رابطة علماء فلسطين تنظم مسيرة علمائية شرق حي الشجاعية
نظمت اليوم الأربعاء رابطة علماء فلسطين مسيرة علمائية بعنوان: (وقفة علماء فلسطين صرخة في وجه ترامب اللعين) وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للقضاء الشرعي، وكلية أصول الدين والشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين، وجمعية ابن باز وجماعة التبليغ والدعوة، حيث انطلقت المسيرة من مسجد التوفيق شرق حي الشجاعية وتوجهت نحو الخط الشرقي على طول الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقد حمل العلماء المشاركين بالمسيرة لافتات وشعارات أكدت على استنكارهم لقرار ترامب، وأكدت على هوية القدس التاريخية والإسلامية والعربية.
وقد ألقى رئيس رابطة علماء فلسطين د. مروان أبو راس كلمة نيابة عن علماء فلسطين قال فيها: " ليس عجيباً ولا غريباَ أن يخرج رئيس أمريكا ذلك الصليبي المتصهين، الذي أعلن كرهه وعداءه للإسلام والمسلمين، ويحرض على دين رب العالمين ويعلن الحرب على كل الأطهار والأخيار في بلادنا فلسطين، يعشق اليهود ويبرر لجرائمهم وإرهابهم، ليس غريباً أن يعلن ما أعلنه، وأن ينضح ما في نفسه الخبيثة بما يجد ".
ومضى يقول: " نحن ندرك يقيناً بما قرره الله تعالى لنا أنه لا يملك فلن يملك، وإنما هي سطوة الاستعلاء في الأرض والاستكبار الممقوت الذي سيكون سبباً لزوالٍ يكسر به الله رقاب المتجبرين في الأرض، فقد قال سبحانه ( لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ) صحيح أن هذا الأذى يؤذينا ويؤلمنا، ولكنه يجب أن يكون حافزاً للعودة إلى الجادة، وموقظاً من الغفلة، ويجعلنا ننفض عن أنفسنا غبار الوهن والتبعية حيث اليقين التام بدرجاتها كلها أنه لن يأتي من هؤلاء خير أبداً، فهم دعاة شر، تقطر العنصرية من بين أنيابهم، فكيف يكون من هذا حاله وسيطاً أو حاضناً أو كفيلاً هذا والله من أعجب العجب! ".
وأكد أن علماء فلسطين جاؤوا اليوم من كل المواقع والأطياف، ونحن نشرف على حدود أرضنا المحتلة لنؤكد على أنه لا فرق بين أي جزء من فلسطين، ففلسطين بقدسها وضفتها وغزتها وبطُّوفها وجليلها وسائر سهولها وجبالها وأنهارها ووديانها أرض عربية إسلامية خالصة لا مكان فيها لهيكل جاءنا علمه من بنات الأساطير.
وقال: " جئنا لنرسل رسائلنا إلى الجميع بأن الله تعالى زرعنا هنا لننبت ثمار الحق الذي يجتث الغرقد من جذوره "
ووجه رسالة للرئيس الأمريكي الخبيث قال فيها: " إن ما تقوله وما تفعله بحق قدسنا وقضيتنا سيكون سبباً بمزيد من غضب رب العالمين الذي توعدكم بقوله: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) ليصب الله عليك وعلى بلدك سوطاً من عذابه الذي يطمس دولتكم ويعجل بزوالكم " .
كما وجه رسالة للاحتلال البغيض قال فيها: " لا تفرح كثيراً، ففرحك لن يطول فالله تعالى الذي وعد، ووعده حق فاصل، وأمره لا محالة حاصل ، فعباد الله أبناء المحاريب يصنعهم الله تعالى على عينه، وهم الآن يملئون المساجد في صلاة الفجر، فابشر بالهزيمة العاجلة يا نتنياهو، ولن تفلتوا من عقابه تعالى على أيديهم، ولن ينفعكم عندئذٍ حجر بشري أو حجر صخري، ولن يخبئكم غرقد بشري ولا غرقد شجري، وهذا يقين عندنا لا شك فيه ولا مراء ".
ودعا علماء الأمة بأن لا يجعلوا القدس أهون الأماكن عندكم، وقد باركها الله وطهرها وقدسها رسوله صلى الله عليه وسلم وعطرها بصلاته على ثراها الطاهر، قولوا لكل الناس حاكمهم ومحكومهم أن القدس ثالث أقدس بقعة على ظهر الأرض، قولوا لهم أن الله أمرنا سبحانه أن نحافظ عليها وأن نحررها وأن نستعيدها وأن نطهرها، قولوا لهم إن تحرير القدس من دنس المحتلين فريضة شرعية، وواجب مقدس، قولوا للحكام اتقوا الله في دينكم وضمائركم في أقوالكم وأفعالكم، في ميولكم وانتماءاتكم، فإذا لم تكن القدس أول اهتماماتكم بعد العبادة والدين فبئس العمل وبئست النهاية، أيها العلماء أجيبوا لأنكم ستُسألون، وحرضوا فإن التحريض عبادة، وتقدموا الصفوف فإن خير صفوف الرجال العلماء أولها وشرها آخرها، وإن الذي يفرط في المسجد الأقصى سيهون عليه أن التفريط في المسجد الحرام.
كما وجه رسالة للمقاومة الفلسطينية قال فيها سيروا على بركة الله، فأنتم والله فخرٌ لكل الأحرار لا تأخذكم في جهادكم لومة المتخاذلين المنبطحين، فالشرف يعرفه الشرفاء ولا يعرف طيب العزة إلا من ذاق حلاوتها، والنصر حتم أكيد، ووعد من الله حق قطعه على نفسه ، عليكم انعقدت الآمال فامضوا تحرسكم عناية الرحمن، حافظوا على طهارة بنادقكم كما حافظتم على نقاء قلوبكم التي ملأتموها بالتقوى واليقين، لا تغفلوا عن أوامر الله فإن فيها العدة البالغة والنصر الأكيد، القدس أيها الأبطال أمانة في أعناقكم كما سائر فلسطين وإن كانت هي الأهم والأشم.
وتمنى من الشعوب العربية والإسلامية ألا تولوا عنا الأدبار، ولا تتركونا وحدنا ، فإن القدس ليست قدسنا وحدنا وفلسطين ليست فلسطيننا وحدنا، أنتم يا أبناء أمتنا عمقنا وتاريخنا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، نحن أمامكم نتقدم الصفوف ولكننا بحاجة إلى دعائكم ، وبحاجة إلى صلاتكم وصيامكم وحجكم وسائر عباداتكم تقربوا بها إلى الله ضارعين إليه أن يثبتنا وأن ينصرنا، وبحاجة كذلك إلى دعمكم وإسنادكم فنحن وإياكم جسد واحد لا يصلح بعضه إلا ببعضه والله تعالى يبارك لنا بجهودكم ويبارك لنا بمجاهدينا.
وفي الختام قال: " نؤكد نحن علماء فلسطين أن هذا الاحتلال البغيض زائل لا محالة عن الأقصى والقدس وسائر فلسطين مهما كان معه من حبال شياطين الإنس المهزومين " .