الرئيس عباس رفض قراءة دعوة واشنطن لاجتماع انقاذ غزة
قالت صحيفة الحياة اللندنية الصادرة اليوم الخميس ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض مجرد قراءة الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة الامريكية الى السلطة الفلسطينية للمشاركة في اجتماع واشنطن لإنقاذ غزة أول من أمس.
وأوضحت الصحيفة ان السلطة الفلسطينية اعتبرت الاجتماع يُمهد لتطبيق صفقة القرن الأميركية الرامية إلى إقامة دولة مركزها قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية وإيجاد قيادة بديلة.
وقاطعت السلطة اجتماع واشنطن الذي دعا إليه صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الخاص جاريد كوشنير، والمبعوث الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات، وحضره ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية، والاتحاد الأوروبي، وسبع دول عربية.
وقدّم كوشنير في الاجتماع شرحاً مفصلاً عن الأوضاع الإنسانية في غزة استغرق ساعتين كاملتين، وأُقرت خلاله سلسلة مشاريع حيوية في غزة، خصوصاً في قطاعات الطاقة والمياه والمجاري.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي بارز تشديده على أن من الممكن تنفيذ مشاريع عدة من دون مساعدة السلطة الفلسطينية، وإن كان الهدف هو إشراكها في نهاية الأمر في العملية المتعددة الأطراف، مضيفاً أن إصلاح الوضع في غزة ضروري للتوصل إلى اتفاق سلام.
وفي إطار رد الفعل الفلسطيني على الاجتماع، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ، إنه محاولة لإيجاد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني تمهيداً لتمرير صفقة القرن، موضحاً: ما حدث في البيت الأبيض هو حديث عن دولة غزة، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية رفضت المشاركة في اللقاء لمعرفتها بالهدف من ورائه.
وأضاف أن مشروع ترامب يقوم على حصر الدولة الفلسطينية في قطاع غزة وأجزاء من الضفة، من دون القدس ، مشيراً إلى أن ذلك يفسر سر الاهتمام الأميركي بقطاع غزة.
وأكد أن ترامب و(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتانياهو يقومان الآن بتصفية القضية الفلسطينية عبر إخراج القدس من أي حل، وضم المستوطنات الكبرى، والحديث عن ضرورة اختيار عاصمة فلسطينية في ضواحي المدينة المقدسة.
وقال: عدم ذهابنا كان رسالة قوية بأننا ضد هذه الخطط الرامية إلى تصفية القضية وخلق قيادة بديلة.
وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة للصحيفة أن عباس رفض رفضاً قاطعاً المشاركة في اجتماع واشنطن، كما رفض مجرد قراءة الدعوة التي وجهتها إدارة ترامب للسلطة عبر رئيس هيئة الشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ .
وأوضحت أن عباس قرر منذ فترة التفرّغ لمقارعة الإدارة الأميركية عقب قرار ترامب قبل 100 يوم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها منتصف الشهر المقبل تزامناً مع نكبة فلسطين عام 1948.
وأضافت المصادر أن عباس، الذي بدا عليه الإعياء أخيراً، أبلغ قيادات فلسطينية من فصائل منظمة التحرير، أنه يخوض الآن معركة مع الولايات المتحدة، ويؤجل المعركة مع إسرائيل إلى حين.
وأشارت إلى أن لدى الرئيس الفلسطيني قناعة بأن الإدارة الأميركية سترد على كل الخطوات والقرارات التي اتخذها، وأهمها مقاطعة إدارته وعدم التعاطي مع أي مشاريع أو اقتراحات منها، ورفض صفقة القرن.
ولفتت إلى أن عباس يتوقع أن تسعى الإدارة إلى إنهاء السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة الأكثر خطورة.