كيف ستبحر الفصائل في غزة بسفينة الحكومة إلى بر الأمان ؟
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ رغم إعلان حكومة الوفاق الوطني، عقد اجتماعها الاثنين المقبل في غزة؛ كنتيجة لاستجابة حركة ( حماس ) لمطلب الرئيس محمود عباس بحل اللجنة الإدارية، وتأكيد جاهزيتها لتمكينها في القطاع؛ للمضي قدمًا نحو إتمام المصالحة؛ إلا أن ذلك لا يعف الفصائل من بذل جهود مضاعفة لترسيخ التفاهمات.
وسيشرف وفدٌ مصريٌ على تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها "مؤخرًا" بالقاهرة بين حركني ( فتح وحماس)، إذ يتوقع وصوله إلى القطاع قريبا.
وثمة عقبة لا يمكن إغفالها، قد أُزيحت عن طريق المصالحة، وهي "الفيتو الأمريكي الإسرائيلي" الذي لطالما وقف حاجبًا أمام تنفيذ اتفاقات سابقة، وذلك بحسب ما أُعلنه القيادي في (حماس) موسى أبو مرزوق، ما يجعل مهمة الفصائل أقل تعقيدًا وأكثر أهمية في ذات التوقيت.
احتضان الاتفاق وتذليل العقبات
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت أن دور الفصائل سيتمثل في احتضان الاتفاق وتحويله من ثنائي إلى وطني، وكذلك المساهمة في تذليل ومحاصرة أي عقبات قد تنشأ في سبيل ذلك.
وقال عضو المكتب السياسي بالجبهة كايد الغول : "نمتلك فرصة، لن تتكرر"، مشيرًا إلى أن نجاحها يعتمد على العامل الداخلي، "خاصة بعد رفع الفيتو".
وأكد الغول لـ"سوا" ضرورة أن تعمل الفصائل على معالجة كل الملفات بمضمون وطني، وتمنع تقاسم النظام السياسي بين فصيلين، أو فرض أي منهما رأيه على الآخر بعيدًا عن الشراكة؛ "لأن ذلك ربما يولد أزمات إضافية".
وأبدى تفاؤله مما سمعه من (حماس) خلال لقاءها الأخير مع الفصائل، داعيا الحكومة و (فتح)، للانطلاق من أن هذه الخطوة بمضمونها لا تستهدف إقصاء حماس أو أي كان، إنما البحث عن الشراكة؛ لتوفير عوامل الصمود لشعبنا وإعادة بناء مؤسسات النظام السياسي بكل مكوناته بأساس ديمقراطي.
وعن الخطوات المقبلة، بين الغول أنه بعد تسلم الحكومة لمهامها "ربما بأسبوع" ستجري لقاءات ثنائية بالقاهرة، ثم يليها اجتماعا للفصائل بذات المكان، مؤكدًا جاهزية الجبهة للمساهمة بفاعلية في الاجتماع؛ من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة وتنفيذ اتفاق عام 2011 كاملا، وتهيئة المناخ لعقد مجلس وطني توحيدي، وإنهاء الانقسام للأبد.
الشراكة والضغط الشعبي
واتفق عضو المكتب السياسي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة مع الغول، بقدرة الفصائل على تشكيل سياسة وطنية تحمي التفاهمات والاتفاق على "قاعدة الشراكة" في كل آليات التطبيق.
وأشار أبو ظريفة إلى ضرورة أن تقدم الفصائل الرؤى والاقتراحات التي تسهل من تجاوز أي عقبة، في طريق تطبيق التفاهمات، والدعوة لحوار وطني شامل للوصول إلى حكومة وحدة.
وشدد خلال حديثه لـ"سوا" على ضرورة عقد لقاءات دائمة لتحديد الملفات التي يمكن إحداث اختراق جدي فيها؛ من أجل الانتقال لغيرها، داعياً إلى "مجابهة" المناكفات والتصريحات، وإلى عدم البدء في "الملفات المعقدة".
وأكد ضرورة الضغط الشعبي من خلال المسيرات والاعتصامات والندوات؛ لرفع الصوت عالياً لإتمام المصالحة.
الجهود ستستمر
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أنها ستستمر خلال المرحلة المقبلة، ببذل جهودها مع حركتي فتح وحماس والفصائل كافة، وكذلك مع الجانب المصري؛ للئم الصف الفلسطيني والوصول إلى توافق، يحمي شعبنا ويحفظ قوة الجبهة الداخلية؛ لتحصين المشروع الوطني والوقوف بوجه التحديات.
وقال عضو المكتب السياسي بالحركة نافذ عزام لـ"سوا" إنه من الصعب تخمين النتائج بهذه المرحلة، آملا أن تكون هناك جهود صادقة من أجل الالتقاء على "الأهداف والقضايا الكبيرة".
وأشار عزام إلى أنه "يفترض" أن تلغي الحكومة "العقوبات" التي فرضتها على غزة؛ حتى تتوافر الأجوار الإيجابية لنقاش بقية الملفات العالقة، مؤكدًا أهمية ما سيحدث في الأيام القادمة.
ثلاث إرادات والضامن مصر
من جهته، أكد حزب الشعب، توافر إرادة ورغبة فلسطينية وإقليمية ودولية؛ لإنهاء الانقسام.
وأوضح عضو المكتب السياسي بالحزب وليد العوض لـ"سوا" الإرادة الداخلية تهدف إلى غلق الجرح الذي أثر على مكانة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب جهدًا فصائليا وحاضنة شعبية ورقابة تسير بحكمة وشجاعة "دون رفع من سقف التوقعات أو خفضها".
وألمح إلى أن مصر انتقلت من دور "راعي" ملف المصالحة إلى "الضامن" لتنفيذ الاتفاقات، مؤكدا أن هذا التحول يؤكد وجود إرادة إقليمية لإنهاء الانقسام.
واستند في حديثه حول الإرادة الدولية، إلى استعداد الأمم المتحدة وفقا لما تحدث به منسق عملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف خلال لقاءه بالفصائل في غزة الاثنين الماضي، حول إنشاء صندوق خاص لمعالجة أزمات القطاع.
وقال العوض : "قطار المصالحة تم وضعه على سكة الانطلاق، لكن قوة الدفع ما زالت غير كافية، وتتطلب الدخول إلى ميدان الاختبار العملي والذي سيبدأ الاثنين المقبل مع قدوم الحكومة".
وشدد على أن حزبه سيعمل برفقة الفصائل على إزالة كل العراقيل أمام تمكين الحكومة.