الكشف عن "مبادرة" أميركية لاستئناف عملية السلام

292-TRIAL- رام الله / سوا / كشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن أن إدارة الرئيس باراك أوباما تُعِدّ مبادرة لإعادة إطلاق العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنها تدرس للمرة الأولى الامتناع عن استخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى مجلس الأمن في شأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني محدد.
وقالت المصادر لصحيفة الحياة اللندنية إن المبادرة التي تُعَدّ في وزارة الخارجية، ستُطرح رسمياً نهاية السنة أو مطلع العام المقبل، وتُعرض إما بقرار يصدره مجلس الأمن، وإما بمبادرة يطرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري على الجانبين. وأشارت إلى أن خبراء الوزارة يدرسون المبادرات السابقة، ومنها «كلينتون باروميتر»، و «مبادرة جنيف» وغيرهما، ويحاولون تفادي المشاكل التي فجّرت المفاوضات السابقة.
وأوضحت أن الجانب الأميركي تلقى في وقت سابق وعداً من الجانب الفلسطيني بتأجيل تقديم مشروع القرار الفلسطيني إلى مجلس الأمن إلى ما بعد الانتخابات النصفية للكونغرس، لتجنيب إدارة أوباما حرج استخدام «الفيتو» أو عدم استخدامه في فترة حساسة أميركياً.
وكشفت عن أن الإدارة تدرس للمرة الأولى عدم استخدام «الفيتو» لإحباط مشروع القرار الفلسطيني، وعزت ذلك إلى عامليْن: الأول هو عدم رضا واشنطن عن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومواقفه، والثاني أن مشروع القرار الفلسطيني استخدم لغة معتدلة تتناسب مع الموقف الأميركي.
ولفتت إلى أن الإدارة غاضبة جداً من نتانياهو بسبب تعمّده تحدي كل خطوة سياسية أقدمت عليها، واستخدامه تعبيرات غير لائقة في اللقاءات الخاصة، منها قوله إنه أحبط مساعي أوباما وأفشله، وإنه سيحكم أميركا من خلال الكونغرس بعد الانتخابات. وذكرت أن العلاقات الرسمية الأميركية- الإسرائيلية باتت في أسوأ مراحلها في تاريخ العلاقة بين الجانبين.
وسيتوجه كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات على رأس وفد فلسطيني إلى واشنطن اليوم للقاء كيري غداً. وصرحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، بأن كيري سيستقبل الوفد لإجراء محادثات تتناول «طريقة المضي قدماً» في عملية السلام المعطلة، وكذلك الوضع في غزة ، وسبل خفض التوتر في القدس .
وحمّل عريقات أمس الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المتردية وانهيار عملية السلام نتيجة استمرار النشاطات الاستيطانية وفرض الحقائق على الأرض، خصوصاً في مدينة القدس المحتلة، والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، وتهجير السكان والاستيلاء على بيوت المقدسيين كما حدث في بلدة سلوان أخيراً، إضافة إلى مصادرة الأراضي وهدم البيوت واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى».
وأضاف عريقات عقب لقائه المدير العام لوزارة الخارجية الفرنسية للشؤون السياسية والأمنية نيكولاس ريفري، أن الحكومة الإسرائيلية تسعى جاهدة إلى تدمير خيار الدولتين وفرض نظام الفصل العنصري القائم فعلياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ودعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، معتبراً قرار السويد الاعتراف بفلسطين «نقطة ارتكاز في الأخلاق واحترام القانون الدولي، وعلى كل من يقول إنه يؤيد خيار الدولتين أن يعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة». 12
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد