خاص: رغم خلافاتهما.. غزة تجمع القاهرة والدوحة
يصل خلال هذا اليوم وفد أمني مصري من جهاز المخابرات العامة لمتابعة تطبيق ملفات المصالحة الفلسطينية ، في وقت يتواجد بقطاع غزة السفير القطري محمد العمادي ، واللافت ان كلاهما سيقم في نفس الفندق.
وقررت جمهورية مصر العربية في الخامس من يونيو العام الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر.
ويتواجد في قطاع غزة منذ أيام السفير القطري محمد العمادي في مهمة يغلب عليها الطابع الانساني ، وذلك بعد توجيه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساعدات عاجلة بقيمة 33 مليون ريال قطري (9 ملايين دولار) لقطاع غزة.
وتشمل المساعدات القطرية لغزة ، الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية ووقود تشغيل مولدات المستشفيات في قطاع غزة.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب ان تواجد قطر ومصر في غزة هذه المرة يشير الى ان الكارثة الماحقة التي ألمت بغزة نتيجة لغياب البنية التحتية واستمرار الحصار وتأثيره على كافة مناحي الحياة ، ادى لإقدام الدوحة الى تقديم المساعدات لغزة ، وفي ذات الوقت تعثر عملية المصالحة دفع مصر للإقدام على جملة من الفعاليات وعلى رأسها قدوم الوفد الأمني المصري للقطاع ، لحث ( فتح و حماس ) والضغط عليهما من أجل انجاز المصالحة.
وأوضح حبيب لوكالة "سوا" ان تواجد الدوحة والقاهرة في غزة يعتبر تطبيقاً لشعار قديم وهو ان الخلافات العربية تتلاشى حينما يكون الامر متعلقاً بالقضية الفلسطينية.
وأضاف:" ما احوجنا اليوم ان تكون القضية الفلسطينية جامعة لكل العرب ، وتستثنى كل الخلافات وتتلاشى التقاطعات والمحاور العربية عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية ، التي يجب ان تظل قضية العرب الأولى".
ودعا حبيب الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة لنأي بأنفسهم عن التقاطعات والمحاور العربية وعدم الاصطفاف مع أي محور ، لان الشعب الفلسطيني بحاجه الجميع.
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. حسام الدجني ان تواجد القاهرة والدوحة في غزة هذا المرة يدل على تنافس الدولتين على ساحة القطاع وليس تكامل أدوار لمصلحة فلسطين.
وقال الدجني لوكالة "سوا" ان " القاهرة ترى ان الوجود القطري والتركي بغزة يشكل خطورة على الأمن القومي المصري ، لان الواقع الجغرافي يحتم على مصر ان تحمي أمنها القومي الذي يبدأ من منافسة ومزاحمة الدور القطري بغزة".
ويعتقد الدجني ان تواجد القاهرة والدوحة بغزة ليس على قاعدة المصلحة العربية بقدر ما هو تنافس على ساحة غزة لما تشكل البقعة الصغيرة أهمية للأمن القومي المصري والعربي.
وأضاف:" من يريد الدور والمكانة يجب ان يلعب في غزة والقضية الفلسطينية".