ظللتُ أتساءل مدةً طويلة من الزمن: ألم نكن، نحن، الفلسطينيون، أكثر عددا من اليهود في فلسطين؟ فلماذا مَنحتْهم الأممُ المتحدة 55% من أرضنا في قرار التقسيم 181 عام 1947م، بينما منحتْنا، نحن، الفلسطينيين 43% ؟!!
بلغ عددُ الفلسطينيين عام 1947م مليونا وثلاثمائة وستين ألف فلسطيني، بينما بلغ عددُ اليهود ستمائة وأربعة عشر ألف يهودي فقط، أي أن نسبة الفلسطينيين هي 69 % بينما نسبة اليهود تبلغ 31 %، كما أن أملاك الفلسطينيين بلغت ثلاثة وعشرين مليون دونما، بينما امتلك اليهودُ مليونا ونصف دونم فقط !!
إليكم ما نشرتْه صحفُ إسرائيل، يوم 2-12-2017 ، وهي وثائق جرى الافراجُ عنها حديثا:
أرسلت الأمم المتحدة لجنة (اليونسكوب) لغرض استقصاء الحقائق تمهيدا لإصدار قرار التقسيم، ضمت اللجنةُ إحدى عشرة دولة، وهي: استراليا، وكندا، وتشكيوسلوفاكيا، وغواتيمالا، والهند، وإيران، وهولندا، والبيرو، والسويد، والأورغواي، ويوغسلافيا.
زارت اللجنة أمريكا، ودولا عربية، وفلسطين، لغرض جمع الشهادات.
وضعتْ اللجنةُ ثلاثة حلول:
الأول، دولة ذات أغلبية عربية.
الثاني، حل الدولتين.
الثالث، حل دولة واحدة ثنائية القومية.
دعم العربُ حلَّ الدولة الواحدة، فيدرالية، تجمع اليهود والعرب، لها برلمان واحد، مما سيمنح العرب الأغلبية، دعمت هذا الحلَّ ثلاثُ دولٍ فقط من دول اليونسكوب.
أما حلُّ الدولتين فقد دعمته سبعُ دول، بشرط أن ترتبط الدولتان بنظام مالي واحد، واقتصاد واحد.
إليكم نص الوثيقة الأولى:
هي رسالة رئيس الوزراء الأسبق، ووزير الخارجية، موشيه شاريت، إلى بن غوريون قبل التصويت على القرار:
"ستصوت مع قرار التقسيم 25 دولة من دول العالم، وسترفضه 13 دولة، ستمتنع 17 عن التصويت، وستغيب دولتان.
كانت النتيجة: صوَّتتْ ثلاثةٌ وثلاثون دولة مع قرار التقسيم، منها أمريكا، وروسيا، ومعظم دول أمريكا اللاتينية، ودول شرق أوروبا، باستثناء يوغسلافيا.
أما الدول المعارِضة للقرار فكانتْ بالضبط مثلما توقَّع، موشيه شاريت، أي ثلاث عشرة دولة وهي الدول العربية، واليونان، وكوبا، وامتنعت عشر دول عن التصويت، أبرزها بريطانيا.
الرسالة الثانية:
رسالة، موشيه شاريت، لغولدا مائير 12-11-1947: "تنوي بريطانيا الانسحاب من فلسطين في شهر آذار، يحتاج جيش إسرائيل (جيش الهاغاناه) إلى ثلاثة أشهر ليكون جاهزا"
طلبت، غولدا مائير، وضع خطة لحماية اليهود في الدول العربية. هنّأ بن غوريون الوكالة اليهودية قائلا: "بالتوفيق والمحبة لكم".
قال الحاخام الأكبر يتسحاق هرتسوغ لغولدا مائير، وهو جد اسحق هرتسوغ الحالي، زعيم المعسكر الصهيوني السابق: الفجر يُشرق على صهيون.
أما سرُّ مكافأة الصهاينة في مشروع التقسيم، ومنحهم نسبة أكثر من الفلسطينيين الأكثر عددا والأكثر ملكية للأرض، فيعودُ إلى تدخلهم في قرارات اللجنة، وتعاونهم معها، واستغلالهم رفض الفلسطينيين والعرب للتعاون من اليونسكوب، فقد كانوا واثقين من إقامة دولة يهودية فقط!!
بذلت الوكالة اليهودية جهدا مُكثَّفا بالمتابعة النَشِطة، لإقناع الدول للتصويت مع القرار.
إذا كان الجهدُ الدبلوماسيُ ضروريا قبل التصويت، لإقناع الدول بعدالة قضيتنا الفلسطينية؛ فإن الجهدَ الدبلوماسيَ الأكثر ضرورة وأهمية، هو متابعةُ العمل على تطبيق القرار، والاستمرار بمتابعة الدول التي لم تصوت مع القرار، لغرض اجتذابها.
إن المتابعةَ أهمُّ من الاحتفالات بصدور القرارات!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية