تجارة الذهب.. حركة ضعيفة للبيع والشراء بقطاع غزة

تجارة الذهب

غزة / سوا /  وفاء أبو خصيوان/ تتزين أسواق الذهب في قطاع غزة بشتى أنواع المجوهرات ، وسط تراجع ملحوظ على تلك التجارة الهامة، في ظل تدهور الاقتصاد الغزي.

في منتصف النهار تجد بعض الأشخاص يتجولون في أشهر أسواق الذهب بغزة، الذي يحتوي على محلات صغيرة تعرض بداخلها شتى أنواع الذهب، وأصحابها يقفون على أبواب محلاتهم متمسكين بأي شخص يدخل إلى زقاق السوق، عله يستطيع إقناعه بعرض مجوهراته في محاولة منه لبيعها.

ووفق تجار الذهب بغزة، فإن عام 2017 شهد إقبال الناس على شراء  الذهب المحلي فقط، على اعتبار انه لا يفقد قيمته الشرائية عند بيعه.

داخل إحدى محلات الذهب بمدينة غزة ؛ تجلس السيدة أم محمد وبجانبها أخواتها؛ يُمسكن بأساور ذهب، ويبحثن عن قطعة من الذهب على أن تكون مناسبة لطلبهن وفق ما هو متوفر من نقود تم رصدها مسبقا في إطار ادخار المال في شراء قطع ذهبية نظرا لمناسبة أسعارها وتوفرها.

وتقول أم محمد لوكالة "سوا" الإخبارية: "القطع الذهبية جميلة وجميع الأوزان متوفرة ومناسبة، والأهم أن النوع الذي لا يفقد قيمته عند بيعه في المستقبل هو متوفر في جميع المحلات وبجميع الأنواع"، مشيرة إلى أن المبلغ الذي تنوي شراء الذهب به عبارة عن "عيدية عيد الأضحى المبارك".

أما الفتاة ريم هاني، المقبلة على الزواج بعد أسابيع، فقد توجهت لسوق الذهب مع والديها وحماتها لشراء الذهب استعدادا للزفاف، وترغب باقتناء الذهب (المحجر) كما تحلم، إلا أن الظروف الصعبة في قطاع غزة لم تشجعها لشرائه نظرا لتوقعها بإعادة بيعه بعد مدة قصيرة.

الفتاة ريم (20 عاما) أوضحت لـ "سوا"، أنها اضطرت لشراء قطع ذهبية بقيمة 1500 دينار أردني من قيمة مهرها الذي لا يتجاوز 3 ألاف دينار.

 

 

ويؤكد ياسر حبوب احد تجار الذهب بغزة أن عام 2017 يعتبر من أسوء الأعوام التي مرت على سوق الذهب"، مرجعا السبب إلى الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 10 أعوام، وإغلاق المعابر وعدم وجود سيولة مالية في الأسواق.

وأضاف حبوب الذي يعمل في تجارة الذهب منذ 35 عاما، أن الحلقة الاقتصادية أصبحت ضيقة جدا، وأن الإقبال على شراء الذهب في هذه الفترة "للشكل فقط"، ولا تعطي اهتماما للنوع أو الجودة، بقدر اهتمام المشترين بعدم خسارته مستقبلا عند البيع.

ويأمل تجار الذهب أن ت فتح المعابر وتتوفر الفرص للخريجين وان يتقاضي الموظفين رواتبهم كاملة وتتوفر المواد الخام ليعمل على إنعاش السوق وتزداد حركة بيع شراء الذهب والمجوهرات.

 

 

من جهته، قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، إن أسواق الذهب في قطاع غزة تشهد حالة من الركود الحاد الذي لم يسبق لها مثيل خلال العقود السابقة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع بسبب الحصار المفروض من أكثر من 10 سنوات.

وحسب الطباع، فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل في غزة 216 ألف شخص، بينما تجاوزت معدلات الفقر 65%، معتبرا أن ذلك أدى إلى ضعف في القدرة الشرائية لدى المواطنين وتوجه الناس لتلبية احتياجاتهم الأساسية وعزوف العديد عن شراء الذهب.

وأكد الخبير الاقتصادي لـ "سوا"، أن ارتفاع أسعار الذهب عالمياً لا يناسب الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، مما اثر على الحياة المعيشية واندثار لبعض العادات المتعارف عليها من تبادل للهدايا الثمينة مثل القطع الذهبية.

وبات الغزيون يستبدلون المجوهرات بالذهب الصيني الذي أصبح يلقى رواجاً كبيراً في القطاع خلال السنوات الأخيرة، لتجهيز العرائس في إطار إرضاء المجتمع والحفاظ على بعض العادات المتوارثة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد