'واللا': الجيش الإسرائيلي يمارس 'حرب أدمغة' ضد المقاومة بغزة

'واللا': الجيش الإسرائيلي يمارس 'حرب أدمغة' ضد المقاومة بغزة

ذكر موقع "واللا" العبري، أن هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي تُمارس "حرب أدمغة" ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، وعلى رأسها حركة " حماس ".

وقال أمير بوخبوط المحلل العسكري في موقع "واللا" في مقال نُشر اليوم الجمعة، أن "الاختبار القادم لن يكون لحركة حماس لوحدها، لكنه سيكون للجيش الإسرائيلي كذلك، حيث أنه سيتم إطلاق صواريخ من غزة في الأيام القادمة"، متسائلا : "هل سيأمر حينها غادي آيزنكوت بقصف مواقع وقواعد مركزية للفصائل، وتحميل حماس مسؤولية الإطلاق؟ أم أنه سيختار طريقة جديدة للرد، تكون دقيقة وذكية أكثر من ذي قبل".

وأوضح بوخبوط أن "حرب الأدمغة"، "مجهود يقوم على إيجاد صياغات جديدة للردود على إطلاق الصواريخ من غزة، والحفاظ على قوة الردع أمامها، بدون كسر قواعد اللعبة"، مضيفًا : "بالتوازي مع بناء الجدار المضاد للأنفاق، يسعى الجيش الإسرائيلي للتفكير في ردود لا تؤدي لجر المنطقة إلى حرب".

وتابع : "في الوقت الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي بمحاربة الفصائل من جهة، يعمل كذلك على توفير القليل من مجال التنفس لقطاع غزة من جهة أخرى"، معتبرًا أنه "بهذه الطريقة يمنع الجيش انجرار المنطقة إلى موجة تصعيد عسكري جديد في غزة".  

وبين أنه "بناءً على هذه السياسات، يتم بشكل يومي صياغة تصورات ورؤى جديدة، لتلائم سيناريوهات جديدة وغير متوقعة، من أجل الحفاظ على حالة الهدوء، وتوسيع مساحة الهدنة، بين جولات القتال، مع قطاع غزة". 

ولفت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مؤخرًا "قاعدة مركزية" للفصائل في غزة، "وعلى ما يبدو أنها نفق تم حفره باتجاه إسرائيل"، منوها إلى أن "هذا الهجوم يعتبر مساسا بالسلاح الإستراتيجي للفصائل، والذي يوفر لهم مساحة من التنفس في غزة"، وفقا له. 

وأردف قائلا : "مع ذلك، هناك موجة انتقادات عامة في إسرائيل، خصوصا من المستوى الحزبي والسياسي، للجيش الإسرائيلي، على ردوده الضعيفة ضد حماس بقطاع غزة، وعلى استمرار تنقيط الصواريخ".

وزعم أن "منتقدي جيش الاحتلال، يعلمون أنه يقوم بضرب فصائل المقاومة بيده اليمنى، ويسمح لقطاع غزة بالتنفس قليلا بيده اليسرى؛ وذلك لمنع وقوع التصعيد العسكري".

وزاد قائلًا : "عمليًا، إسرائيل تسعى لمنع المواجهة العسكرية مع حماس، وبنفس الوقت تسعى للحفاظ على قوة الردع أمامها، والحفاظ على الهدوء على الحدود الجنوبية مع القطاع، واستغلال هذا الوضع لتصفية بعض الحسابات القديمة التي تهدد إسرائيل"، على حد تعبيره.

وألمح إلى أن "حماس لم تعد تستوعب مؤخرًا سياسات الجيش الإسرائيلي في الرد على تنقيط الصواريخ، والتي تستهدف مواقعها العسكرية"، مشيرًا إلى أنه "مع ذلك لم تقم حماس بالرد على قصف مواقعها، وسلكت الاتجاه المعاكس، وهو محاولة منع إطلاق الصواريخ". 

وأكد أن الواقع المحيط غزة معقد جدا، ومن السهل الضغط على الزناد وإطلاق الشرارة، وجر المنطقة لجولة جديدة من "العنف والقتال"، مستركًا :  "لكن لكل شيء ثمن، ولهذه الجولة سيكون ثمن غالِ جدا، والجيش يسعى الآن للابتعاد عن خوض هذه الجولة، ويعمل المستحيل للحفاظ على الهدوء -  بشرط عدم وجود قتلى أو إصابات بالجانب الإسرائيلي".

وادعى أن "حماس لا تسيطر بشكل كامل على قطاع غزة، كما بالسابق"، مشيرًا إلى أن "وجود منصات إطلاق صواريخ، وبعض قذائف الهاون لدى بعض الفصائل والقوى، يزيد من عوامل ضعف سيطرة حماس على القطاع، بالإضافة الى تقليص مصادر التمويل المالي، الذي كان تحت يد حماس بالسابق، وكان يساعدها على بسط سيطرتها"، على حد قوله.

ولفت إلى أن "أزمات قطاع غزة تتفاقم، بسبب مماطلة الرئيس محمود عباس في تقديم حلول لهذه الأزمات والمشاكل، ورفض السلطة لأي حلول اقتصادية خارجية لحل هذه الأزمات"، بحسب المحلل الإسرائيلي الذي قال أيضا : "ولا يبدو أيضًا أن هناك حلول قريبة الأفق لمشاكل وأزمات غزة، ولذلك هناك توقعات بأن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر الأمني والعسكري". 

وأضاف : "مع ذلك، وبعد كل قصف يقوم به الاحتلال، تعقد قيادة حماس جلسة تقدير موقف، ويدركون (حماس) أن الخطوات الجديدة التي يتخذها الجيش ضدهم، هي لإعادة معادلة الردع"، بحسب ادعائه، مستدركًا : "لكن لو استمر هذا الحال، فإن حركة حماس ستكون مجبرة على اتخاذ قرارات دراماتيكية حاسمة، خصوصا حول حالة ضبط النفس التي تمارسها".

عكا للشؤون الإسرائيلية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد