صحيفة: مصر ستوجه الدعوة قريبا للفصائل الفلسطينية

من توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة

القاهرة / سوا/ قال مسؤول مصريّ إن "مصر ستوجه الدعوة قريباً إلى الفصائل الفلسطينية لإجراء حوار فلسطيني شامل في القاهرة"، محذراً من أطراف إقليمية عربية خارجية دخلت على خط اتفاق المصالحة، الأخير، لإفشاله.

وأضاف المسؤول والمطلع عن قرب على سير عمل لجنة المفاوضات المصرية- الفلسطينية، الدكتور طارق فهمي، لصحيفة "الغد" الأردنية،  أن "مصر تتفهم تحرك حركة " حماس " تجاه إيران، ولن تفرض أي محددات أو قيود على ذلك، كما لن يؤثر على اتفاق المصالحة ولا العلاقة مع مصر".

وأكد أن اتفاق المصالحة، الذي جرى توقيعه مؤخراً في القاهرة برعاية مصرية حثيثة، "ماضٍ في طريق نفاذه، بكل الأحوال، في ظل تصميم مصري راسخ على إنجاحه"، مبيناً أن "التفاهمات، بين حركتي "فتح" و"حماس"، مستمرة بلا مشكلة، فيما ستبدأ الاستحقاقات الزمنية بالنفاذ، بموجب الاتفاق".

وأوضح بأن "مصر تدرك بوجود بعض المعوقات المتوقعة أمام إنجاز المصالحة وتتفهمها جيداً"، لافتاً إلى "دخول أطراف، إقليمية عربية، مثل تركيا وإيران وقطر، على خط المصالحة، بغرض مناكفة مصر، وبهدف وضع العثرات أمام تطبيق الاتفاق وإفشاله".

فيما "هناك تيارات داخلية، لدى الحركتين، ليست مع الاتفاق، مقابل اعتراض فصائل فلسطينية أخرى على ما جرى، وذلك بعدم تدخلها أو عدم مشاركتها لاحقاً"، ومع ذلك؛ فإن مصر ستدعو الفصائل الفلسطينية لحوار شامل في القاهرة، استناداً إلى الاتفاق الأخير.

وقال فهمي، وهو رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن إيران دخلت على خط المصالحة، قياساً "بالزيارة السريعة التي تمت لوفد حماس، برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، إلى طهران.

ولفت إلى ترحيب إيران بالزيارة وإتمامها سريعاً، رغم عدم موافقتها سابقاً على زيارة كل من خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي للحركة سابقاً)، الذي طلب الزيارة الرسمية لأكثر من مرّة دونما مجيب، وخلفه اسماعيل هنية.

وأكد التفهم المصري المعتبرّ لمسوغات توجه "حماس" إلى إيران، كردّ مضادّ للشروط الإسرائيلية الأخيرة لاستئناف المفاوضات، والتي كان من بينها قطع العلاقة بين الطرفين.

وقال إن "حماس" تحتاج لإيران، نظير دعمها اللوجستي والعسكري والمالي، لكتائب "عز الدين القسام"، (ذراع الحركة العسكري)، وللدلالة على رحابة علاقاتها المتنوعة في المشهد الإقليمي العربي، مرجحاً بأن "تكون هناك توجهات جديدة مماثلة لدى حماس تجاه تركيا في الفترة القادمة".

وقدر بأن "لا تبتعد إيران عن الملف الفلسطيني، كما الأطراف الأخرى، طبقاً لمصلحة كل منها"، معتبراً أن توجه حماس نحوها لن يؤثرعلى اتفاق المصالحة ولا العلاقة مع مصر، إلا إذا تدخلت طهران بغية عرقلة مسار المصالحة، أو عند التدخل لدى القيادات الحمساوية الوازنة في قطاع غزة ، مثل محمد الضيف ومحمود الزهار.

غير أنه رأى أن (رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة) " يحيى السنوار يعتبر ضابط الايقاع في كل ما يجري، وهو حريص على إنجاز المصالحة وعدم التراجع عن هذا المسار"، بحسب قوله.

بينما سيمضي الرئيس محمود عباس في اتفاق المصالحة، لعدة اعتبارات متعلقة برغبته في تأكيد حرصه على توفير الأجواء المواتية لإنجازها، وانتفاء صفة عدم وجود الشريك الفلسطيني الموحد في جهود التسوية للمرحلة المقبلة، في ظل انتقاد البعض لتأخير رفع الإجراءات المتخذة بحق قطاع غزة حتى الآن.

وقال إن "قطر دخلت، أيضاً، على خط المصالحة"، لافتاً إلى زيارة رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة مؤخراً للقطاع، من أجل التعرف على واقع حال الاتفاق عملياً، متوقعاً أن "تواجه اللجنة تعثراً خلال الفترة المقبلة، في ظل الأزمة الخليجية، بدون أن تترك الدوحة الملف الفلسطيني رغم مواجهتها لمنافس قوي".

وأشار، في هذا السياق، إلى "الدور الإماراتي الوازن في الملف الفلسطيني، والمرشح للتنامي خلال الفترة القادمة، بحيث يسهم في حل الكثير من الإشكاليات القائمة"، لافتاً إلى نجاح دولة الامارات في جهد لجنة التكافل الاجتماعي، كفاتحة تحقيق المصالحة الفلسطينية المجتمعية".

وقدّر بأن "تلعب كل من إيران وقطر دوراً في عرقلة الاتفاق المصالحة، عبر العودة مجدداً للمسار، والتي ستأخذ مسارات جديدة"، لافتاً إلى أن "لقطر حضور قوي وتيارات نافذة داخل "حماس" وتغلغل فاعل في الجهاز المدني في قطاع غزة".

فيما إيران ستقوم بإعادة تدوير دورها وتوظيفه بما يخدم مصالحها، بحيث ليس مستغرباً أن تستقبل طهران وفود من "حماس" بكثرة في الفترة المقبلة، ومن بينهم هنية، لتأكيد حضورها في المشهد مع زيادة دعمها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد