حالة من الغضب الشعبي تسود الأراضي الفلسطينية، تعبيرا عن رفض الشعب الفلسطيني لزيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لساحة البراق، وتحدياً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

الشعب الفلسطيني برمته عبًر عن رفضه لزيارة نائب الرئيس الأمريكي وإن كان بأشكال متعددة، فالسلطة اعربت عن رفضها استقباله في رام الله ومنعت أي مسؤول من لقائه، والفصائل الفلسطينية ندًدت في تصريحات منفصلة بالزيارة، معتبرة أنها غير مرحب بها.

كما أن الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948م، عبًر نوّابه الشُّجعان، الذين لم يَخذلوا شَعبهم وقَضيّتهم، واثبتوا انحيازهم المطلق لفلسطين ومقدساتها رفضهم الزيارة بطريقتهم الخاصة من داخل قبة الكنيست الظالم.

ما قام به النواب العرب في الكنيست الصهيوني من مقاطعة خطاب نائب الرئيس الامريكي هو عيًن الصواب والرد الأمثل على أمثال هؤلاء، خاصة وأن نائب الرئيس الامريكي يعتبر من أشد المؤيدين لدولة الاحتلال، والداعمين لسياساتها العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني .

كافة الدلائل والبراهين تشير إلى أن العملية السلمية وصلت لطريق مسدود، وأن حل الدولتين لم يعد قائما خصوصاً بعد القرار الامريكي حول القدس وما رافقه من اجراءات استيطانية على الأرض، بات من الطبيعي الآن البحث عن بدائل فلسطينية لمواجهة القرارات الامريكية والتعنت الاسرائيلي .

اليوم بعدما انكشفت الأمور بات واضحا للعيان مدى الانحياز الامريكي الواضح لدولة الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني، فلا يُعقل أن يبقى فلسطيني واحد ما زال يراهن على دور امريكي يرعى المسيرة السلمية "العبثية".

هنا لابد التأكيد على حقيقة واضحة جلية لا لبس فيها أن الشعب الفلسطيني الذي قدًم التضحيات الجسام من خِلال شُهدائِه، ودِماء جَرحاه، واعتقال أسراه في سُجون الاحتلال، على مدار سنوات الصراع مع الاحتلال الصهيوني، أنّه لن يَركعْ أبدًا، وسيُواصِل المُقاومة بأشكالها كافّة حتى تَحرير كامِل تُرابِه المُحتَل .

قد يتساءل البعض ما هي خيارات الشعب الفلسطيني في ظل الانحياز الامريكي مع دولة الاحتلال، فالبدائل والخيارات المتاحة كبيرة وعديدة، الا ان ذلك يتطلب توحيد الصف والقرار تحت قيادة فلسطينية موحدة .

وفي مقدمة الخيارات والبدائل الفلسطينية بعد الاعتماد على الله وانهاء الانقسام الداخلي تبقي المقاومة بكافة أشكالها، هي الخيار الأقوى للرد على غطرسة الاحتلال وتعنته، تزامناً مع تحشيد المجتمع الدولي الذي وقف مع الحق الفلسطيني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة تحدياً للقرار الامريكي.

نحن ندًرك تماماً أن الانحياز الامريكي الواضح للاحتلال هو بمثابة ضوء أخضر لتصعيد العدوان ضد شعبنا الفلسطيني، لكن ذلك لن يدفع شعبنا للاستسلام ورفع الراية البيضاء وسيبقي يقاوم بكل ما أُوتي من قوة، بدءً بتصعيد الفعل المقاوم بالتوازي مع الحراك الشعبي .

كما أن تفعيل الخيار الدبلوماسي وتنشيط الحراك السياسي من خلال تحشيد الرأي العام العالمي لمساندة نضال الشعب الفلسطيني بالتعاون مع الأشقاء العرب والمسلمين وأحرار العالم المناهضين للسياسات الامريكية في المنطقة، فتجارب الشعوب ضد الاستعمار كثيرة ويمكن الاستفادة منها، لتفعيل الحراك الدبلوماسي والاسراع بالانضمام الي المنظمات الدولية، لمساند الفعل المقاوم على الأرض.

آن الأوان للشعب الفلسطيني ممثلاً بكل شرائحه وتوجهاته الفصائلية أن يدرك أن الولايات الامريكية ودولة الاحتلال وجهان لعملة واحدة، فلم يعد مقبولا الاستمرار في الانقسام الداخلي ويجب الوقوف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، والاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة في مواجهة التعنت الصهيوأمريكي .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد