاحب الرسالة اولاً قبل ان يقرأها المتلقي، ولا يوجد أي تبرير للحياد عن هذا النهج الا ان العصبية والتحزب تأخذ البعض الي مربعات التبعية والعبودية والرغبة في الاستنساخ والحفظ وليس التجانس واعمال العقل في القضية المطروحة، وهنا اذكركم ونفسي ان هذا العالم يعتبر عالم افتراضي او وهمي على اقرب تقدير، صحيح ان هذا العالم الافتراضي استطاع ان يغير حكومات ويستطيع علي مستوي قضيتنا الفلسطينية ان يوصل رسائل هامة للمجتمع الدولي اذا كان هنالك من يستطيع حبك الرواية الفلسطينية باللغة التي يفهمها الغرب، ولم ننجح في ايصال رسائلنا لقيادات الشعب الفلسطيني، الا ان هذا العالم الازرق ما زال افتراضياً، ففي حالتنا الفلسطينية والغزية تحديدا قد تجد البعض ينشد المثالية والاخر التدين والاخر التكاثف وكثير من المفاهيم الجميلة وليس بالضرورة ان يكون هذا انعكاس لسلوك الداعي الا ان سوءات البعض تنكشف فوراً اذا تبين انك ليس علي خطاه او في مربعه، وهنا بالضرورة التذكير ان هؤلاء يعكسون نواقصهم وبالتأكيد يرغبون ان تشيع ثقافة ان لم تكن معي فانت بالضرورة ضدي.

ينشغل رواد الاعلام المجتمعي كثيراً هذه الفترة منقسمين الى فئتين من حيث المعرفة والادراك، فئة تتبع مدرسة فقه الاختلاف وآدب الحوار المثمر، ومدرسة الغوغائيين الذين ينتهجون التهجم والسباب على من يخالفهم الرأي والحزب، وهؤلاء جميعاً منقسمين بين جدوي استمرار مسيرة العودة الكبرى وايقافها، او دراسة نتائجها، والاستمرار في تقديم مزيداً من الدماء فدا الوطن؟! ومن خلال متابعتي اجد كثيراً من الفكر الراقي علي حائط صفحات كثير من الاصدقاء، بالمقابل هنالك صفحات كان اخر منشور وضع علي حائطها التهنئة بعيد الاضحى لا اذكر أي عام، ستجد من هؤلاء من لديهم وظيفة واحدة وهي الانقضاض على منشورات الاخرين ليس من باب اثراء الفكرة ولكن انا موجود، وهذا ليس انتقاص من قدرات احد لأنني اتفهم ان هنالك فروق فردية بين البشر والمثقفين ورواد الاعلام المجتمعي.

وهنا املي في من يجدو بأنفسهم قدرة التأثير في وسائل الاعلام المجتمعي، وهذه دعوة لجميع من يستطيعوا ايصال رسائلهم لمتابعيهم والتأثير فيهم من خلال الفعل ان يساعدوا الاخرين في امرين.

اولاً: اتمني ان اجد هذا العالم الافتراضي يسبح في حب وتآلف وفقه الاختلاف المبني على احترام الذات والاخرين وعدم الانقاص من وزن احد ونشر الوعي الذي يخدم المجتمع في تَأَلَّفَه ووحدته لان هذا بالضرورة على المدي القريب سيؤتي اوكله باكتساب الآداب المعرفية وتقبل الاخر وفهم مقصد الاختلاف في الرأي لإعطاء نتائج ناهضة بالمجتمع من خلال مفردات جامعة مقربة وإن اختلفنا في اولوياتها.

ثانياً: وهذا لب الموضوع بعد الحديث عن الاسلوب في منطوق مقصود يراد منه نشر آداب الاختلاف، نأتي للموضوع الذي يتفاعل به الزملاء والاصدقاء ويأخذ حيزاً من حياتنا وفكرنا ودمائنا، (هل نستمر في مسيرة العودة الكبرى ام نتوقف ولماذا لا تكون القيادات وابنائها في مقدمة المسير؟) اعتقد اننا جميعا نستطيع ان نعبر بطريقة أو بأخرى عن ما نريد اذا امتلكنا الشجاعة والمعرفة والاخلاق؛ الشق الاول من السؤال مع الاستمرار او ضد! لا يحتاج كثيراً من اللغط او ان تدخل في حوارات افتراضية قد تزرع الشحناء والبغضاء وتدخل الشيطان بينك وبين متابعيك او حاسديك اذا خرج الحديث عن هدفه، الامر اعتقد بسيط جداً اذا اردنا استمرار او ايقاف المسيرة حسب قناعاتك التي تمارسها، لديك ثلاث دوائر في حياتك مغلقة محيطة بك الاولى اسرتك والثانية عائلتك الممتدة والثالثة اصدقائك انقل العالم الافتراضي الي الواقع وقل لهم لماذا انت مع او ضد واستقطب من استطعت اليه سبيلا واعطي نفسك اسبوع وبعدها قم بتقييم النتائج وانظر ماذا حصدت.

اما بخصوص الشق الثاني من السؤال الذي يخص القيادات وابنائهم وللإنصاف وبعيداً عن اللغط نقول ان هنالك قيادات قدموا ابنائهم على مذبح الوطن والوطنية، وكما تابعنا في الاعلام اننا نرقب قيادة جيش الاحتلال وصورهم في دائرة الاستهداف، وبالأمس القريب جيش الدفاع يرقب القيادات في دائرة الاستهداف، هذه المعادلة لها ما لها وعليها ما عليها، من جانب اذا استطعنا قنصهم فهذا سيكلفنا الكثير واذا اقدموا على قنصنا فهذا سيكلفنا حسب ردة فعلنا، اما بخصوص ابناء القيادات تذكروا ان هنالك من القيادات ثلاث انواع:

1- قائد الصدفة وهذا ليس لديه مانع ان يتاجر بأي شيء.

2-وقائد ابو بلون رقم عشرة لا يوجد له مكانة في المجتمع او التنظيم وهؤلاء قد يكونوا استفادوا لأبنائهم من التسهيلات والمنح المتوفرة.

3-وقائد قدم واعطي وله كلمته في التنظيم وخسرانه غالباً يؤدي الي تغول الاول والثاني، وهذا يوصلنا الى انهم ليس لديهم وقت ليسمعوا ما بكم من قرع لجدار الخزان.

لذلك الان المطلوب من الذين يطالبون على صفحاتهم بإنهاء او استمرار مسيرة العودة الكبرى فقط ان يخرجوا من العالم الافتراضي الي العالم الواقعي لإيصال رسالتهم ومعرفة قدرة التأثير وسماع اهم ثلاث دوائر في حياتهم على قاعدة الاختلاف لا يفسد للود قضية لكن الاسلوب يفسد كل المحبة اذا اسئ استخدامه. اخيراً تذكر اننا لسنا مجبرين علي تبرير المواقف لمن يسئ الظن بنا من يعرفنا جيداً يفهمنا جيداً فالعين تكذب نفسها إن احبت والاذن تصدق الغير إن كرهت، فلا ترهق نفسك. انتشروا يرحمكم الله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد