معرض "المنفى عمل شاق" للفنان عيسى ديبي
استضاف حوش الفن الفلسطيني في القدس ، بالتعاون مع متحف جامعة بيرزيت ، اليوم السبت، معرضا فرديا للفنان الفلسطيني عيسى ديبي بعنوان "المنفى عمل شاق".
ويستمر المعرض حتى 15 آذار 2018، حيث يضم مجموعتين من أعمال عيسى ديبي: "المحاكمة" (2013) و"الوطن الأم" (2016)، اللتين تم تطويرهما في وقت سابق ليتم تقديمهما في معرضي otherwise occupied لبينالي البندقية 55 عام 2013، و"الوطن الأم" لبينالي كاناكالي في تركيا، ولاحقا متحف مدينه اوسنبرغ الألمانية ما بين عامي 2016-2017.
ويثير المعرض حوارا بين موضوعي المجموعتين، ليناقش الثورة والمنفى، وفي الوقت ذاته يسلط الضوء على عدد من القضايا التي تلعب الهوية الوطنية فيها دورا متميزا.
وعرض "المحاكمة "هو عبارة عن عمل مركب لقناتي فيديو تصوران مجموعة من الممثلين في مسرح الصندوق الأسود، يقرؤون أجزاء من نص بيان الشاعر الفلسطيني داود تركي عام 1973، حين كان يحاكَم في محكمة إسرائيلية بتهم التجسس والتعاون مع العدو، كان تركي مناضل يساري عروبي، وقد غلب على تصريحاته طابع السرد الثوري في ذلك الوقت.
وصور عيسى العمل في حيفا وهي مدينة تركي والمكان الذي نشأ فيه عيسى ديبي. وكان ديبي أثناء تصوير العمل مقيما في القاهرة فور انفجار ثورة عام2011. في حين يمثل العمل الخصوصيات المتعلقة بالثورة الفلسطينية وارتباطها بالتيارات الثورية العالمية في السبعينات، إلا أنه يحتوي صدى للوضع السياسي المصري عام2013، ويطرح تساؤلات أكبر حول الصراع الثوري بصورة عامة.
عمل "الوطن الأم" هو رثاء لوالدة الفنان وتأمل فوتوغرافي في المنفى، فقد التقط عيسى صوراً لمناظر طبيعية في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، حيث عاش السنوات الأخيرة.
ويتساءل في هذا المشروع عن معنى "الوطن" و"الأم" وكيف نعرّفهما، ما هو تأثير طبيعة التواجد ما بين الأماكن؟ وأخيرا، كيف ترتبط التيارات السياسية بحياة الفرد؟ وسيعرض "الوطن الأم" على هيئة سلسلة من الصور الفوتوغرافية المطبوعة التي تستحضر شاعرية المكان.
يطرح عرض "المحاكمة" الذي عرض في الجناح الفلسطيني في بينالي البندقية مسألة القومية واستعراضها في المحافل الدولية الكبرى، ومفهوم الهوية في هذا السياق وكيف تتمتع بعض الدول بامتيازات أكثر من الأخرى؟ إضافة إلى كيف تتقاطع السياسة الحقيقية مع سياسة العرض الفني؟ ويرتبط هذا بصورة خاصة بموضوع المحاكمة والتي تمثل الموقف الشيوعي من النضال الطبقي الذي يتجاوز القومية والعرق وغيرهما من عناصر الهوية.