"السويدية" قرية أصحاب الكهف في غزة!

"السويدية" قرية أصحاب الكهف في غزة!

غزة /سوا/فاتن محمد عيسى/على مشارف ساحل البحر المتوسط، وملاصَقةً للحدود المصرية الفلسطينية، تقع قريةٌ تُعرف بـ"القرية السويدية"، يعيش سكانها ظروفًا معيشية صعبة ومعقدة، نظرا لبعدها عن المناطق الحيوية.

القرية أُنشأت عقب تهجير الفلسطينيين من ديارهم عام 1948، ويسكُنها قُرابة 1200 مواطن في 60 منزل متواضعٍ، وكأنهم يعيشون في عالم مُختلف، بعيدين كل البعد عن الحياة الطبيعية للسكان.

وتعود أسباب تسمية "القرية السويدية" الى ستينات القرن الماضي، بعد أن سقطت البيوت المصنوعة من الطين على رؤوس ساكنيها، حيث قام وفد من المواطنين السويديين خلال زيارته للقرية بتوفير مبلغ مالي لإعادة بنائها.

مختار القرية السويدية "كمال أبو عودة"، يقول: "في عام 1965 تم بناء ما يقرب من 47 منزلاً من القرميد بالقرية، وبعد ذلك تم توفير بعض من مواد البناء للسُكان ليستطيعوا  بناء عدد بسيط من المنازل التي وصل عددها إلى 60 منزلًا، يسكنها من هاجر ولجأ للبحر عام 1948، من مدن مختلفة، منها بربرة وأسدود وحمامة".

وخلال جولتنا داخل أزقة القرية، صادفت سيدة من سكان القرية تُدعى أمل وهي تحمل بين يديها صندوقا فارغاً، بعدما أفرغت السمك الذي تم بعيه في السوق، ووجهها محمّلٌ بالضحكاتِ أحيانًا، والآهاتِ أحياناً أخرى.

وتساعد أمل زوجها في كسب قوتهما، لإطعام عائلتهما المكونة من 18 فردًا، أملاً في صنع حياة لهم رغم مرارة الواقع الصعب في هذا المكان.

القرية تعتمد على الصيد البحري

غالبية سُكان القرية يعتمدون على توفير لقمة العيش من خلال عملهم في مهنة الصيد، ولكنهم رغم ذلك يعيشون في قلقٍ مُستمر، نتيجة التضييقات التي يمارسها الاحتلال عليهم، كاعتقال بعضهم، وتدمير قواربهم، ومصادرة معداتهم وشباكهم بشكل منتظم، فضلاً عن عدم السماح لهم بتجاوز أكثر من ستة أميال بحرية.

السيدة فوزية تصف صعوبة الأوضاع المعيشية في القرية، فتقول: "منزلنا بات ضيقًا لا يتسع لأفراد عائلتنا، ولكننا نخشى من بناء طابق إضافي خوفًا من التهديد المستمر بجرف القرية وتحويلها لمنطقة سياحية".

وتضيف: "قريتنا لا تتوفر فيها أبسط إمكانيات العيش، حيث نعاني من سوء خدمات الصرف الصحي الذي أدى إلى انتشار الأمراض بين الأطفال، كما أن هناك منازل لا تصلح للعيش فيها، والمباني مهددة بالانهيار والسقوط، لسنوات طويلة كانت المنازل وما تزال عرضة للغرق من مياه الأمطار".

وتعاني القرية من عدم توفر المرافق الطبية، فيما يعتمد سكان القرية بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، ومعونات الشؤون الاجتماعية.

وقالت بلدية رفح إنها ساعدت على وصول المياه العذبة لسُكان القرية، وفيما تعمل مع لجنة الحي على مساعدة السكان في تحسين ظروف سكنهم وخدماتهم.

وأوضح رئيس بلدية رفح صبحي رضوان، أن القرية بحاجة إلى حل وإعادة ترتيب وإسكان بما يتلاءم مع متطلبات الحياة الإنسانية, مشيرا الى أنها منطقة حدودية ومن الصعب إنشاء منازل جديدة فيها.

وأضاف رضوان لـ "سوا"، أن هناك رؤية بعيدة المدى بتوفير مساكن بديلة  لأهالي القرية  السويدية على أن تكون المساكن في حي تل السلطان غرب مدينة رفح ، نظرا لحيوية المنطقة وقربها من الأماكن الحيوية كالمدارس والمستشفيات وغيرها.
وتابع: "القرية مكانها غير مناسب, لأن مياه الصرف الصحي التي تصب في البحر تؤثر سلبا على القرية وأنها منطقة منخفضة وتعمل البلدية على توفير عمل محطة ضخ لدفع تلك المياه".

 

 

 

 

ويأمل سكان القرية أن تتم المصالحة الوطنية في أقرب وقت، والتي يعتقدون بأنها ستكون في صالحهم لإصلاح الأوضاع المعيشية في القرية، مطالبين البلدية والجهات المُختصة بالتركيز على معالجة مشاكلهم والتخفيف من صعوبة حياتهم.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد