قطر: زوجة معارض إماراتي سر هجوم الإمارات علينا
قال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن الهجوم الإعلامي للإمارات على قطر، قبيل الأزمة الخليجية، سببه وجود زوجة معارض إماراتي في الدوحة.
وأوضح محمد بن عبد الرحمن أن أبو ظبي في حديث لتلفزيون قطر: " أبو ظبي طلبت تسليم زوجة المعارض الإماراتي ، إلا أن الأمير أكد لهم أنه لن يسمح بأن تكون الدوحة منصة للهجوم على الإمارات، ولكن في الوقت نفسه فإن أخلاق قطر لا تسمح بتسليم امرأة، خاصة إنها لم ترتكب أي مخالفات.
وكشف وزير الخارجية إنه كان هناك زوجة لمعارض إماراتي غادر من أبو ظبي للدوحة عام 2013 ، ثم غادر هو الدوحة إلى بريطانيا، وزوجته ظلت هنا لارتباطات عائلية، وعندما طلبت تجديد جواز سفرها ، سحبته سفارة الإمارات ، وأرسل ولي عهد أبو ظبي مبعوثين لسمو الأمير عام 2015 للمطالبة بتسليم المرأة ، وأخبرهم الأمير إن هذه المرأة غير مطلوبة في جرم جنائي، وتسليمها مخالف للقانون الدولي والدستور القطري ، حيث إن المادة 58 من الدستور تحرم علينا تسليم أي لاجئ لأسباب سياسية، والعامل الثاني أخلاقنا كعرب وتقاليدنا كخليجين لا يجوز لنا تسليم المرأة، وأكد سموه إنه لن نمسح لأي شخص أن يستخدم الدوحة كمنصة للهجوم على الإمارات أو أي دولة خليجية وأوفينا بهذا الوعد.
وحول الأزمة ، أضاف محمد بن عبد الرحمن أن دولة الكويت أبلغت قطر بقرار دول الحصار تخفيض مستوى تمثيلها في قمة مجلس التعاون الأخيرة بالكويت قبل أن يسافر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لحضور القمة.
وجدّد الوزير رفص قطر تطبيع أزمة الحصار؛ متسائلا: كيف يقول قادة الدول الخليجية الثلاث أنهم تجاوزوا قطر، وأن مشكلتها صغيرة جدا جدا، وهم يصبحون ويمسون على حملات تحريض ضدها.
وكشف الشيخ محمد بن عبد الرحمن أنه تواصل شخصيا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزراء الخارجية الخليجيين بعد حادثة القرصنة لإحاطتهم بفبركة تصريحات على لسان أمير قطر، ودعوتهم لنشر نفي قطر الرسمي، لكن لم يرد على اتصاله سوى وزيري خارجية الكويت وسلطنة عمان، بينما كان رد ولي العهد السعودي “غريبا، قائلاً إن الأمر لا يزال مستمراً”.
وعن سؤال حول العلاقة بين قطر ودول مجلس التعاون بعد أزمة السفراء وما قبل الأزمة الخليجية التي بدأت بالقرصنة، قال إنها كانت علاقة ودية وطيبة، وكان هناك تنسيق وتواصل مستمر، بتوجيه من أمير قطر بأن تكون دول مجلس التعاون أولوية لأجل تنمية العلاقات، ولا يكون مكان لأي خلافات، وضرورة وأدها فور ولادتها إن وجدت خلافات في وجهات النظر.
السعودية تعهدت بالحياد في الخلاف مع الإمارات
واستطرد الشيخ محمد بن عبد الرحمن، قائلاً: “بعدها اتخذت قطر الخطوة الثانية بزيارة السعودية وإطلاعهم بالمستجدات لكي لا تكون جزءاً من الخلاف، وعقد أمير قطر اجتماعاً مغلقاً بحضوري، مع ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن وتحدثنا عن القضية، وقلنا لهم أننا كدولة قطر نأمل أن تقف المملكة السعودية، بوصفها الشقيقة الكبرى على الحياد، وإن اردتم حل الخلاف فنحن نثمن جهود المملكة، أو نطلب منكم الحياد، وعدم الوقوف بجانب أحد. وكان رد ولي العهد (في ذلك الوقت) محمد بن نايف بأننا لن نكون جزء من الخلاف، ومادام الأمر متعلق بتسليم امرأة فلن نقبل، ولو كانت المرأة في السعودية فلن نسلمها، وأنه ليس لدينا مشكلة في علاقاتنا مع قطر، فكان رد ولي ولي العهد (الحالي) محمد بن سلمان بالقول: بيض الله وجهك، ودولة قطر كانت دوما أمامنا ولم نجد منها أي مشكلة..وسنحاول احتواء الخلاف، ونقوم بالوساطة. ورحب أمير قطر بذلك”.
البحرين شكرت قطر على حل مشكلة التجنيس
وعن الخلافات مع مملكة البحرين بشأن قضية التجنيس، قال: بالنسبة للبحرين، أولا القضية التي أثاروها في الفترة ما قبل الأزمة تحت بند التجنيس، هي ليست تجنيس، لأن الأسر القطرية الكثير منها عاشت في البحرين وأخرى في قطر، والفئة التي اتهمت البحرين دولة قطر بأنها جنستها هي فئة من المواطنين القطريين الذين أعيدت لهم الجنسية، وإجراءاتهم تتطلب إجراءات خاصة بمراسيم أميرية. والفئة التي تحدثت عنها البحرين تمت معالجة ملفها عام 2014، وسمحت قطر لمن أعيدت له الجنسية بالاحتفاظ بالجنسية البحرينية، رغم أن القانون لا يقبل، ولكن استثنينا البحرين حفاظا على استقرارها”.
وتابع قائلا: “تفاجأنا من الهجمة البحرينية، وقبل الأزمة بأسبوعين، قال لي وزير الخارجية البحرني إن القضية حلت وتم الإتفاق على الآلية، وبعدها فاجأة ينقلب الموقف، وأصبحت المملكة هي من تقود السمفونية للأسف”.
محاولات رأب الصدع مع مصر قابلها تعطيل للجهود
وعن سؤال حول العلاقة مع مصر، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: “لا بد أن نعلم أن مصر تمر بمرحلة حساسة منذ الأزمة التي أعقبت تنحية الرئيس مرسي، ونحن نقدر مصر كدولة مركزية ولها دور قيادي، ونقدر خيارات الشعب المصري، أيا كانت، وليس لنا أي تدخل فيها”.
وأضاف: “حصلت خلافات بعد إزاحة الرئيس مرسي، وتمت محاولات للتعاطي معها لتجاوزها ولم تنجح، وحدث فتور في العلاقات، ولكن من ناحيتنا استمر سفيرنا في حضور كل مناسباتهم الرسمية، وحضرنا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قمة شرم الشيخ، وكانت هناك محاولات للتقارب بين قطر ومصر خلال مناورات رعد الباطن في بحر الشمال، واجتمع أمير قطر بالرئيس السيسي، بحضور الأمير محمد بن سلمان الذي قال إنه يريد تقريب وجهات النظر بين قطر ومصر، وتم اتفاق اجتماع بين وزراء الخارجية لحل الخلاف، لكن المملكة لم تدعُ لأي اجتماع ثلاثي، وقال المسؤولون في مصر إنهم مستعدين وينتظرون مبادرة من السعودية. وفي كل مرة تكون هناك محاولة لرأب الصدع، نجد تعطيلاً لتلك الجهود، ولا محاولة لدعم جهود حل الخلافات أو الوساطة”.
وزراء خارجية دول الحصار تجاهلوا الاتصالات لتكذيب الخبر المفبرك
لدى حديثه عن اللحظات التي سبقت وتلت عملية القرصنة، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: “القرصنة تمت بعد منتصف الليل بقليل، وبث الأخبار المفبركة ونسب تصريحات لأمير قطر. وبعد الانتباه للأخبار وتواردها والهجمة الإعلامية التي بدأت بعد القرصنة بضيوف وتقارير جاهزة، كانت ردة فعلنا بشكل مباشر، فكان هناك مثل ضابط اتصال بين قطر والسعودية لمحاولة الاتصال والقول إننا نستغرب ما يحدث وأنه تم بالقرصنة، وطلبنا نشر بيان رسمي بأن موقع وكالة الأنباء القطرية تمت قرصنته. وفور علمي بالموضوع بعد 20 دقيقة، حاولت فهم الموضوع، ولم نستوعب إلا في تمام الساعة الواحدة، وحاولت التواصل مع معارفي في المملكة العربية السعودية ومع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برسالة نصية، والقول إن وكالة الأنباء تمت قرصنتها، ونرجو منكم توجيه الوكالات الإعلامية لنشر النفي، وأرسلت بشكل شخصي رسالة نصية إلى وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لإحاطتهم بما حدث. وكان وزيرا الخارجية الكويتي والعماني هما الوحيدان اللذان ردا علي، والباقي تجاهلوا، والأمير محمد بن سلمان رد علي بالقول إن الأمر لا زال مستمراً.. فكان الرد غريباً. وآثرنا انتظار ما ستفضي إليه جولات وزير الخارجية الكويتي لفهم ما حدث”.
سجن المتعاطفين مع قطر “إرهاب فكري”
وقال وزير الخارجية القطري إن “المنطقة تشهد ممارسات متطرفة ضد الشعوب، معتبرا أن سجن كل من يتعاطف مع قطر هو إرهاب فكري، واستخدام الخطباء للقول إن حصار شعب قطر فيه خير بمثابة تحريض، وهو ذات الخطاب الذي يولد الإرهاب”.
وأضاف أن “اتهام قطر بدعم الإرهاب صيغة مطاطة تم استخدامها لكسب التعاطف والدعم الغربي ضد دولة قطر. ولكن بالنسبة لنا السياسات المتطرقة لكثير من الدول والأنظمة القمعية ضد شعوبها هي السبب الرئيسي لنمو الإرهاب. واتهام قطر بتمويل الإرهاب بنوها على ادعاءات اختلقوها. واليوم يقولون قطر تمول الإرهاب في سوريا، رغم أننا كنا نعمل في غرفة مشتركة مع السعودية والولايات المتحدة وتركيا والإمارات، وإلا فكل تلك الدول متهمة بتمويل الإرهاب في هذه الحالة”.
علاقاتنا بإيران قبل الأزمة وبعدها لم تختلف
وعن العلاقة بين قطر وإيران، قال وزير الخارجية: “دول الخليج تربطها حدود بإيران، ولا نستطيع تغيير الجغرافيا، وان اختلفنا مع السياسات، فلا بد من احترام الحدود. ونحن نختلف مع سياسات إيران في سوريا واليمن والعراق، ونتفق في ذلك مع باقي مجلس التعاون. وعلاقاتنا مع إيران قبل الخلاف هي بنفس الخصائص، ولكن نناقش الخلافات بالحوار”.
وشدّد قائلاً: “منذ بدء الحصار كانت إيران المنفذ الوحيد أمام قطر، لما رحبت قطر بدعمها اتهمتها دول الحصار بالتحالف مع إيران، رغم أن الإمارات أكبر شريك تجاري لإيران في المنطقة، وكل العلاقات التجارية متركزة على الإمارات”.
وعن موقف إيران من الحصار على قطر، قال: “إيران تعاملت مع الموقف كدولة جارة تتعرض لحصار ترفضه المبادئ الدولية وترفضه إيران لأنها تعرضت له. والتواصل مع إيران لا يزال في حدود العلاقات التجارية، وما زلنا نختلف معهم في الملفات السياسية، ولكن هناك فصل ما بين الملف السياسي والاقتصادي”.
الشعب القطري ضحية ممارسات بربرية
وانتقد نائب الوزير القطري بشدة ما تعرض له الشعب القطري ولا يزال، مواطنين ومقيمين، قائلاً: “لا نجد تفسيرا لذلك، إلا أن المستهدف هنا هو الشعب القطري، ودولة قطر ككيان وكشعب وكوجود. أن تكون أو لا تكون. وقامت تلك الدول بعمل كل شيء ضد الشعب القطري. وما فعلوه أقل ما يوصف به هو البربرية”، مستشهداً باستخدام الفن والموسيقى والقبيلة والخطاب الديني، للتحريض ضد الشعب والدولة الجارة التي يجمعك بها الدين والعرق والمذهب”، قائلاً: “لم يسبق أن حدث إرهاب فكري مماثل لما يحدث ضد كل من يتعاطف مع قطر. إلى جانب استخدام القبائل لتفريق الشعب القطري، والقول إنه تم الإساءة لقبيلة معينة، وأنه مرحب بكم في المملكة، لكن كل القبائل توحدت وقالت كلنا ولاءنا لقطر ولأميرها”.