لا تظلموا الجيل الجديد بأسماء لنيل المساعدات ولفت الأنظار

ربما لا يهوون الاسم بقدر توابعه التي قد تأتي أو تضيع عندما ننتهي من صخب ضجة تزاحمت  بها مواقع التواصل الاجتماعي  ، وأثارتها تسمية اسم مولد أعلن عنه ذاك المغوار الذي سمى مولوده أو مولودته تيمناً بشخصية معروفة لاجتذاب الأنظار وربما لنيل بعض الأموال ، لكن ذكر إن نفعت الذكرى ما ذنب طفل صغير بمسمى كبير سيطارده أمد العمر . 

التساؤلات هنا هي التي  تطرح نفسها  هل حقاً كان المغزى من إسقاط المسميات على الأطفال بوازع إبقاء سيرة من تعاطفوا يوماً ما مع الشعب الفلسطيني ؟أم لفت أنظار الشارع الغزي بغرض التربع على قائمة المشاهير ؟ أم كان أكبر من ذلك وأصبح هناك نظاماً جديداً لكسب الأموال بطرق حضارية كلها تساؤلات. 

فالشيخة موزة كانت  أخر المسميات التي أطلقها المواطن الغزي "جهاد الجرجاوي " على مولودته  تيمنا بوالدة  أمير قطر تميم بن حمد ، وزوجة  أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، لكن الفكاهي هل ستحصل موزة على نصيب وافر من الأموال ؟ أم سيبقى حظهاً عاثراً كموزة بالمسلسل الأردني  "عليوة والأيام ". 

لم تكن بالمسمى الأول فمن قبلها حمد وتميم والعمادي واردوغان كلها أسماء لمواليد فلسطينية باتت تكبر وقبلهم صدام ونصر الله وعرفات... لكن الفرق واضح في المساعي الكامنة .  

فإن كان المغزى إبقاء سيرة من قدموا لفلسطين فليتنا نعود لزمن تخليد القادة الذين سطروا أسمى البطولات في تاريخ فلسطين ، لكنني أرى غير ذلك .   

وهنا دعوني أذكركم بمثال بسيط  بمن أطلق على مولوده الأول اسم العمادي وبعد تداول الخبر ووصول السفير القطري ل غزة نال عطف ومحبة ومباركة مالية كمفاجئة لهدف مقصود ومفتعل ,  بلغت 1000قيمتها دولار رسمت البسمة على وجه عائلته وقتها وأبانت الهدف الجلي  ، ويا ترى  هل سترتسم على وجهه العمادي الغزي حين يكبر .

ماذا سيقول أولئك حين يكبرون ويرون لا معنى للمسمى تماماً مثلماً نقول ما جدوى الابتسامة التي  ربما كانت  للأموال أكثر من الأشخاص .

  وبعيداً عن التيمن بالمستمطرين بأموالهم ومصداقاً  لهذا الكلام اذكر ونذكر جميعنا مسميات أجدادنا التي نُقل بعضها  للجيل الجديد فحين يُعرفنا  أحدهم على اسمه الغريب نقف مستغربين  مستهجنين وربما ضاحكين لغرابة الاسم لا الشخص الذي يقف  خجلاً مجيباً   على اسم جدي ظلمت باسمي دون رضا فاسم "محضية "لشابة تبلغ من الجمال ما يفوق اسمها كان ظلم لها ، واسم "برهم "لا أدري إن كان يقال بضم الباء أو فتحها كانا من أغرب ما سمعت لمظلومي تيمناً بأجدادهم فلما نعيد ظواهر نريد اجتثاثها .   

إن  كنتم ستختارون لهم أسماء فعليكم بمن يستحق الإبقاء لتاريخه  لا من يعد خبراً يتداول لغرابته ويتبدد ، فخلدوا أبطال فلسطين لا غيرهم كعرفات والياسين وجورج حبش والشقاقي ودلال المغربي وغيرهم  ، ففلسطين وعاصمتها ومدنها وقادتها وحدهم دعوهم يحملوا صفة التعداد والتكرار مستقبلاً   .

ولا تظلموا أبنائكم بالأسماء الباهتة والغريبة ...  

و يبقى المسمى  القادم مجهولاً قيد الانتظار ....

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد