الأحد الموافق 14 / 1 / 2018 - للوهلة الأولى عندما تنظر إلى المشهد فإنك تجزم بدون تأويل بأن الكف الفلسطينية الصغيرة تتحدى وتهزم المخرز الإسرائيلي حيث كانت الزهرة البريئة عهد باسم محمد التميمي هبت كالعاصفة لتنقذ شقيقها الصغير محمد الذي كان وقع فريسة بين أنياب جنود الاحتلال الإسرائيلي في ظهر الجمعة الموافق 28 / 8 / 2015 أثناء الفعاليات السلمية الفلسطينية لمواجهة الإستيطان على أراضي قرية النبي صالح في شمال غرب مدينة رام الله بمسافة 20 كم .
انطلقت أيقونة فلسطين الطفلة عهد باسم محمد التميمي – مواليد قرية النبي صالح في 31 يناير 2001 - التي تتلقى التعليم في مدرسة البيرة الثانوية للبنات لتصرخ في وجه الاحتلال الإسرائيلي وتستصرخ الضمير العالمي وكل النصوص الإنسانية الواردة في القانون الدولي للإنتصار لبراءة الطفولة التي ينتهكها أطول احتلال عنصري في التاريخ .
قالت زهرة فلسطين التي ترعرت كالشامةِ على وجنتي قرية النبي صالح كلمتها على طريقتها الخاصة وصفعت الجندي الإسرائيلي بكفها الصغير تعبيرا عن الغضب الثوري الذي ولد قبل الولادة وكبر قبل الكبار ليتم اعتقالها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في فجر الثلاثاء الموافق 19 / 12 / 2017 .
وبدأت مرحلة جديدة في طريق الرماد الساخن الذي ترسم عليه عهد المناضلة الصغيرة ابتسامتها الساخرة من الاحتلال الإسرائيلي منذ لحظة الإعتقال الأولى في التوقيف والتحقيق في أقبية المراكز والمعتقلات وفي الوقوف أمام الغطرسة والأحكام الظالمة في المحاكم الإسرائيلية .
عهد التميمي تستحق عن جدارة وامتياز جائزة حنظلة للشجاعة التي حازت عليها من بلدية باشاك شهير التركية وتستحق أن نقف جميعا بانحناءة أمام برائتها وشموخها الذي يحاكي شموخ الجبال في القدس والخليل والرمال في النقب ويحاكي الدُّرَ وعرائس البحر .
فليسمع أعداء الحقيقة والإنسان وكل قادة الإحتلال الإسرائيلي ليبرمان ونتانياهو وريغيف وبن كاسبيت وإيلي بن دهان وإيليت شاكيت التي وصفت الأطفال الفلسطينيين بالثعابين الصغيرة إعلان عهد التميمي بأن الكبار لا يموتون وأن الصغار لا ينسون وأن الإسرائيليين لن يستطيعوا هزيمة الكف الفلسطينية وصناعة هنود حمر من الشعب الفلسطيني .
قالت عهد كلمتها على طريقتها الخاصة عندما صفعت الجندي الإسرائيلي وهي صفعة للإحتلال الإسرائيلي تفوقت على السياسة والسياسيين وتجسدت الرؤية والإستراتيجية الوطنية الفلسطينية التي يدعو الجميع إليها .
عهد التميمي هي الشامة التي كبرت بإرادتها الأصيلة على وجنتي قرية النبي صالح وتكبر على خد فلسطين كحال باقي الأطفال والزهرات والأشبال الفلسطينيين لتعلن وثيقة عهد تمتزج فيها الآلام والآمال بأن الأطفال الفلسطينيين سوف يطاردون الاحتلال الإسرائيلي اللعين بحجرٍ حتى يرحلوا عن بلادنا وإن عهد التميمي سوف تحاكم ليبرمان والإحتلال الإسرائيلي في موعد محاكمتها الموافق غدا الإثنين 15 يناير 2018 حين تقول للقاضي الإسرائيلي بابتسامتها الساخرة : مكانكم في قفص الإتهام ومكان عهد التميمي وإسراء الجعابيص وكريم وماهر يونس وأحمد سعدات ومروان البرغوثي وحسن سلامة وإبراهيم حامد وأبو شادي الطوس ورائد السعدي وفؤاد الشوبكي وثائر حماد وضياء الأغا ووجدي جودة وباسم خندقجي هو منصة القضاء .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية