موقع إسرائيلي: لماذا تذكر الجميع الوضع الإنساني بغزة فجأة؟
تناول موقع "المصدر" الإسرائيلي الوضع الإنساني السيء في قطاع غزة ، متسائلا عن أسباب الحديث اللافت للمسؤولين الإسرائيليين عن الأزمة بغزة في هذا الوقت بالذات.
وذكر الموقع في تقرير له، أن ثمة أسباب طرأت خلال الأيام الأخيرة دفعت الجميع بالتحدث عن "انهيار الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وأوضح "المصدر" أن أول هذه الأسباب هو مؤتمر الدول المانحة من أجل غزة، الذي أجري في بروكسل قبل نحو أسبوع، وعرضت فيه إسرائيل برنامجا لإعادة إعمار البنى التحتيّة في القطاع، وقالت إنها تأمل أن تجند مليار دولار من أجله.
وأضاف الموقع أن سبب آخر أعاد الوضع الإنساني بغزة إلى الواجهة وهو أن " حماس قررت التخلي عن مسؤوليتها بشأن الفلسطينيين بغزة"، لهذا يمكن التحدث بحرية عن الوضع الصعب في القطاع، الذي تم التستر عليه نسبيا حتى الآن، على حد قول الموقع.
ولفت إلى سبب آخر يتعلق برغبة الجيش الإسرائيلي في "التحذير" من أن تخرج الأمور عن السيطرة، كي لا تُوجه إليه اتهامات بعدم الإنذار مسبقا.
واستدل الموقع بذلك إلى تكريس رئيس الأركان غادي ايزنكوت وقتا طويلا عندما تحدث أمام أعضاء الحكومة في المرة الأخيرة عن الوضع في قطاع غزة، محذرا من تداعيات الوضع الأمني.
وتساءل التقرير، حول مدى تجنيد مبلغ مالي كبير إلى هذا الحد، مجيبا: " الاحتمال ضئيل. فالدول المانحة ليست متحمسة لعدة أسباب: أولا، لا تريد أن تسجل "صكا" بدلا الولايات المتحدة التي تقلص المساعدات للفلسطينيين و الأونروا ، خوفا من أن تشكل هذه الخطوة سابقة.
أما ثاني هذه الأسباب، يتمثل بوجود حالات طارئة أكثر لدى الدول الأوروبية، وأهمها اللاجئون السوريون، سواء في أوروبا أو خارجها، وهذه المشكلة أهم من مشكلة الفلسطينيين. وفقا للموقع.
"ويتمثل السبب الثالث في سبب رغبة الدول في استثمار مبالغ هائلة من أجل إعادة إعمار البنى التحتيّة في غزة، في حين أن إسرائيل وحماس قد تخوضان جولة قتالية إضافية وتدمران كل ما تم إعماره"، كما ورد في التقرير.
وطرح التقرير تساؤلا آخرا، حول إمكانية أن تساعد إسرائيل غزة، فقال: " يعود ذلك إلى من نسأل. يبدو أن الجيش والمنظومة الأمنية يؤيدان تقديم المساعدات. لهذا سافر منسق عمليات الحكومة في الأراضي، بولي مردخاي، إلى بروكسل لإقناع العالم بالانضمام".
وذكر التقرير: " لقد سمحت إسرائيل بزيادة ساعات العمل في غزة، وفق ترتيبات مالية مع السلطة الفلسطينية، وهي تسمح بدخول البضائع عبر معبر "كرم ابو سالم" بشكل حر تقريبا، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في أن قدرة مواطني غزة الشرائية قد انخفضت، لهذا يصل عدد الشاحنات التي تدخل إلى غزة في وقتنا هذا إلى 300 حتى 400 شاحنة فقط.
وأضاف التقرير: أصبحت جهات في المنظومة السياسية الإسرائيلية، مثل الوزير يسرائيل كاتس الذي يدفع برنامجا لإقامة جزيرة اصطناعية بالقرب من غزة وعضو الكنيست ، يائير لبيد، تناشد تقديم المساعدة لمواطني غزة.
في المقابل، يتهم مسؤولون مثل وزير التربية نفتالي بينيت، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان الفلسطينيين الذين يختارون استثمار الأموال في الإرهاب وليس في الحياة الطبيعية العادية.
وحول علاقة هذا الوضع بتعزيز احتمال تصعيد الأوضاع بين حماس وإسرائيل، أكد "المصدر" أن الإجابة: ليست هناك علاقة بين الأمور بالضرورة.
وتابع: " صحيح أن حماس تتخلى عن دورها بصفتها "عنوانا" لإدارة الحياة في قطاع غزة، مما يمنحها مرونة أكثر واتخاذ قرارات حول إذا كانت ستصعد الوضع ضد إسرائيل، رغم هذا، أصبحت تفضّل تركيز جل جهودها في الضفة الغربية، كما لاحظنا في الأيام الماضية".
وفي نهاية التقرير تساءل الموقع عن دور الرئيس الفلسطيني، ليجيب: " كما هو معلوم، أبو مازن هو الذي بدأ الوضع الحالي بعد أن أوقف نقل الرواتب إلى القطاع متخليا عنه اقتصاديا. تقول حماس، لا نريد تحمل المسؤولية بعد، وفي المقابل، لا يسرع أبو مازن لتحملها ، على حد قول الموقع.
وبحسب ما ذكر الموقع الإسرائيلي: " يبدو أن الرئيس عباس يفضل أن يترك حماس وإسرائيل تواجهان المشكلة".