دحلان: مستعد للمصالحة مع الرئيس عباس لتوحيد حركة فتح
غزة /رويترز / نضال المغربي/ قال النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان ، إن اتفاق سلام يحقق حل الدولتين مع إسرائيل "صار مستحيلا"، وإن علاج جراح "الحرب الأهلية" التي قسمت الفلسطينيين يمثل أولوية الآن.
وقال دحلان لوكالة "رويترز" بعد أن عقدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية أول اجتماع لها في القطاع منذ ثلاث سنوات إن ”الوضع الفلسطيني الداخلي الآن أهم وأقدس وأجدى مما يسمى مفاوضات“.
وتحدث دحلان (56 عاما)، وهو مفاوض سابق مع إسرائيل يجيد اللغة العبرية ومولود في مخيم للاجئين، عن الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة و القدس الشرقية، وهما المنطقتان اللتان احتلتا في حرب يونيو حزيران 1967 واللتان يطالب الفلسطينيون بأن تصبحا بجانب غزة ضمن دولة فلسطينية في المستقبل.
وقال : "هناك تهويد شامل للضفة الغربية وليس فقط للقدس وأصبح من المستحيل تنفيذ حل الدولتين... وبالتالي لا يوجد أفق سياسي“.
وأقامت إسرائيل نحو 120 مستوطنة في الضفة الغربية يقيم فيها نحو 350 ألف مستوطن بالإضافة إلى 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية وسط 2.6 مليون فلسطيني.
مصر و حماس
تحسنت العلاقات يوم الاثنين عندما سلمت حركة حماس إدارة غزة لحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية. وعلى الرغم من أن حماس وافقت على تسليم القطاع منذ ثلاث سنوات فإن قرار تطبيق الاتفاق يعد تغييرا كبيرا من جانب الحركة التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية رئيسية منظمة إرهابية، وفقا لرويترز.
ويقول مسؤولون على الجانبين الفلسطينيين وفي دول عربية إن دحلان الذي يقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ 2011 يقف وراء تدفق مالي لدعم غزة وانفراجة بين حماس ودول عربية بينها مصر التي دفعت الحركة لحل اللجنة الإدارية التي كانت حكومة ظل في القطاع الشهر الماضي.
وقال دحلان من أبوظبي في المقابلة التي أجريت بالهاتف ”هذا شرف لنا أننا... نجحنا في أن تكون هناك هذه التفاهمات بين حركة حماس ومصر“.
وأضاف دحلان الذي كان في السابق رئيسا لجهاز الأمن الوقائي في غزة إنه لزم الصمت خلال جهود الوساطة لكنه قرر أن يتكلم بعد أن أتت ثمارها الآن.
وتابع إن مصر، التي اتهمت حماس بمساعدة إسلاميين متشددين ينشطون في شبه جزيرة سيناء عبر الحدود، عقدت اجتماعات مع مسؤولين كبار في الحركة التي تنفي مساعدة المتشددين.
واتفق الجانبان على تعزيز الأمن على طول الحدود ومنع المتشددين من عبورها.
وقال دحلان ”بدون مصالحة مع حماس وتفهم حماس لمطالب الأمن القومي المصري لن تكون هناك مصالحة (فلسطينية) جادة ولن يلعب أحد دورا فعالا غير مصر“.
وتستضيف القاهرة مسؤولين من حماس و فتح يوم الثلاثاء المقبل لإجراء مزيد من المحادثات حول تقاسم السلطة وإجراء الانتخابات التي طال تأجيلها بسبب النزاع الداخلي.
وظهرت علامة أولى على الاستياء عندما انتقدت حماس قرار الرئيس عباس انتظار نتائج المحادثات قبل رفع العقوبات التي فرضها في الفترة الماضية على غزة، بحسب رويترز.
* ”الأمور الخيرة قادمة في الطريق“
وفي المقابلة، دعا دحلان حماس إلى ”مزيد من الصبر لأن كل الأمور الخيرة قادمة في الطريق“ بفضل الوساطة المصرية.
ورفض فكرة أن مصر تسعى مع السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى المصالحة الفلسطينية كجزء من حملة أمريكية أوسع تبادر بها الولايات المتحدة من أجل اتفاق سلام إقليمي مع إسرائيل.
وقال : ”الفرص أمام ما أطلق عليه قضية القرن أو صفقة القرن هو صفر لأن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا يريد سلاما وفرض أمرا واقعا من المستوطنات في الضفة والقدس. هناك 700 ألف مستوطن في الضفة والقدس (وهذا) فرض أمرا واقعا لا يطبق معه حل الدولتين“.
وحذر نتنياهو الفلسطينيين يوم الثلاثاء مما وصفه بالمصالحات الوهمية التي تحتفظ حماس في ظلها بذراعها العسكرية في غزة التي بها مئات الصواريخ.
وأسس دحلان (تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح) في الآونة الأخيرة ليتحدى الرئيس عباس الذي دخل عامه الثاني عشر في الفترة الرئاسية التي مدتها الرسمية أربع سنوات، وفقا لرويترز.
"مستعد للمصالحة مع عباس"
وقال إنه مستعد للمصالحة مع الزعيم الفلسطيني محمود عباس الذي يبلغ من العمر 82 عاما لتوحيد حركة فتح رغم حديثه عن ارتكابه "جرائم وأخطاء“، مضيفا : ”الكرة في ملعب أبو مازن ووقتما يريد نحن جاهزون“.
وقال دحلان إن علاقاته القوية مع الإمارات العربية المتحدة ساعدته في جمع مساعدات بلغت مئات الملايين من الدولارات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في السنوات العشر الماضية.
وأظهر استطلاع أخير أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية الذي يتخذ من الضفة الغربية مقرا له أن مؤيدي حركة فتح في غزة يحولون ولاءهم إلى دحلان. وارتفعت شعبيته في غزة في الأشهر التسعة الماضية من تسعة في المئة إلى 23 في المئة.
وقال دحلان إنه ليس ”مهووسا“ باستطلاعات الرأي وإن قراره الترشح للرئاسة الفلسطينية سينتظر إلى أن يحدد تاريخ الانتخابات.