يظهر تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2016 «الشباب وآفاق التنمية الإنسانية في واقع متغير» الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أهمية دور الشباب في تحويل مسار التنمية للسنوات الخمس عشرة المقبلة، ويشدد على أن الشباب العربي سيكون لهم الدور الحاسم في إحداث التغيير الحقيقي والتنمية المستدامة الحقيقية.
«خطة التنمية المستدامة لعام 2030» اعتمدها زعماء العالم في العام 2015، وبالتالي أصبح العرب جزءاً منها، وهم مطالبون اليوم بالانخراط بها بشكل جدي من خلال الاستثمار الحقيقي في الشباب وصولاً لتنفيذ هذه الخطة.
إذا ما نظرنا إلى الإحصائيات الصادرة عن مؤسسات الإحصاء المركزية في الدول العربية فإننا  نلاحظ أن أكثر من ثلثي المواطنين العرب اليوم هم من فئة الشباب، ثلثهم الأول عمره بين 
15 و29 عاماً، والثلث الثاني أقل من 15 عاماً.. ومع أن هذه النسب تتباين بين دولة عربية وأخرى.. فإن هذا التباين يظل محدوداً جداً.
الشباب ثروة للبلدان العربية، في الوقت الذي تعاني فيه الدول الصناعية مما يطلق عليه مرحلة الشيخوخة، كما هو الحال في اليابان مثلاً أو حتى على الصعيد الأوروبي.
وعلى قاعدة أهمية دور الشباب، جاء عقد المنتدى العالمي للشباب في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية ليؤكد على مجموعة من الثوابت ومن بينها ضرورة صياغة دور طليعي للشباب يساهم في التنمية المستدامة.
المؤتمر الذي سيفتتح اليوم ويستمر حتى التاسع من الشهر الجاري، ويشارك فيه عدد من ملوك ورؤساء الدول والحكومات والشخصيات العالمية البارزة سيكون منصة مبتكرة من أجل التحاور بشكل جاد ومباشر سواء أكان هذا الحوار بينياً أم مع صناع القرار والمسؤولين المشاركين في المنتدى. 
لا شك في أن مشاكل الشباب، وإن تباينت بين منطقة وأخرى، تتشابه في معظمها، وأن قضايا مثل التنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال، إضافة إلى الإرهاب ودور الشباب في مواجهته، علاوة على قضايا الهجرة والمناخ وصناعة قادة المستقبل بحاجة إلى نقاشات معمّقة وصريحة من أجل صياغة رؤية واضحة وإيجابية تصبُّ في مصلحة هذا العالم، من أجل العيش بكرامة وسلام وعلاقات قائمة على التعاون والشراكة الحقيقية في ظل متغيرات سياسية ومناخية وتكنولوجية قد تنعكس سلباً وتسبب مزيداً من الألم والمواجهة إن لم تتم معالجتها، وإيجاد قاعدة مشتركة قائمة على المصلحة العامة والمنفعة للجميع.
منتدى الشباب في شرم الشيخ عبارة عن مساعد لاستكشاف المستقبل، وأي طريق هي المتاحة أمام الجميع للسير فيها.. طريق التنمية، والشراكة، وحقوق الإنسان، والدمقرطة، والمساواة، وحقوق المرأة والطفل، والحفاظ على كوكب الأرض الذي يجمعنا كبشر... أم طريق الإرهاب والسيطرة، وإلغاء الآخر، والهيمنة، والاستيلاء على الثروات لصالح فئة محدودة.
النقاشات المنتظرة في شرم الشيخ هي التي ستساهم في تحديد طريق مستقبل العالم وسلامته وتنميته، خاصة أن النقاش سيكون بين قادة المستقبل ومعهم.
في منتدى شرم الشيخ للشباب العالمي ستكون هناك فرصة أيضاً لتنظيم نموذج محاكاة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأمر الذي سيمكن الشباب من معايشة حقيقية لما يدور في كواليس مجلس الأمن الدولي وأروقة الأمم المتحدة.. التي أقيمت بعد حربين عالميتين مدمرتين عصفتا بعشرات الملايين من البشر وأرهقتا الاقتصاد العالمي.
الأمم المتحدة جاءت كفكرة لبناء سلام حقيقي عبر حل الإشكاليات بطريقة سلمية والحفاظ على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ومن هنا، فإن منتدى شرم الشيخ للشباب العالمي هو نافذة حقيقية لوضع الحجر الأساس لمستقبل أفضل على صعيد الفرد أو المجتمع، كما أنه فرصة يجب استثمارها حتى النهاية لمستقبل عربي أكثر ازدهاراً واستقراراً.
abnajjarquds@gmail.com

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد