كاتب اسرائيلي يتهم قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني بـ" التخلف"
2014/11/22
79-TRIAL-
القدس / سوا / اطلق الكاتب في صحيفة هآرتس Matthew Kalman اتهامات لقطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، واصفا اياه بـ""المتخلف" ومعللا ذلك لضعف التدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات في الجامعات الفلسطينية، موجها اصابع الاتهام تحديدا إلى جامعة بيرزيت . يذكر أن هذا المقال جاء بعد طرد الكاتبة اليسارية "عميرة هس" من الجامعة المذكورة.
"كالمان": الفلسطينيون فشلوا في إنتاج قطاع تكنولوجيا قابل للحياة
"هذا الهوس في السياسة، رغم فهمه، يعمل شرا كبيرا للطلاب الذين يعتمدون على بيرزيت والجامعات الفلسطينية الأخرى لمساعدتهم في خلق مستقبل أفضل لأنفسهم - وللشعب الفلسطيني.
بيرزيت، ويا للسخرية، تأسست فعليا من قبل الإسرائيليين. والتي سرعان ما أصبحت القوة الفكرية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. لكنها فشلت في أن تنضج للقيام بدور جديد، بعد الثورة وان تصبح المحرك للدولة الفلسطينية الناشئة.
يوضح مثال واحد صغير المشكلة، على الرغم من الجهود الهائلة من قبل الشركات العالمية ورجال الأعمال العرب وعدد قليل من المستثمرين الإسرائيليين واليهود، فإن الفلسطينيين فشلوا في إنتاج قطاع تكنولوجيا قابل للحياة. بينما عشرات الاسرائيليين استطاعوا تطوير أحدث التكنولوجيا العالمية، بما يفوق اتصال واي فاي وكمبيوتر محمول، ونظراؤهم الفلسطينيين لديهم القليل لاظهاره.
ويجادل المدافعون أن سبب ذلك هو رفض إسرائيل السماح باستخدام شبكة الجيل الثالث 3G ، ولكن هذا ليس صحيحا. وبالتأكيد، فإن عدم وجود الجيل الثالث 3G هو عار، ويجب ان يكون ثابتا، ولكنه يؤثر على المستهلكين المحليين، وليس المطورين. تستخدم تطوير التكنولوجيا واي فاي، وليس الجيل الثالث 3G، وهدفها السوق الدولية، وليست المحلية.
السبب الرئيسي لهذا التخلف في مجال التكنولوجيا المتطورة الفلسطينية هو ضعف التعليم في الجامعات مثل بيرزيت.
عدد قليل من المؤسسات التكنولوجية الناجحة والتي تأسست في الضفة في رام الله تم تأسيسها من قبل طلاب درسوا في مدرسة اسرائيلية ناطقة باللغة العبرية، ثم في جامعة إسرائيلية. هذه المؤسسات واعمالها تتوسع بسرعة، لكنها لا تتمكن من العثور على ما يكفي من الخريجين المهرة الفلسطينيين لتوظيفهم.
انها شكوى أسمعها مرارا وتكرارا من الخريجين الفلسطينيين. يتم تحقيق درجات عالية في الامتحانات من قبل ترديد أفكار المحاضرين، وليس من خلال تحدي لهم. الجامعات ببساطة لا تدرس طلابها مهارات التفكير الناقد المستقل العصري والمطلوب في العالم اليوم، فنظامها تقليدي ومستهلك. إذا قامت جامعة بيرزيت والجامعات الفلسطينية الأخرى بانفاق أقل جهد فكريا لطلابها، ومنحت المزيد من الوقت في تعليمهم كيفية التفكير بشكل نقدي ومستقل، فإن المستقبل الفلسطيني سيبدو أكثر إشراقا".
د. يحيى: الاحتلال يتعمد منع التطور التكنولوجي الفلسطيني
ورأى د. عدنان يحيى: نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الأكاديمية سابقا، وأستاذ كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات أن المقال اقرب الى رأي سياسي منه الى تحليل علمي اكاديمي، قائلا "تقديري ان المقال يجب ان يقرأ في هذا الاطار دون التقليل من حجم المشكلات التي يواجهها التعليم العالي الفلسطيني والتعليم بشكل عام".
وتابع قائلا "انا شخصيا لست راضيا عن مستوى أداء قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، وبامكان هذا الاداء ان يكون افضل بكثير، ولكن اغفال التطور في هذا القطاع خلال السنوات الاخيرة لا يعكس اطلاعا كافيا على التطور في هذا المجال".
وعن المقارنة باسرائيل، قال "المقارنة باسرائيل هي مقارنة لا تبدو لي علمية، وإن كان هنالك ما يمكن دراسته في التجربة الاسرائيلية. العنصر الأمني للمنتجات والتعاون العضوي مع الدول المتقدمة وخاصة اميركا واوروبا هي مكونات كهمة للتجربة لديهم. كما ان المقارنة على اعتبار الجوار الفيزيائي هي مقارنة خادعة من حيث منع الفلسطيني من الدخول حتى الى القدس وان كان للعلاج، وبالتالي فالجوار الفيزيائي يخلو من التأثيرات الايجابية حتى لو تناسينا الاسقاطات السلبية الهائلة لنظام الاحتلال المباشر وغير المباشر". اما عن علاقة منع تقنية 3G و4G ، فأشار د. يحيى الى ان العالم انتقل الى تقنية 4جي، وما زال الاحتلال يمنع على الفلسطينيين التقنية السابقة، لسبب غير مفهوم يمكن تفسيره فقط منعا للتطور التكنولوجي.
واعتبر د. يحيى ان هذه التقنيات هي عناصر اساس للبنية التحتية التكنولوجية يعتمد عليها عدد هائل من التطبيقات يمكن ان ت فتح آفاق نمو كبيرة. واعتبر د. يحيى ان حصر الأثر السلبي لممارسات الاحتلال في تقنية 3 او 4 جي قد ينبع من عدم الاطلاع على الممارسات المتجذرة للاحتلال تجاه عناصر التطور التقني في فلسطين من قبيل منع وصول الاجهزة المخبرية المتطورة للجامعات الفلسطينية.
وأضاف د. يحيى ان التطور التكنولوجي والحياة الاكاديمية بحاجة ايضا للحركة السهلة للطلبة والمدرسين، وفتح افاق التبادل الاكاديمي، وهو الأمر الذي يواجه عقبات الاحتلال يوميا.
وبهذا الشأن قال "لا شك ان تقييدات حركة الفلسطينيين بالمجمل والقطاع الأكاديمي شكلت عاملا بالغ السلبية على الأداء الأكاديمي، وعلى آفاق التطور من حيث حرمان المهتمين من دخول فلسطين للفترات اللازمة: يظهر هذا جليا في عدد المؤتمرات الدولية في فلسطين؛ وعدد الأساتذة الزائرين من دول أخرى، وعدد الطلبة الأجانب في الجامعات الفلسطينية، وانعدام قدرة الطالب والأكاديمي الفلسطيني على السفر دون المرور بعذابات المعابر، الامر الذي قد يكون خاصا بالوضع الفلسطيني، وبالتاكيد لا يعاني منه الأكاديميون الاسرائيليون وسواهم". وأكد د. يحيى ان التعليم الجيد هو أساس التقدم التكنولوجي، وان كان التعليم العالي الفلسطيني بحاجة الى تحسينات جمة ومصادر هائلة، وان يكون في مقدمة الاولويات، مشيرا إلى أن ذلك لا ينفي إنجازات التعليم العالي الفلسطيني بالرغم من كل المعيقات.
وأضاف قائلا "دعونا لا ننسى ان التقدم التكنولوجي الفلسطيني لم يكن أفضل حالا عندما كان كل خريجينا من جامعات اجنبية، تبسيط الأمور هنا لا يساعد في حل الإشكاليات".
وسلط الضوء على تجارب خريجي الجامعات الفلسطينية وبيرزيت تحديدا، والذين ينافسون بشكل جيد في بيئات مليئة بالتحديات في أوروبا وأمريكا والخليج، قائلا "هنالك حاجة للتعاون بين الصناعة والأكاديمية لمطابقة الاحتياجات، سواء من خلال تطوير المناهج واساليب التدريس والكوادر والمختبرات؛ او اندماج الطلبة في العمل التقني في فترة مبكرة؛ وهو ما تحاول بيرزيت ممارسته، وان كانت خطواتها دون ما نتمنى، وكثيرا ما تحول قيود الحركة دون استغلال الفرص بشكل كاف".
وعن وصف الكاتب للتعليم الفلسطيني انه تقليدي قال د. يحيى "من الصعب الحكم على مجمل التعليم الفلسطيني بانه تقليدي، وان كان التقليدي يرتبط لدي بالعراقة وهو امر محمود، ولكن مراعاة ما هو عصري هو امر مهم. تتفاوت الأمور من مكان لآخر، ولكن كحكم عام كهذا بحاجة الى دراسة متعمقة لا ارى انها اتبعت عند من اصدار هذا الحكم".
وتابع د. يحيى قائلا "لا شك ان تمكين الجامعات من مصادر كافية وانفاق الجامعات جهدها في العمل الأكاديمي هو من عناصر تحسين المستقبل الفلسطيني، ولكن التجربة الفلسطينية وسواها علمتنا ان العنصر الأهم في منع التقدم بأوجهه هو الاحتلال وممارساته الموجهة ضد التقدم العلمي والصناعي، واستمرار الشعوب المحتلة كمستهلك لمنتجات المحتل وخدماته وكعمالة رخيصة لتدوير عجلة تطوره، هكذا كان الحال بالنسبة لامريكا وسنغافورة، ماليزيا والهند والصين وغيرها الكثير، وتقديري ان غياب الاحتلال وممارساته ستيون صاحب الأثر الأكبر في تعزيز التقدم التقني والعلمي والصناعي، مع التاكيد ان هذا التطور يحتاج الى جهد وطني متكامل وتخصيص مصادر كافية ووضع سياسات مدروسة لذلك، مع تعاون الجميع لتحقيق ذلك من قبل الحكومة والقطاع الاكاديمي وغيرها. "
اما عن نشأة الجامعات الفلسطينية على ايدي اسرائيل، قال د. يحيى "الجامعات الفلسطينية نشأت كما يصف ذلك مؤسسوها بالرغم من الاحتلال، وعانت من ممارسات الاحتلال اغلاقا وتقييدا ومداهمة، ولا تزال، اما القول بان اسرائيل هي صاحبة فضل في إنشائها اقرب الى الموقف السياسي منه الى الحقيقة. ولعل مقياسا كهذا سيؤدي الى الاستنتاج بأن الانتداب البريطاني هو صاحب الفضل في انشاء الجامعات الإسرائيلية".
د. ابو دقة: " فشل في طرح المشاكل عميقة الجذور
اما د. مشهور ابو دقة، المدير التنفيذي لاتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطيني "بيتا" ، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، فاشار الى فشل "كالمان" في طرح واحصاء المشاكل عميقة الجذور التي يواجهها النظام التعليمي التقني في فلسطين. وقال "في عام 2009، بينما كنت اشغل منصب وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كتبت إلى السلطات العسكرية الإسرائيلية بطلب السماح لجامعة بيرزيت لشراء آلة CNC الأساسية للأغراض التعليمية، لم تهتم السلطات الإسرائيلية للرد على رسالتي. قسم الهندسة في Bizeit ما زال لا يوجد لديه الآلات الحديثة لمواكبة التطور التكنولوجي اليوم، هذا مثال واحد من الصعوبات التي تواجهها الجامعات تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية".
وقال د. ابو دقة "الجامعات الفلسطينية غير قادرة على تبادل الأكاديميين أو استقبال الباحثين بحرية، بسبب القيود الإسرائيلية على منح تأشيرات للأكاديميين الدوليين، وخاصة المغتربين الفلسطينيين الذين هم ثروتنا الرئيسية، المشكلة لا تتكرس فقط في بعدم وجود الجيل الثالث 3G أو 4G ، نحن لم نمنع فقط من استخدام الترددات بشكل غير عادل وغير قانوني ووإنما عدم امتلاكها يعكر صفو شبابنا نحو الابتكار والابداع، بل هناك مجموعة كاملة من العراقيل العسكرية الموثقة جيدا مثل العراقيل المتمثلة بمنع استيراد معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبرمجيات والمعرفة ".
وأشار د. ابو دقة الى ان كالمان فشل في الاشارة الى أن العديد من الشباب الفلسطيني يعملون من المنزل لمواجهة كل الصعاب بما يتعلق بالشركات الدولية، على سبيل المثال خسرت شركة واحدة IT غزة عقدين من شركة هولندية بسبب الحرب الأخيرة في غزة.
وبهذا الشأن تابع قائلا "ان موظفي الشركة في غزة لم يتمكنوا من العمل لمدة 51 يوما، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة الذي يضاف إلى تكاليف تكنولوجيا المعلومات التجارية".
كما أوضح أبو دقة ان المغتربين الفلسطينيين هم مصدر هائل من المعرفة "ومعلوم كم من الصعب قدومهم لفلسطين بسبب العقبات الاسرائيلية والنظام الاسرائيلي الذي لا يسمح بمنحهم تصاريح السفر من البلدان العربية". وتابع" بعض الشركات الإسرائيلية تستعين بمصادر وخدمات شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية وبعض شركات إسرائيلية لديها مكاتب تطوير برمجيات في الضفة الغربية للحد من التكاليف".
كما أشار ابو دقة الى أن "الصعوبات المفروضة على السلطة والتي تجعل جامعاتنا فقيرة ماليا خاصة في غزة؛ تضع الجامعات الفلسطينية أمام صعوبات عدة من بينها توفير الأموال اللازمة لدفع الرواتب، ناهيك عن الصعوبات في الاستثمار في البحث والتطوير والذي يعتبر مفتاح الابتكار".
وختم قائلا "عميرة هاس، تعيش في رام الله بحرية وهي لا تحتاج لتصاريح من السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن استبعاد عميرة من بيرزيت أدين فلسطينيا على نطاق واسع ومن قبل جميع الاتجاهات السياسية بما في ذلك الجامعة نفسها. هذا لا ينبغي أن يشوه حقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الرئيسية أمام التقدم الفلسطيني في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار 38
"كالمان": الفلسطينيون فشلوا في إنتاج قطاع تكنولوجيا قابل للحياة
"هذا الهوس في السياسة، رغم فهمه، يعمل شرا كبيرا للطلاب الذين يعتمدون على بيرزيت والجامعات الفلسطينية الأخرى لمساعدتهم في خلق مستقبل أفضل لأنفسهم - وللشعب الفلسطيني.
بيرزيت، ويا للسخرية، تأسست فعليا من قبل الإسرائيليين. والتي سرعان ما أصبحت القوة الفكرية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. لكنها فشلت في أن تنضج للقيام بدور جديد، بعد الثورة وان تصبح المحرك للدولة الفلسطينية الناشئة.
يوضح مثال واحد صغير المشكلة، على الرغم من الجهود الهائلة من قبل الشركات العالمية ورجال الأعمال العرب وعدد قليل من المستثمرين الإسرائيليين واليهود، فإن الفلسطينيين فشلوا في إنتاج قطاع تكنولوجيا قابل للحياة. بينما عشرات الاسرائيليين استطاعوا تطوير أحدث التكنولوجيا العالمية، بما يفوق اتصال واي فاي وكمبيوتر محمول، ونظراؤهم الفلسطينيين لديهم القليل لاظهاره.
ويجادل المدافعون أن سبب ذلك هو رفض إسرائيل السماح باستخدام شبكة الجيل الثالث 3G ، ولكن هذا ليس صحيحا. وبالتأكيد، فإن عدم وجود الجيل الثالث 3G هو عار، ويجب ان يكون ثابتا، ولكنه يؤثر على المستهلكين المحليين، وليس المطورين. تستخدم تطوير التكنولوجيا واي فاي، وليس الجيل الثالث 3G، وهدفها السوق الدولية، وليست المحلية.
السبب الرئيسي لهذا التخلف في مجال التكنولوجيا المتطورة الفلسطينية هو ضعف التعليم في الجامعات مثل بيرزيت.
عدد قليل من المؤسسات التكنولوجية الناجحة والتي تأسست في الضفة في رام الله تم تأسيسها من قبل طلاب درسوا في مدرسة اسرائيلية ناطقة باللغة العبرية، ثم في جامعة إسرائيلية. هذه المؤسسات واعمالها تتوسع بسرعة، لكنها لا تتمكن من العثور على ما يكفي من الخريجين المهرة الفلسطينيين لتوظيفهم.
انها شكوى أسمعها مرارا وتكرارا من الخريجين الفلسطينيين. يتم تحقيق درجات عالية في الامتحانات من قبل ترديد أفكار المحاضرين، وليس من خلال تحدي لهم. الجامعات ببساطة لا تدرس طلابها مهارات التفكير الناقد المستقل العصري والمطلوب في العالم اليوم، فنظامها تقليدي ومستهلك. إذا قامت جامعة بيرزيت والجامعات الفلسطينية الأخرى بانفاق أقل جهد فكريا لطلابها، ومنحت المزيد من الوقت في تعليمهم كيفية التفكير بشكل نقدي ومستقل، فإن المستقبل الفلسطيني سيبدو أكثر إشراقا".
د. يحيى: الاحتلال يتعمد منع التطور التكنولوجي الفلسطيني
ورأى د. عدنان يحيى: نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الأكاديمية سابقا، وأستاذ كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات أن المقال اقرب الى رأي سياسي منه الى تحليل علمي اكاديمي، قائلا "تقديري ان المقال يجب ان يقرأ في هذا الاطار دون التقليل من حجم المشكلات التي يواجهها التعليم العالي الفلسطيني والتعليم بشكل عام".
وتابع قائلا "انا شخصيا لست راضيا عن مستوى أداء قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، وبامكان هذا الاداء ان يكون افضل بكثير، ولكن اغفال التطور في هذا القطاع خلال السنوات الاخيرة لا يعكس اطلاعا كافيا على التطور في هذا المجال".
وعن المقارنة باسرائيل، قال "المقارنة باسرائيل هي مقارنة لا تبدو لي علمية، وإن كان هنالك ما يمكن دراسته في التجربة الاسرائيلية. العنصر الأمني للمنتجات والتعاون العضوي مع الدول المتقدمة وخاصة اميركا واوروبا هي مكونات كهمة للتجربة لديهم. كما ان المقارنة على اعتبار الجوار الفيزيائي هي مقارنة خادعة من حيث منع الفلسطيني من الدخول حتى الى القدس وان كان للعلاج، وبالتالي فالجوار الفيزيائي يخلو من التأثيرات الايجابية حتى لو تناسينا الاسقاطات السلبية الهائلة لنظام الاحتلال المباشر وغير المباشر". اما عن علاقة منع تقنية 3G و4G ، فأشار د. يحيى الى ان العالم انتقل الى تقنية 4جي، وما زال الاحتلال يمنع على الفلسطينيين التقنية السابقة، لسبب غير مفهوم يمكن تفسيره فقط منعا للتطور التكنولوجي.
واعتبر د. يحيى ان هذه التقنيات هي عناصر اساس للبنية التحتية التكنولوجية يعتمد عليها عدد هائل من التطبيقات يمكن ان ت فتح آفاق نمو كبيرة. واعتبر د. يحيى ان حصر الأثر السلبي لممارسات الاحتلال في تقنية 3 او 4 جي قد ينبع من عدم الاطلاع على الممارسات المتجذرة للاحتلال تجاه عناصر التطور التقني في فلسطين من قبيل منع وصول الاجهزة المخبرية المتطورة للجامعات الفلسطينية.
وأضاف د. يحيى ان التطور التكنولوجي والحياة الاكاديمية بحاجة ايضا للحركة السهلة للطلبة والمدرسين، وفتح افاق التبادل الاكاديمي، وهو الأمر الذي يواجه عقبات الاحتلال يوميا.
وبهذا الشأن قال "لا شك ان تقييدات حركة الفلسطينيين بالمجمل والقطاع الأكاديمي شكلت عاملا بالغ السلبية على الأداء الأكاديمي، وعلى آفاق التطور من حيث حرمان المهتمين من دخول فلسطين للفترات اللازمة: يظهر هذا جليا في عدد المؤتمرات الدولية في فلسطين؛ وعدد الأساتذة الزائرين من دول أخرى، وعدد الطلبة الأجانب في الجامعات الفلسطينية، وانعدام قدرة الطالب والأكاديمي الفلسطيني على السفر دون المرور بعذابات المعابر، الامر الذي قد يكون خاصا بالوضع الفلسطيني، وبالتاكيد لا يعاني منه الأكاديميون الاسرائيليون وسواهم". وأكد د. يحيى ان التعليم الجيد هو أساس التقدم التكنولوجي، وان كان التعليم العالي الفلسطيني بحاجة الى تحسينات جمة ومصادر هائلة، وان يكون في مقدمة الاولويات، مشيرا إلى أن ذلك لا ينفي إنجازات التعليم العالي الفلسطيني بالرغم من كل المعيقات.
وأضاف قائلا "دعونا لا ننسى ان التقدم التكنولوجي الفلسطيني لم يكن أفضل حالا عندما كان كل خريجينا من جامعات اجنبية، تبسيط الأمور هنا لا يساعد في حل الإشكاليات".
وسلط الضوء على تجارب خريجي الجامعات الفلسطينية وبيرزيت تحديدا، والذين ينافسون بشكل جيد في بيئات مليئة بالتحديات في أوروبا وأمريكا والخليج، قائلا "هنالك حاجة للتعاون بين الصناعة والأكاديمية لمطابقة الاحتياجات، سواء من خلال تطوير المناهج واساليب التدريس والكوادر والمختبرات؛ او اندماج الطلبة في العمل التقني في فترة مبكرة؛ وهو ما تحاول بيرزيت ممارسته، وان كانت خطواتها دون ما نتمنى، وكثيرا ما تحول قيود الحركة دون استغلال الفرص بشكل كاف".
وعن وصف الكاتب للتعليم الفلسطيني انه تقليدي قال د. يحيى "من الصعب الحكم على مجمل التعليم الفلسطيني بانه تقليدي، وان كان التقليدي يرتبط لدي بالعراقة وهو امر محمود، ولكن مراعاة ما هو عصري هو امر مهم. تتفاوت الأمور من مكان لآخر، ولكن كحكم عام كهذا بحاجة الى دراسة متعمقة لا ارى انها اتبعت عند من اصدار هذا الحكم".
وتابع د. يحيى قائلا "لا شك ان تمكين الجامعات من مصادر كافية وانفاق الجامعات جهدها في العمل الأكاديمي هو من عناصر تحسين المستقبل الفلسطيني، ولكن التجربة الفلسطينية وسواها علمتنا ان العنصر الأهم في منع التقدم بأوجهه هو الاحتلال وممارساته الموجهة ضد التقدم العلمي والصناعي، واستمرار الشعوب المحتلة كمستهلك لمنتجات المحتل وخدماته وكعمالة رخيصة لتدوير عجلة تطوره، هكذا كان الحال بالنسبة لامريكا وسنغافورة، ماليزيا والهند والصين وغيرها الكثير، وتقديري ان غياب الاحتلال وممارساته ستيون صاحب الأثر الأكبر في تعزيز التقدم التقني والعلمي والصناعي، مع التاكيد ان هذا التطور يحتاج الى جهد وطني متكامل وتخصيص مصادر كافية ووضع سياسات مدروسة لذلك، مع تعاون الجميع لتحقيق ذلك من قبل الحكومة والقطاع الاكاديمي وغيرها. "
اما عن نشأة الجامعات الفلسطينية على ايدي اسرائيل، قال د. يحيى "الجامعات الفلسطينية نشأت كما يصف ذلك مؤسسوها بالرغم من الاحتلال، وعانت من ممارسات الاحتلال اغلاقا وتقييدا ومداهمة، ولا تزال، اما القول بان اسرائيل هي صاحبة فضل في إنشائها اقرب الى الموقف السياسي منه الى الحقيقة. ولعل مقياسا كهذا سيؤدي الى الاستنتاج بأن الانتداب البريطاني هو صاحب الفضل في انشاء الجامعات الإسرائيلية".
د. ابو دقة: " فشل في طرح المشاكل عميقة الجذور
اما د. مشهور ابو دقة، المدير التنفيذي لاتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطيني "بيتا" ، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، فاشار الى فشل "كالمان" في طرح واحصاء المشاكل عميقة الجذور التي يواجهها النظام التعليمي التقني في فلسطين. وقال "في عام 2009، بينما كنت اشغل منصب وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كتبت إلى السلطات العسكرية الإسرائيلية بطلب السماح لجامعة بيرزيت لشراء آلة CNC الأساسية للأغراض التعليمية، لم تهتم السلطات الإسرائيلية للرد على رسالتي. قسم الهندسة في Bizeit ما زال لا يوجد لديه الآلات الحديثة لمواكبة التطور التكنولوجي اليوم، هذا مثال واحد من الصعوبات التي تواجهها الجامعات تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية".
وقال د. ابو دقة "الجامعات الفلسطينية غير قادرة على تبادل الأكاديميين أو استقبال الباحثين بحرية، بسبب القيود الإسرائيلية على منح تأشيرات للأكاديميين الدوليين، وخاصة المغتربين الفلسطينيين الذين هم ثروتنا الرئيسية، المشكلة لا تتكرس فقط في بعدم وجود الجيل الثالث 3G أو 4G ، نحن لم نمنع فقط من استخدام الترددات بشكل غير عادل وغير قانوني ووإنما عدم امتلاكها يعكر صفو شبابنا نحو الابتكار والابداع، بل هناك مجموعة كاملة من العراقيل العسكرية الموثقة جيدا مثل العراقيل المتمثلة بمنع استيراد معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبرمجيات والمعرفة ".
وأشار د. ابو دقة الى ان كالمان فشل في الاشارة الى أن العديد من الشباب الفلسطيني يعملون من المنزل لمواجهة كل الصعاب بما يتعلق بالشركات الدولية، على سبيل المثال خسرت شركة واحدة IT غزة عقدين من شركة هولندية بسبب الحرب الأخيرة في غزة.
وبهذا الشأن تابع قائلا "ان موظفي الشركة في غزة لم يتمكنوا من العمل لمدة 51 يوما، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة الذي يضاف إلى تكاليف تكنولوجيا المعلومات التجارية".
كما أوضح أبو دقة ان المغتربين الفلسطينيين هم مصدر هائل من المعرفة "ومعلوم كم من الصعب قدومهم لفلسطين بسبب العقبات الاسرائيلية والنظام الاسرائيلي الذي لا يسمح بمنحهم تصاريح السفر من البلدان العربية". وتابع" بعض الشركات الإسرائيلية تستعين بمصادر وخدمات شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية وبعض شركات إسرائيلية لديها مكاتب تطوير برمجيات في الضفة الغربية للحد من التكاليف".
كما أشار ابو دقة الى أن "الصعوبات المفروضة على السلطة والتي تجعل جامعاتنا فقيرة ماليا خاصة في غزة؛ تضع الجامعات الفلسطينية أمام صعوبات عدة من بينها توفير الأموال اللازمة لدفع الرواتب، ناهيك عن الصعوبات في الاستثمار في البحث والتطوير والذي يعتبر مفتاح الابتكار".
وختم قائلا "عميرة هاس، تعيش في رام الله بحرية وهي لا تحتاج لتصاريح من السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن استبعاد عميرة من بيرزيت أدين فلسطينيا على نطاق واسع ومن قبل جميع الاتجاهات السياسية بما في ذلك الجامعة نفسها. هذا لا ينبغي أن يشوه حقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الرئيسية أمام التقدم الفلسطيني في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار 38