جامعة الأزهر تمنح الباحث أبو سعدة درجة الماجستير
منحت عمادة الدراسات العليا بجامعة الأزهر في مدينة غزة الأحد ، درجة الماجستير في العلوم السياسية للباحث جهاد بشير سعود أبو سعدة ، بعد مناقشة رسالته التي حملت عنوان "الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه أزمة البرنامج النووي الإيراني 2002 – 2015"
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور رياض العيلة مشرفاً ورئيساً، و الدكتورة عبير ثابت مشرفا, والأستاذ الدكتور أسامة أبو نحل مناقشاً داخليا والأستاذ الدكتور جهاد البطش مناقشاً خارجياً.
وأوصت اللجنة الباحث بضرورة نشر الدراسة في مراكز الأبحاث والدراسات بعد إجراء التعديلات اللازمة نظراً لأهميتها ، مشيدة بجهود الباحث لإجراء هذا الدراسة كونها تتميز عن الكثير من الدراسات .
وهدفت الدراسة إلى التعرف على الاستراتيجية السياسية الإسرائيلية لمواجهة الأزمات في منطقة الشرق الأوسط والتعرف على نشأة وتطور المشروع النووي الإيراني والموقف الإقليمي والدولي منه والتعرف على الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه البرنامج النووي الإيراني والوسائل والأدوات والأساليب المستخدمة لمواجهة البرنامج وتسليط الضوء على موقف السياسة الإسرائيلية من اتفاق فيينا الذي وقع بين مجموعة 5+1 وإيران ومحاولة استشراف مستقبل المشروع النووي الإيراني في ضوء السياسة الإسرائيلية.
وبين الباحث أهمية الدراسة من كون أهمية البرنامج النووي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط في ظل الأزمات والصراعات الملتهبة في المنطقة، الطموحات الإيرانية في لعب دور إقليمي مؤثر والتعرف على قدرة السياسة الإسرائيلية في حشد التأييد الدولي لمواجهة هذا الطموح.
وتناول الباحث مشكلة الدراسة في اعتبار البرنامج النووي الإيراني من أكثر القضايا الشائكة في منطقة الشرق الأوسط، حيث ترى إيران أحقيتها في امتلاك البرنامج النووي، فيما تعتبره "إسرائيل" تهديدًا لأمنها بل خطرًا استراتيجيًا على وجودها.
وتساءل الباحث عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه أزمة البرنامج النووي الإيراني ، وعن الجذور التاريخية للبرنامج النووي الإيراني ومراحل تطوره وعن ردود الفعل الإقليمية والدولية على البرنامج النووي الإيراني وعن موقف الاستراتيجية الإسرائيلية من البرنامج النووي الإيراني والموقف الاستراتيجي لـ"إسرائيل" من الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى وعن السيناريوهات الإسرائيلية المتوقعة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وافترضت الدراسة على أن "إسرائيل" تعمل بكافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية وستبذل كل ما بوسعها وبكافة الطرق والأساليب وتوظيف كل الإمكانيات والطاقات والأدوات وتحشيد كل القوى وصناعة المحاور، وحتى استخدام القوى العسكرية إن أمكن لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي باعتباره تهديدًا استراتيجيًا على وجودها وتسعي "إسرائيل" لإفشال اتفاق (فينا)- الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى 5+1- بكافة الطرق وبالتنسيق مع العديد من الدول الرافضة للاتفاق باعتباره يمنح إيران فرصة لإنشاء برنامجها النووي.
واعتمد الباحث في دراسته على 5 مناهج، أولاها المنهج التاريخي التحليلي لدراسة الجذور التاريخية للبرنامج النووي الإيراني ومراحل تطوره، واستقراء العلاقات الإسرائيلية الإيرانية لفهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل ، ثانيهما منهج تحليل المضمون وذلك لدراسة وتحليل ما توفر من وثائق وسجلات خاصة بالدراسة، ولتحليل الاتفاقيات الموقعة بين مجموعة 5+1 وإيران، وثالثهما منهج صنع القرار لتبيان آليات صناعة القرار السياسي في "إسرائيل" خاصة تجاه منطقة الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني ، ورابعهما منهج توازن القوى: وهو يقوم على فهم طبيعة الصراع بين قوتين إقليميتين ولكل منهما حلفاؤه والمحاور المضادة وطبيعة تكافؤ القوة لكل محور ، وخامسهما المنهج الاستشرافي ويهدف لاستشراف المستقبل و استشراف السيناريوهات المحتملة من قبل "إسرائيل" وإزاء البرنامج النووي الإيراني في ظل الاتفاق الموقع في فيينا مع مجموعة( 5+1 ).
وتوصل الباحث في دراسته إلى أن إيران النووية التحدي الاستراتيجي الأكبر أمام "إسرائيل"، لذلك عملت الأخيرة بكافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية ووضعت الاستراتيجيات والمخططات، ووظفت كل الإمكانيات والطاقات والأدوات وبذلت كل ما بوسعها وبكافة الطرق والأساليب وحشدت كل القوى، لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي باعتباره تهديدًا استراتيجيًا على وجودها.
وأضاف أن إسرائيل نجحت في وضع البرنامج النووي الإيراني في سلم أولويات العالم، فيما فشلت في إلغاء البرنامج أو توجيه ضربة عسكرية له، أو إجهاض الاتفاق بين إيران والغرب.
وأوصى الباحث بضرورة التزام إيران بالاتفاقية النووية مع الغرب؛ لأن الاتفاقية تلبي مصلحتها و أهدافها وطموحاتها النووية، وتعيد بناء اقتصادها وترسانتها العسكرية ، وضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على "إسرائيل" للتخلي عن ترسانتها النووية وإلزامها بتوقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وضرورة حل الخلافات العالقة بين إيران والدول العربية بالحوار، والعمل على صياغة مشروع عربي وإسلامي في مواجهة نظام الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي تتبناه الولايات المتحدة و"إسرائيل" ، وضرورة تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن سياسية الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في التعاطي مع امتلاك الدول لأسلحة الدمار الشامل، تبني سياسية متوازنة بهذا الشأن يكسبها عمقًا شعبيًا ورسميًا في المنطقة العربية .