الخبر الأول: تقع جزيرة روزفلت في مدينة نيويورك، وهي جزيرة طولها ميلان، وعرضها أقل من نصف كيلو متر، اقتسمتْ هذه الجزيرةَ جامعتان، الأولى جامعة، كورنل الأميركية، والثانية معهد، التخنيون في حيفا.
تختصُّ الجامعتان بالأبحاث العلمية في مجالات الهندسة، والتكنولوجيا، بالإضافة إلى منح شهادات الماجستير والدكتوراه، بدأت الفكرة العام 2010، وتحققت العام 2017.
أما الخبر الثاني، فهو خبرٌ اعتدنا أن نسمعه منذ شهور عديدة، وهو ملف فساد نتنياهو الأول، رقم 1000، ملف الهدايا التي قدَّمها رجل الأعمال الإسرائيلي، أرنون ملتشن.
أرنون ملتشن، شخصية إسرائيلية استخبارية، اكتشفها، رئيس دولة إسرائيل الراحل، شمعون بيرس، وهو من جواسيس، مفاعل ديمونا النووي.
اعترف قائلا: «استخدمتُ كفاءتي الإعلامية في تجميل صورة النظام العنصري في جنوب إفريقيا، في سبعينيات القرن الماضي لغرض الحصول على معدن اليورانيوم الضروري للمفاعل النووي في ديمونا!!»
هذا الجاسوس، ليس مليونيرا عاديا، بل إنه يدير ثلاثين شركة في سبع عشرة دولة، كلها مملوكة لإسرائيل، منها شركتان مؤثرتان في أكبر مراكز الإنتاج الإعلامي في العالم (هوليود)، هيلي تريدنغ، والثانية، ملتشن برذرز.
ملتشن، من أكبر منتجي الأفلام الوثائقية لتجميل صورة إسرائيل في العالم، انطلاقا من امبراطورية هوليود!
ليس غريبا أن تُدرك إسرائيل أهمية امبراطورية (هوليود) الفنية في بدايات تأسيسها، ففي هوليود كنيسٌ يهودي كبير يستقطب الفنانين، والمستثمرين، تعود جذوره إلى سنواتٍ طويلة، يقوده اليوم الحاخام (الفنان) جون روسوف!
نجحتْ إسرائيل، بخاصةٍ بعد حرب العام 1967 في التغلغل في نسيج هوليود، أدخلتْ رأس المال ليقوم بالمهمة، أنتجت أفلاما وثائقية عن إسرائيل، فيلم شمشون، داود، حائط المبكى، ميونخ، تحيا أورشليم، وفيلم (البرعم) الذي يعرض جهاز الموساد كسوبر مان العالم!
كشفتْ وثائقُ، ويكي ليكس، التعاونَ الوثيق بين اللوبي الفني الإسرائيلي في هوليود، وبين شركة (سوني) لتجميل صورة إسرائيل عقب حرب، الجرف الصامد على قطاع غزة 2014، وفي المقابل، تشويه صورة (العربي الإرهابي) ما دفع ممثلين عالميين إلى إصدار بيان شديد اللهجة، أثناء مجزرة غزة، يشجب إرهاب صواريخ غزة فقط، ولا يشجب القتل والدمار!
دبلوماسيو إسرائيل، كما حاخاماتهم، لهم نشاطٌ فنيٌ أيضا، سيقوم القنصل العام الإسرائيلي في كاليفورنيا، في بداية الشهر القادم، باستضافة مائة شخصية فنية من عشرين دولة، في تل أبيب، وذلك لمناقشة طُرُق إنتاج أفلام تلفزيونية وثائقية، وفيديوهات درامية باللغة الإنجليزية.
الخبران السابقان يُشيران إلى مجالين من أكبر مجالات التنافس على الريادة في الألفية الثالثة، الأول، مجال البحث العلمي والتكنولوجي، والثاني، مجال الإعلام والفن، والدعاية، والتسويق.

أخيراً:
لن أسألكم عن معظم (دفيئات) جامعات العرب ومعاهدهم، المشغولة فقط، بمنح شهادات (هرمونية) مُغرِّرة، غايتُها تفريخ الموظفين الحكوميين.
لن أطلب منكم لوم (لوبيات) السلك الدبلوماسي العربي، المشغولة بحبك الدسائس بين الأهل، أكثر من انشغالها بكسب الرأي العام في العالم، بواسطة الفنون!
لن أسألكم عن (براويز) وزارات الإعلام العربية المشغولة بتجميل صورة الحاكم والرئيس، والحزب الغالب.
أيضا، لن أسأل عن (إرهابيي) فتاوى تحريم الفنون، والتشكيك في عقيدة سَدَنَتِهَا، وموزعيها، ومنتجيها، ومخرجيها، ومطاردتهم، حتى القتل!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد