باحث إسرائيلي: إسرائيل لن تسمح بمحاكمة ضباطها

القدس / سوا/ أعلنت إسرائيل أنها لن تتعاون مع تحقيق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول حرب غزة لأن نتائجه "محددة سلفا"، موقف يتفهمه الدكتور هلل كوهين، المؤرخ والخبير في شؤون العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.

رفضت إسرائيل التعاون مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في التحقيق الذي ينوي إجراءه حول حرب غزة. وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها لا تعترف بلجنة التحقيق متهمة إياها بالانحياز للجانب الفلسطيني وأنها "غير شرعية على الإطلاق". ولإلقاء المزيد من الأضواء على هذا الموضوع أجرت DWالحوار التالي مع المؤرخ والباحث الإسرائيلي هلل كوهين.

DW: سيد كوهين ما هي المبررات التي بنت عليها الحكومة الإسرائيلية رفضها التعاون مع الأمم المتحدة، وهل تتفهم أنت شخصيا هذا الرفض؟

هلل كوهين: رفض التعاون مع الأمم المتحدة مفهوم جدا من وجهة نظر إسرائيل، لأن هناك شعورا بوجود فرق عظيم بين سياسة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموما تجاه إسرائيل بالمقارنة مع دول أخرى. لقد أسفرت الحرب الأخيرة على غزة عن مقتل الكثير من الفلسطينيين، بينهم مسلحين وأبرياء كانت أعدادهم بالمئات، وهذا شيء سلبي ومرفوض تماما. ولكن حين ننظر إلى الحروب الأخرى في الشرق الأوسط اليوم، ومنها الحرب الأهلية في سوريا على سبيل المثال، نجد هناك عشرات الآلاف من القتلى، ومن الذين ذبحوا وعذبوا سواء من الموالين لنظام الأسد أو لأطياف المعارضة.

ولكن هذه البلدان تحكمها في الغالب أنظمة ديكتاتورية أو تنظيمات إرهابية كما هو الشأن بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في حين أن إسرائيل تقدم نفسها كديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط. ألا يحق للمجتمع الدولي أن ينتظر منها احترام القانون الدولي حتى في زمن الحرب؟

حتى لو حصرنا الأمر على الدول الديمقراطية...انظروا للحرب الأمريكية أو البريطانية في العراق. كم من المدنيين قتلوا على أيدي قوات البلدين؟ وكم عدد المدنيين الذين قتلهم الجيش الأمريكي في أفغانستان؟ كإسرائيلي أؤيد شخصيا إجراء تحقيق دولي، وأنا ضد قتل الأبرياء. لكن من وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية من المفهوم تماما رفض التعاون مع الأمم المتحدة.

إسرائيل نفسها عضو في الأمم المتحدة ومدعومة من قبل دول كبرى لها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي؟ ألا ترى في ذلك تناقضا؟

صحيح، لا ننسى أن الأمم المتحدة هي التي أسست دولة إسرائيل بموجب قرار التقسيم عام 1947، ومنذ ذلك الحين والمنظمة الأممية تؤيد إسرائيل، في البداية كانت الأغلبية ساحقة. وبعد استقلال الدول الإفريقية والآسيوية تغير الوضع. واليوم هناك أقلية فقط من الدول لتي تؤيد سياسة إسرائيل. لا توجد اليوم مثلا أي دولة في العالم تؤيد سياسة الاستيطان.

ولكن العلاقات الوطيدة بين إسرائيل وعدة دول أوروبية من بينها ألمانيا، وكذلك العلاقات القوية مع الولايات المتحدة التي تملك حق الفيتو يجعل إسرائيل تستمر في نفس السياسة في الضفة الغربية.

في كل الحروب مع حماس استهدف الجيش الإسرائيلي منشآت تابعة للأمم المتحدة منها مدارس ومستشفيات بدعوى احتوائها على أسلحة أو استعمالها من قبل مقاتلين، ما يؤدي في الغالب لسقوط ضحايا مدنيين؟

حماس تهاجم أيضا أهدافا مدنية في المدن الإسرائيلية الجنوبية. إن إسرائيل تقول لماذا تحققون مع أعمال العنف الإسرائيلية فقط؟

تقارير الأمم المتحدة تنتقد أيضا الأعمال الإرهابية لحركة حماس، لا يمكن اتهام الأمم المتحدة بأنها تدعم الأعمال الإرهابية لحماس؟

بالطبع الأمم المتحدة لا تدعم حماس، ولكن شدة الانتقاد ضد إسرائيل غير مقبول من وجهة النظر الرسمية الإسرائيلية، رغم أني كباحث أؤيد إجراء تحقيق دولي مستقل في الموضوع.

الجيش الإسرائيلي نفسه ي فتح تحقيقا في التجاوزات التي قد يرتكبها الجنود الإسرائيليون، لكن الفلسطينيين يطعنون في مصداقية هذه التحقيقات؟

الكثير من تحقيقات الجيش الإسرائيلي يتسم بعدم الجدية، والهدف منها ليس بالضرورة الوصول إلى الحقيقة. إن محاكمة الضباط الكبار مشكلة تواجه كل جيوش العالم. إنهم أولئك الذين يحمون شعوبهم ويغامرون بحياتهم ومن الصعب اقتيادهم للمحاكم بعد عودتهم من ساحة المعارك.

هلل كوهين: مؤرخ وباحث إسرائيلي متخصص في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد