الحمد الله: نقف مع شعبنا في جبل البابا والتجمعات المهددة بالتهجير

رئيس الوزراء رامي الحمد الله

أكد رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، اليوم الاثنين، الوقوف إلى جانب المواطنين في جبل البابا وغيرهم في التجمعات التي تسعى إسرائيل إلى تهجيرهم.

وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان  وليد عساف، "ان أهالي تجمع جبل البابا لن يكونوا الثغرة التي تسمح بتنفيذ المخطط الإسرائيلي لعزل القدس عن الضفة الغربية".

جاء هذا خلال جولة للصحفيين نظمها المكتب الوطني التنسيقي للمناطق المسماة "ج"،  التابع لمكتب رئيس الوزراء اليوم الاثنين، في تجمع جبل البابا في محافظة القدس المهدد بالتهجير والهدم.

وقد تلت دلال عريقات من مجلس الوزراء، كلمة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، التي قال فيها، "لقد تلقى سكان تجمع "جبل البابا" ببلدة العيزرية جنوب شرق مدينة القدس أمرا بإخلاء مساكنهم، وتم منحهم ثمانية أيام كمهلة للانتقال إلى موقع آخر تحدده السلطات الإسرائيلية. سكان تجمع "جبل البابا" أجبروا على الإجلاء من أراضيهم من قبل إسرائيل في عام 1948 إلى موقعهم الحالي، الذي يقطنون فيه منذ عدة عقود بإذن من مالكي الأراضي الأصليين".

وأضاف: رفض سكان تجمع "جبل البابا" بشكل واضح وصريح خطة إسرائيل "نقل" سكان التجمع إلى موقع آخر تختاره إسرائيل، وطعنوا في هذه الخطة في المحكمة العليا الإسرائيلية. مع ذلك، دعا مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، بمن فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه، إلى إبعاد المجتمع بأسره، والذي يخشى الآن من عمليات هدم جماعية وشيكة.

وقال: بصفتي كرئيس وزراء لدولة فلسطين، اسمحوا لي أن أقول بوضوح: إننا نقف مع شعبنا في جبل البابا، وغيرهم في المجتمعات الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية من الذين تسعى إسرائيل إلى تهجيرهم من أجل بناء المستوطنات غير القانونية. إذا ما شرعت السلطات الإسرائيلية في عملية الهدم هذه، أو قامت بتشريد مجتمعات فلسطينية بأكملها في مناطق "ج" من الضفة الغربية، سنعتبر ذلك خطا أحمرا.

ورأى الحمد الله إن خطة إسرائيل الرامية إلى نقل ما لا يقل عن 46 تجمعا بدويا فلسطينيا تقع بين القدس وأريحا في مناطق "ج" في الضفة الغربية "تخلق معاناة إنسانية لا مثيل لها كما أنها تنتج آثارا هامة لا رجعة فيها. وإن الخطة الإسرائيلية الأكبر للتوسع الاستيطاني والمسماة "بخطة E1"  تقوم على التهجير القسري للمجتمعات الفلسطينية الواقعة في هذه المنطقة ويعتبر ذلك كخطوة أولى فقط لتنفيذ هذه الخطة التي لا تقتصر فقط على فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية فحسب، بل ستكمل أيضا امتداد المستوطنات غير الشرعية من القدس الشرقية إلى البحر الميت، مما يؤدي إلى قطع الضفة الغربية إلى قسمين بالنسبة للفلسطينيين. ومن شأن هذا التطور أن يفسر نهاية حل الدولتين المدعوم دوليا من خلال منع إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. ولهذا السبب اعتبرت الإدارات الأمريكية السابقة وكذلك الاتحاد الأوروبي "خطة "E1 الإسرائيلية خطا أحمر وحذرت إسرائيل بشدة من تنفيذها".

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه في ضوء نوايا إسرائيل المعلنة المضي قدما في التهجير القسري لعدة تجمعات فلسطينية في الضفة الغربية، بما في ذلك جبل البابا، فإن الحكومة الفلسطينية تحث إسرائيل على التراجع عن أوامر الهدم الصادرة ضد التجمعات الفلسطينية في مناطق "ج" في الضفة الغربية وعدم إعاقة تقديم المساعدات الممنوحة لهذه المناطق. 

وأضاف ان الحكومة تدعو إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على النحو المطلوب في العديد من قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار 2334 وهو آخر قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووقف قمعها للمجتمعات الفلسطينية في "المنطقة ج"، التي اتسمت باستخدام القانون العسكري على نطاق واسع ضد المدنيين الفلسطينيين، عن طريق الاعتقالات، والقيود المفروضة على التنقل، ومصادرة السلع الخاصة، وسرقة الأراضي، فضلا عن توفير الحماية للمستوطنين الإسرائيليين المسلحين الذين يستخدمون العنف الشديد ضد الفلسطينيين في ظل الإفلات الفعلي من العقاب، وأن تلتزم بحدود عام 1967 كأساس لحل الدولتين، من أجل التوصل إلى اتفاق سلمي عادل ودائم بين الدولتين.

وقال إن الحكومة الفلسطينية تحث المجتمع الدولي على فرض ضغوط حقيقية وهامة على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي، خاصة بما يتعلق بمشروعها الاستيطاني وهدمها ونقلها للمجتمعات الفلسطينية قسرا، والاعتراف بدولة فلسطين، وبالتالي تعزيز فرص مفاوضات السلام، وتحقيق التطلعات المشروعة والحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير والذي حرم منه الفلسطينيون لأكثر من نصف قرن.

وأشار عساف، في العام الماضي تم هدم 11 منشأة وهذا العالم هدم روضة للأطفال بالإضافة الى 57 منشأة تلقت إنذارات بالهدم في جبل البابا، والتي تتزامن منع تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أن الموقع يتعرض لحملة شرسة ضمن الحملة التي تنظمها إسرائيل على مناطق "ج" ضمن ما يعرف بمخطط E1 دعا الى اخلاء سوسيا ومناطق E1 لإنشاء الخطة النهائية للضفة الغربية والتي يستهدف عزل مدينة القدس بالكامل عن الضفة الغربية.

وتابع، هناك اخطارات لهدم 15 منشأة في سوسيا و5 تجمعات في الاغوار ومحاولات للضغط لكسر ارادة المواطنين، مشيرا الى ان الصمود البدوي وتمسكهم بارضهم افشل وسيفشل كافة المخططات الإسرائيلية.

ودعا عساف الى ضرورة التصدي الى المشروع الإسرائيلي الذي يخطط لها اليمين الإسرائيلي لإنقاذ إقامة الدولة الفلسطينية من خلال افشال مخطط الهجير القسري.

واكد ان الحكومة الفلسطينية تعمل على 3 محاور سياسي وقانوني ومحور المقاومة الشعبية، مؤكدا جاهزية الهيئة لتعزيز صمود السكان بالتنسيق والدعم من المنظمات الدولية لمنع التهجير القسري والتطهير العرقي ضد السكان.

وأشار الى ان الجهود تبذل لتغيير صورة إسرائيل امام العالم وتشكيل راي عام دولي وإظهار خطورة الإجراءات الإسرائيلية على الحل السياسي. لافتا الى ان إسرائيل تحاول الوقائع التي تفرضها على الأرض لتجعل من الصعب إمكانية تحقيق دولة فلسطينية.

ولفت الى ان الحكومة تقدم كافة الاحتياجات لسكان التجمعات من إعادة بناء ما يتم هدمه وتقديم التأمين الصحي وتوفير التعليم والبنية التحتية والمساعدات الغذائية، قائلا "نعمل على بناء عدد من المدارس وتزويد منازل السكان بالواح الطاقة الشمسية".

فيما قال عطا الله مزارعة متحدثا عن عائلات التجمع، إن هناك 57 عائلة تقطن التجمع يتعرضون الى التهجير القسري، مؤكدا رفض السكان للتهجير خوفا من تكرار سيناريو النكبة ، وداعيا الى ان تكون هناك وقفة سياسية جادة للضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها بحق السكان في التجمعات. 

فيما قالت محامية التجمع نيتا عاموشيف، ان الوضع في شمال العيزرية خطير جدا، والحكومة الإسرائيلية تستهدف التجمعات البدوية.

وأضافت: "قبل أسبوعين تلقينا اخطارا جديدا يفيد ان الأراضي في جبل البابا أراضي خاصة"، مشيرة  الى ان التجمع قدم اعتراض على الاجراء الجديد لانه غير قانوني وينتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يمنع اخلاء المدنيين.

وأشارت الى ان سكان التجمعات البدوية يريدون العيش بسلام ويحتاجون الى التطوير كغيرهم من المجتمعات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد