"براغماتية" قيادة حماس الجديدة.. هل أسهمت في انجاز المصالحة؟
غزة / خاص سوا /سامح أحمد/ في ضوء الاختراقات الإيجابية التي شهدها ملف المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية "مؤخرًا"، إبان توجه قيادات حركة ( حماس ) في الداخل والخارج إلى القاهرة، يبدو أن المعطيات كافة تعكس وجود تغيرات جوهرية على المستوى الداخلي والخارجي للحركة.
محللون فلسطينيون أجمعوا في أحاديث منفصلة لوكالة "سوا" الإخبارية، على أن الحسابات والمتغيرات الإقليمية لعبت دورا بارزا في إنضاج الفكر السياسي لدى قيادة (حماس) الجديدة الذي دفعها باتجاه المصالحة.
الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، يرى أن الأمر متعلق بمتغيرات داخلية تتجاوب مع أخرى إقليمية ودولية، موضحًا أن ما يتعلق بالداخل يتمثل بإصدار الحركة وثيقتها الجديدة وما أبدته من عملية مراجعة ومرونة في التعاطي سياسيًا.
وقال حبيب : "بالرغم من أن حماس حركة مركزية، إلا أن الأفراد يلعبون دورًا هامًا في صياغة واتخاذ القرار"، مؤكدًا اعتقاده بوجود "توجهات جديدة لهذه القيادة".
وطرأ تحسنًا ملحوظًا على علاقة القاهرة وحركة (حماس) مؤخرًا، الأمر الذي يؤكده اللقاءات المتعاقبة التي جرت بين الطرفين، وما نتج عنها من تفاهمات، يجري تطبيق بعضها حاليًا على أرض الواقع، كإجراءات ضبط الحدود.
ونوه حبيب إلى أن هناك "ما يتطلب تغيرات على الخريطة السياسية الفلسطينية، بعد وصول ترامب إلى سدة الحكم، وإشارته المتكررة إلى عمل اختراق على الملف الفلسطيني الإسرائيلي".
واعتبر أن تصريح حماس على لسان عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق حول إلغاء الفيتو الأمريكي على المصالحة "هو جوهر المتغيرات الأساسية في التفاهمات التي جرت مؤخرًا".
من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة، أن وجود يحيى السنوار على رأس قيادة حركة حماس في غزة، "له تأثيرًا ايجابيًا على المصالحة".
وأشار إلى أن "ثلاث أسباب دفعت حماس للمصالحة"، موضحًا أنها تتمثل في "الظروف غير الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، خاصة بعد اجراءات الرئيس التي أثرت على مواردها سلبًا".
وأضاف أن السبب الآخر هو "إدراك حماس بوجود حالة عدم استقرار وضجر شعبي؛ إثر الظروف والأوضاع السيئة، إلى جانب الضغط المصري عليها بحل اللجنة الإدارية".
وتابع أبو سعدة : "حماس تناور من أجل البقاء ومصالحها في الساحة السياسية؛ لأنه بدون ذلك، قد تكون الأمور أكثر سوءًا".
واعتبر أن حماس بحلها اللجنة الإدارية "قدمت عربون صداقة لمصر، وتحسن في العلاقات، ووضعت الكرة في ملعب الرئيس عباس وفتح"، مردفًا : "كأنها تقول إن المشكلة ليست لدينا بل لدى الرئيس".
وأعلنت حركة (حماس) الأحد الماضي، عن حل اللجنة الإدارية في غزة، ودعت حكومة الوفاق للقدوم إلى القطاع والقيام بواجباتها فوراً، فيما رحبت (فتح) بالقرار، معتبرة أنه "مدخلا إيجابياً للمصالحة".
وأرجع أبو سعدة إمكانية نجاح المصالحة هذه المرة إلى "عدم وجود رفض أمريكي إسرائيلي"، قائلًا : "إسرائيل ليست معنية بأزمة إنسانية في غزة (..) ربما تكون المصالحة تمهيدًا لتطبيق صفقة القرن ".
واعتقد ان "حماس أدركت أن البوابة المصرية هي المخرج للأزمات الإنسانية وكذلك للبوابة الإقليمية والدولة، خاصة بعد الأزمة التي تعرضت لها قطر في الفترة الأخيرة".
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، أن فتح وحماس في مأزق، "فلا يوجد عملية ومشروع سياسي لدى الأولى، فيما زادت الأوضاع سوءًا بغزة بعد حكم الأخيرة".
وقال: "التغيرات الإقليمية وعودة مصر للعب دور محوري ومركزي، يتشكل في الأمر الأمني وحماية حدود سيناء، وتخفيف حدة الأزمة في القطاع.
واتفق حرب مع المحلل السياسي حبيب حول شخصية السنوار قائلاَ: " لا يوجد علاقة عدائية بينه وبين السلطة الفلسطينية كونه أسير محرر، وطبيعة شخصيته البرغماتية ومنصبه يخوله بأخذ قرارات جريئة".
وترغب مصر التي ترى أن الوحدة مهمة، لتلعب دورًا إقليميًا سياسيًا، حال طرحت أمريكا مبادرة لعودة العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحسب المحلل حرب.
ورهن حرب نجاح الجهود في إتمام المصالحة بضرورة توافر الإرادة الداخلية لدى حركتي فتح وحماس، لتكون عاملًا أساسيًا قبل الحديث عن رفع الفيتو الأمريكي.