'قرار الليكود قضى على المفاوضات'
العاروري يتحدث عن المصالحة وعلاقات حماس مع إيران وسوريا ودحلان
أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة " حماس " صالح العاروري، أنه "لا يوجد انهيار للمصالحة"، مضيفًا : "نحن وصلنا إلى مرحلة معينة، تباطأت وتوقفت المحادثات، لكننا لم نتراجع للوراء، ويمكن أن نستأنف الحوارات".
وعدّ العاروري أن السبب الذي الذي يفشل تطبيق المصالحة، هو أن السلطة الفلسطينية وحركتة فتح "تعود للحديث عن سلاح واحد"، موضحًا أن المصالحة تصطدم بجدار "التزامات السلطة واتفاقاتها التي تفرض نبذ المقاومة وسلاحها".
وقال العاروري في لقاء متلفز رصدته (سوا) مساء اليوم الأربعاء : "غير مستعدين لتقديم تنازلات يحصد ثمنها الاحتلال (..) حين يطلب منا تسليم سلاحنا أو ارتهانه لأطراف لا تؤمن بالمقاومة، فهذا يخدم الاحتلال، ونحن لا نستطيع الموافقة على هذا الطلب".
وتابع : "قدمنا تنازلات، ومستعدون لتقديم المزيد"، مستدركًا : "لكن على فتح والسلطة أن يتقبلوا ويتفهموا أن المفاوضات والاستناد للوسطاء الدوليين أوصلنا إلى الدمار".
قرار ترامب والليكود
وفي سياقٍ متصل، أكد العاوري أن حماس لم ولن نتقبل الخطوة الأمريكية، معتبرًا أن قرار حزب "الليكود" الإسرائيلي، لا يقل خطورة عن قرار ترامب.
وأوضح أن "قرار الليكود يقضي على ما يسمى بالمفاوضات، ويطلق عنان الاستيطان بالضفة و القدس بلا حسيب أو رقيب".
وأشار إلى أن حركته كانت تأمل أن تكون هناك قرارات أفضل، وسقف أعلى، وإجراءات عملية من اجتماع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بعد قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للاحتلال، مضيفًا : "نحن نثمن ونقدر ونحيي كل من ساهم في التحرك على المستوى العالمي والإقليمي، وكل مقاومة وتحرك بأي شكل من الأشكال لها أثرها ومفعولها".
وقال : " السياق التاريخي للعلاقة مع الاحتلال، كل ما كان هناك عنصرين أولا وحدة وطنية، وثانيا حالة مقاومة شاملة ومستمرة، كان هناك تراجع من الاحتلال وتثبيت لحقوق شعبنا"، متابعًا : "كلما كان هناك تصدع في وحدتنا ومقاومتنا، كان هناك تغول من الاحتلال".
وشدد على أن المطلوب الآن وحدة فلسطينية ومقاومة، مشددًا على أن المقاومة المسلحة واجبة ويجب أن تكون حاضرة في مواجهة الاحتلال"، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه "لا يجوز للعالم أن يحرم علينا ما يحله لنفسه".
العلاقة مع السلطة
وبشأن علاقة حركة حماس مع السلطة الفلسطينية، قال العاروري : "العلاقة مع السلطة بها إشكال جوهري، لأن السلطة قامت على أساس الدخول إلى فلسطين دون الوصول إلى حل للإشكالات والقضايا الكبرى، حيث تركوا القدس والاستيطان واللاجئين للمفاوضات".
وأضاف : "السلطة دخلت في سياق غير طبيعي وغير معهود لحركات التحرر، أدى لتوقف الانتفاضة، ثم فشلت المفاوضات"، منوهًا إلى أن الشيء الوحيد الذي كان يتطور هو الاستيطان في الضفة الغربية.
وعدّ أن "السلطة أصبحت سياسيا عاجزة عن تحقيق أي إنجاز، وغير قادرة على فعل أي شيء"، وفقا له.
علاقات حماس الخارجية
وحول علاقة حركة حماس مع إيران، قال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة : "إيران موقفها من القضية الفلسطينية، ثابت وسقفه عالي، بعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال"، موضحًا أن "هذا يسبب لها مشاكل في العالم".
ولفت إلى أن إيران مستعدة لتقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية.
وذكر أنه "لا يمكن المقارنة بين صراعنا مع العدو الاحتلال"، والصراعات التي تحدث في المنطقة".
وبخصوص العلاقة مع دمشق، قال : "لم نبحث موضوع استعادة العلاقة مع سورية في دوائر الحركة، ولم تحدث أي اتصالات بهذا الشأن؛ بسبب الصراع الدامي هناك".
وبشأن العلاقة مع مصر، أكد حرص حركته على أن تربطها علاقة قوية ومستقرة بمصر وتخدم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى استعداد حماس لتطوير هذه العلاقة "في كل مرحلة يكون عند الأخوة المصريين استعداد".
وبالنسبة للعلاقة مع النائب محمد دحلان ، قال العاروري : "في مرحلة الانقسام كان دحلان جزء من السلطة الفلسطينية وحركة فتح"، مبينًا أن الخلاف معه "ليس شخصيا، لكنه جزء من الصراع الذي حصل عام 2007".
ولفت إلى أن ذلك "لا يعني إغلاق دائم لأي باب للعلاقة مع أي فلسطيني حصل معه خلافات أو صراعات"، مبديًا اعتراضه على وصف دحلان بكلمة "ألد أعدائكم"؛ ونحن لا نعتبر أي فلسطيني أو عربي عدوا لنا، بحسب العاروري.
وأشار إلى أن حركة حماس لم تعتبر العلاقة مع دحلان عائقا في سبيل المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح.
وفي سياقٍ متصل، شدد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس على حرص حركته على علاقة ممتازة مع كل دول الخليج وكل دول المنطقة.
وقال لم تصدر منا أي إساء لأي دولة خليجية، وللأسف الانقسام الحاصل في الخليج، البعض أراد أن يستهدفنا".