صفقة القرن
يعمل فريق من الإدارة الامريكية على وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النهائي الذي وضعه الرئيس الامريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والذي يعرف إعلاميا " صفقة القرن ".
فيما سربت إسرائيل، يوم الخميس 23 يناير 2020 بعض تفاصيل الصفقة، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وجه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم حزب "أزرق - أبيض" بيني غانتس الى زيارة واشنطن ومناقشة "صفقة القرن".
وأشار بيان صدر من البيت الأبيض، إلى أن "ترمب سيلتقي نتانياهو يوم الـ28 من شهر يناير 2020"، فيما لم يحدد البيان موعد زيارة غانتس إلى الولايات المتحدة.
وكان مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي شارك في منتدى "الهلوكوست" في القدس ، أعلن في وقت سابق، أن ترمب يستعد للإعلان عن خطة السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف بينس، أن "ترمب سيطلع نتانياهو وغانتس في واشنطن على الخطة"، ويتوقع أن يتم الكشف عنها في مارس المقبل قبل الانتخابات الإسرائيلية.
تفاصيل صفقة القرن
إلى ذلك، ذكر تقرير للتلفزيون الإسرائيلي نقلا عن مصادر لم يذكر هويتها، في 23 يناير 2020 أن بعض تفاصيل "صفقة القرن" تنص على:
* سيادة إسرائيل في جميع مستوطنات الضفة الغربية التي يزيد عددها على 100 كلها باستثناء 15 منطقة إقليمية متجاورة. (يعيش حوالي 400.000 يهودي في حوالى 120 مستوطنة رسمية).
* السيادة الإسرائيلية في جميع أنحاء القدس، بما في ذلك المدينة القديمة، مع "التمثيل الفلسطيني الرمزي" فقط في القدس.
* مع قبول إسرائيل الصفقة، ورفضها من جانب الفلسطينيين ستتلقى إسرائيل دعما أميركيا للبدء في ضم المستوطنات من جانب واحد.
* منح دولة للفلسطينيين، لكن فقط إذا كانت غزة منزوعة السلاح، وأن تتخلى حماس عن أسلحتها، أو يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية عاصمتها القدس.
بنود أخرى
كما نقل التقرير التليفزيوني عن مصادر إسرائيلية لم يسمها حدد بنودًا أخرى للصفقة، منها:
* لا دور فلسطينيا في تحديد أي قيود على الحدود.
* السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة في وادي الأردن.
* السيادة الإسرائيلية في جميع "الأراضي المفتوحة" في منطقة الضفة الغربية. وقد ذكر التقرير التلفزيوني أن هذا يمثل نحو 30 في المائة من الضفة الغربية.
* قبول جميع المطالب الأمنية الإسرائيلية.
* بعض التبادلات المحدودة للأراضي التي يتم فيها تبادل السيادة الإسرائيلية الموسعة في الضفة الغربية للحصول على تعويض إقليمي بسيط في النقب.
* استيعاب طفيف محتمل للاجئين الفلسطينيين في إسرائيل، وهذا لا يشمل تعويض للاجئين.
قبول نتانياهو
وأكد رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، أنه "يقبل بسرور" دعوة الرئيس الأميركي ترمب الى زيارة واشنطن ومناقشة خطة السلام.
ونقلت القناة الإسرائيلية "13" عن مسؤول قوله، إنه "من المتوقع أن ينشر البيت الأبيض خلال 24 ساعة المقبلة إعلانا بشأن خطة ترمب للسلام".
من جانبه، عقب وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت على الدعوة بالقول: "لن نعيد أية أراض لإقامة دولة فلسطينية"، فيما أشار وزراء اليمين الإسرائيلي إلى أنه، "في حال شملت صفقة القرن إقامة دولة فلسطينية فإنهم سيرفضونها".
وأوضحت القناة "13" الإسرائيلية، أن "نتانياهو سيطلع على الخطة السياسية الأفضل التي عرضت على إسرائيل، وأنها تشمل تغييرا جديا للحدود، وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة، وفي حال رفض الطرف الفلسطيني للصفقة وفشل المفاوضات بين الطرفين لإقامة دولة فلسطينية، فإنه سيكون من حق إسرائيل ضم كل مستوطنات الضفة".
أبو ردينة: لن تمر أي "صفقة" دون موافقة شعبنا الفلسطيني
,قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن "صفقة القرن" لن تمر دون موافقة شعبنا الفلسطيني، مؤكدا أن القيادة بدعم من أبناء شعبنا ستفشل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، كما افشلت عشرات المحاولات السابقة.
وأعلن أبو ردينة في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين، يوم الاحد 26 يناير 2020، أن القيادة ستعقد سلسلة اجتماعات على كافة المستويات من فصائل ومنظمات وغيرها للإعلان عن الرفض القاطع لأي تنازل عن القدس، موضحا أن القيادة ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية، وأي قرار سيخرج سيكون مدعوما عربيا ودوليا.
وحذر من تداعيات خطيرة للغاية ستحل على المنطقة بأسرها في حال تم الإعلان عن تطبيق ما تسمى "صفقة القرن"، لما فيها من مساس بسيادة دول المنطقة وهويتها، واصفا المرحلة بـالخطيرة.
وطالب أبو ردينة، العالم العربي بالوقوف إلى جانب الموقف الفلسطيني المُشدد على أنه لا سلام ولا خطة ولا تفاهم ولا تفاوض دون القدس، مؤكدا أن ما تسمى "صفقة القرن" ستُحدِثُ مزيدا من البلبلة التي لا تُحمد عقباها.
وقال الناطق باسم الرئاسة، إن إعلان واشنطن عن تطبيق هذه الخطة ما هو إلا محاولة لإخراج كل من نتنياهو وترمب من أزمتيهما الداخليتين على حساب القضية الفلسطينية، داعيا أبناء شعبنا إلى الالتفاف حول القيادة في هذا الظرف التاريخي الصعب .
وحذر أية جهة من التعاطي مع الطرح الأميركي لما يحمل في طياته من إلغاء للقدس واللاجئين والحقوق الثابتة لشعبنا، في إشارة إلى إغراءات تقدمها واشنطن لحركة "حماس" وتسهيلات هنا وهناك و فتح مستشفى أميركي وإقامة دويلة في غزة .