ما يجري في "القدس" هبة مؤقتة ام انتفاضة مستمرة؟

289-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد / تركت عمليات الدهس والطعن واطلاق النار التي نفذها فلسطينيون من مدينة القدس خلال الاسابيع الاخيرة كرد فعل طبيعي على انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي والمتطرفين اليهود ضد المدينة المقدس ومقدساتها وسكانها الباب مفتوحاً امام اجتهادات وتوقعات المحللين والمسؤولين المحليين والدوليين والإسرائيليين حول اذا ما كانت هذه الموجة من العمليات هي بداية لانتفاضة ثالثة او هبة مؤقتة قد تنتهي بعد ايام او اسابيع.
ومع تواصل هذه العمليات والتي كان اخرها عملية الكنيس اليهودي الذي نفذها الشهيدان غسان وعدي ابو جمل في مدينة القدس امس يساور الشكوك صناع القرار في اسرائيل من خطورة الموقف وعدم اقتصار ما يجري على ردات فعل لفلسطينيين مضطهدين وانما مخطط قد يكون منظم او شعبي عفوي قد يتطور الى ما يشبه الانتفاضتين السابقتين رغم اختلاف الظروف الجيوسياسية.
ورغم استبعاد قادة المخابرات الاسرائيليية اندلاع انتفاضة ثالثة قبل عملية القدس الاخيرة كما جاء على لسان رئيس الشاباك الأسبق كرمي غيلون والذي قال إنه يمكن منع حصول تصعيد آخر، من خلال العودة إلى الوضع الراهن في الحرم المقدسي والحفاظ عليه، وكما جاء على لسان عضو الكنيست الجنرال عمرام متسناع، الذي أشغل منصب القائد العسكري لمنطقة الضفة الغربية والوسط أثناء الانتفاضة الأولى، والذي شدد على ضرورة ان تتحلى القيادة الإسرائيلية بضبط النفس لمنع حصول تصعيد. وقال إن الطريقة الوحيدة لتخفيف حالة الغليان تكون من خلال الممارسة المتزنة والمسؤولة، وليس من خلال تفعيل المزيد من القوة.
الا ان العديد من المسؤوليين السياسيين والامنيين الاسرائيليين لم يخفوا قلقهم مما قد تحمله الايام القادمة على مستوى التصعيد العسكري في مدينة القدس سيما بعد عملية القدس. وكثيراً ما وصفت وسائل اعلام اسرائيلية ما يجري في القدس بانه انتفاضة فلسطينية وايضاً يصف المتطرفون اليهود سواء في المؤسسة الدينية او السياسية ما يجري في المدينة بانه حرب من قبل سكانها العرب على اليهود كما قال الوزير المتطرف نفتالي بينت إن الرئيس عباس أعلن الحرب على "إسرائيل"
وامتد الاجتهاد في تفسير ما يجري الى الساحة الدولية والتي لم تخف قلقها وخوفها مما يجري حيث نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن أشد ما يقلق الأوساط السياسية الاميركية والاسرائيلية هو تبلور الاحتجاجات الراهنة الى نوع جديد من الكفاح المسلح، وأن المنطقة تقف على اعتاب اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة بلا قيادة.
وفي الجانب الفلسطيني لم يخف الفلسطينيون وخاصة الفصائل رغبتهم الشديدة وتمنياتهم بأن تتحول بطولات اهل القدس إلى انتفاضة بل ذهب الكثير منهم الى ابعد من ذلك ووصفوا ما يجري بانه بداية انتفاضة كما هو الحال مع الناطق باسم حركة حماس  سامي ابو زهري والذي قال في تعقيبه على عملية القدس إن كل المؤشرات والمبشرات تؤهل لانتفاضة جديدة، "فهناك فعل شعبي واضح وموحد في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية".
وكذلك الأمر مع حركة الجهاد الاسلامي والتي أكدت على لسان الناطق باسمها داوود شهاب أن "الحالة الفلسطينية امام انتفاضة وثورة حقيقية جاءت كرد طبيعي على السياسات الاحتلالية المتراكمة، وبفعل الاعتداءات المتواصلة بحق مدينة القدس ومسجدها" ولكن على عكس هؤلاء السياسيين لا يرى المحللان السياسيان الدكتور هاني البسوس والدكتور كمال الشاعر ان ما يجري في القدس هو انتفاضة بل هبة وحالة فلسطينية قد تنتهي خلال الايام او الاسابيع القادمة وقد لا تنتهي.
وقال المحللان لـ"سوا" إن الانتفاضة تحتاج الى مقومات ابرزها القيادة والتنظيم واشراك واسع للفصائل وتعميم اكبر و"لكن ما يجري في القدس هي عبارة عن عمليات فردية بغالبيتها".
وأضاف البسوس لـ"سوا" إن انتهاء الهبة يتوقف على قدرة المجتمع الدول بلجم الجرائم الاسرائيلية ووقف الاستيطان واهانة المقدسات الاسلامية والمسلمين. واشار البسوس الى جهود كبيرة تبذلها السلطة الوطنية واسرائيل والعالم لوقف هذه الهبة.
فيما استبعد الشاعر ان تتحول الهبة الى انتفاضة وتمتد على باقي مدن الضفة الغربية والقطاع لاسباب نفسية واقتصادية.
واعتبر الشاعر ما يجري بأنه ردات فعل على جرائم اسرائيل، متوقعاً توقف هذه الردات والهبة في حال توقفت الاسباب ومنها وقف الاستيطان واستباحة المسجد الاقصى وتوقف عمليات القتل والهدم بحق السكان المقدسيين.
55
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد