نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حي الشجاعية بمدينة غزة مساء الخميس وقفة جماهيرية حاشدة احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية الراهنة والأوضاع المعيشية المريرة التي يعيشونها في ظل الحصار المطبق وفي ظل استمرار الانقسام الفلسطيني

حمل المتظاهرون أعلام فلسطين وشعارات ترفض الحصار وتطالب بالعمل العاجل على استعادة الوحدة الوطنية، مرددين هتافات “بدنا نعيش زي الناس"، "وحدة وحدة وطنية، مش حنبيع القضية".

بدوره، ألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الرفيق محمد الغول كلمةً وجه خلالها التحية لجماهير شعبنا الأبطال، الذين قدموا التضحيات الجسام في سبيل خدمة القضية الفلسطينية.

وأكد الغول على أن الهجمات المحمومة المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر أجهزته وأدواته المنتشرة في العالم وفي المنطقة هي محاولة بائسة للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني.

وأشار إلى أن شعبنا على مدار سنوات نضاله الطويل مع العدو الصهيوني، تجذر في كل شبر من وطننا السليب وتمسك بكامل حقوقه الوطنية رغم محاولات التركيع التي يحاول العدو الصهيوني فرضها على أبناء شعبنا.

واستدرك قائلاً" خرجنا اليوم لنقول لكل المسئولين وللقيادة الرسمية والمنقسمين بأن غزة تغرق في الظلام، والوضع الصحي على وشك الانهيار وأن شبح البطالة يطارد الشباب والخريجين، وأن العمال بلا عمل والأسواق شبه متوقفة ومعدلات الفقر تتمدد وتتصاعد.

ولفت الغول إلى أن الجماهير التي خرجت لرفض الواقع المرير والظالم تستحق الكثير وتستحق تعزيز صمودها وأن تعيش بحياة كريمة وعدالة إجتماعية تسود كل مناحي الحياة وأيضاً تستحق قيادة وطنية منحازة للوطن والمواطن وللفقراء والمسحوقين.

وأكد على أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستستمر في حمل لواء الجماهير وستكون جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا في الميادين والساحات العامة وفق برنامج الفعاليات الوطنية الذي أقرته الجبهة، من أجل دعم حقوق الجماهير وتعزيز ثقافة الاحتجاج الواعي الهادف، ومن أجل استعادة كافة الحقوق الحياتية والمعيشية لأبناء شعبنا جماهير شعبنا.

وأضاف الغول القول" نؤكد لكم على أن الجبهة ورفاقها سيستمرون بالدفاع عن حقوق شعبنا، وجاهزون لدفع الثمن مقابل أن يحيا الشعب والوطن بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية".

كما دعا أطراف الانقسام إلى الإسراع في تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية على أساس الشراكة الوطنية والبدء الفوري بتقديم الإجراءات التي من شأنها أن تنقذ الوضع الصحي من الانهيار، وضرورة العمل على فتح معبر رفح البري خاصة في ظل وجود الآلاف من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات والتجار من أبناء شعبنا الذين هم بحاجة ماسة للسفر.

وشدد على ضرورة رفع الإجراءات العقابية المتخذة بحق أهلنا في قطاع غزة وعدم حيث تمس حياتهم وتهدد مصالحهم بشكل مباشر.

وطالب الغول الحكومة والقيادة الرسمية بضرورة تحمل مسئولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه ما يتعرض له أهلنا في القطاع، داعياً المؤسسات العربية والدولية إلى مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه وتعزيز صموده.

في ذات السياق دعا الغول حركة حماس لتذليل كافة العقبات التي قد تعرقل إتمام المصالحة، موجهاً الدعوة للقيادة الفلسطينية بدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل صياغة استراتيجية وطنية وبرنامج وطني تحرري يستند بالأساس لمراجعة نقدية شاملة لمسار ربع قرن من التسوية والمفاوضات.

وفي ختام كلمته حذر الغول أبناء شعبنا من محاولات الاحتلال وأعوانه دفع شعبنا للقبول بأي تسوية قادمة وبتصفية القضية الفلسطينية من خلال تضييق الخناق علينا.

وأضاف الغول" نحن نعيش على أمل الانتصار وحتماً سننتصر على الجلاد وعلى كل من يحاول أن يزرع في نفوسنا اليأس والإحباط، وسننتصر على كل المتساوقين والمهادنين مع الاحتلال، لا تنازل عن أهدافنا السامية ولا مساومة على حقوق شعبنا العادلة والمشروعة فإما كامل الحقوق الوطنية وإما النضال المتواصل حتى النصر".

تجدر الإشارة إلى أن الخروج إلى الشارع اليوم جاء ضمن سلسلة فعاليات قررتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على امتداد القطاع تحت شعار (اتحرك، انزل، ارفع صوتك) وستستمر وتتواصل في المحافظات المختلفة.