كاتب اسرائيلي: شروط المصالحة الحقيقة بين"فتح وحماس" لم تنضج بعد
القدس / سوا / ادعى الكاتب الاسرائيلي عوديد غرانوت ان شروط المصالحة الحقيقة بين حركتي ( فتح و حماس ) في غزة و رام الله لم تنضج بعد ولا تزال بعيدة.
وقال في مقال له نشره بصحيفة يسرائيل هيوم الصادرة اليوم الاثنين ان حركة حماس تعتقد ان الرئيس عباس زعيم غير شرعي ولم يرشح نفسه للانتخابات مجدداً ويقود سياسة غير شرعية في التعاون والتنسيق الامني مع اسرائيل.
وأشار الى ان حركة (فتح) تفهم ان (حماس) لا تنوى التخلي عن سيطرتها على قطاع غزة ونقلها الى أبو مازن ، بل تريد أيضا السيطرة على الضفة الغربية استبدال أبو مازن باسماعيل هنية.
وأوضح الكاتب الاسرائيلي ان هذا هو السبب في ان جميع جهود الوساطة والمصالحة بين (فتح وحماس) على مدى العقد الماضي لم تنجح او انهارت في وقت قصير .
وزعم ان مهمة الرئيس عباس الفورية هي ايجاد طريقة لرفض اقتراح (حماس) الجديد دون ان يظهر كرافض.
وبين غرانوت ان رسائل المصالحة التي وجهتها حماس، أمس، إلى أبو مازن، ايقظت الامل الكبير لدى سكان قطاع غزة، إلى جانب الشكوك المفهومة لدى صناع القرار في رام الله.
وقال ان حماس اقترحت صفقة بسيطة: نحن نقوم بحل اللجنة التي أنشأناها لإدارة القطاع بشكل مستقل، ونسمح للوزراء من رام الله بالحضور إلى غزة لتحريك حكومة الوحدة، وجنبا إلى جنب نمضي نحو الانتخابات العامة ، ويقوم الرئيس عباس فوراً بإلغاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على قطاع غزة وتجدد دفع الرواتب والوقود وكل شيء آخر.
وأشار الكاتب الاسرائيلي ان الجميع يعلم ان هذا الاقتراح لم يتولد نتيجة مودة كبيرة لأبو مازن، وانما بسبب الضغط الشديد الذي يمارسه الجانب المصري على وفد (حماس) المتواجد حاليا في القاهرة.
وأضاف:" منذ اللحظة التي توقف فيها تدفق الأموال القطرية إلى قطاع غزة تماما، ازدادت الضغوط المصرية على حماس: هل تريدون فتح معبر رفح ؟ تريدون السلع والوقود؟ ارجعوا للعمل مجددا مع أبو مازن.
وأوضح غرانوت ان الرئيس عباس يفهم جيداً ، فإذا رفض اليد الممددة ظاهراً ، فإنه سيبدو على الفور وكأنه يدير ظهره لفكرة الوحدة ويزيد من إفساد علاقاته مع المصريين، الذين يشتبه بهم وبحق، بأنهم يفضلون منافسه الفتحوي محمد دحلان ، ومن ناحية أخرى، إذا وافق على الطلب وأزال العقوبات المفروضة على حماس، فإنه سيبدو ضعيفا وشخصا تخلى عن الحصول على أي شيء في المقابل.
وبين ان موقف اسرائيل ازاء محاولات المصالحة الفلسطينية الداخلية مختلط ومنقسم ، من ناحية، تعتبر الفصل بين غزة ورام الله ملائما لها، بل إنه يعزز الادعاء بأن أبو مازن لا يمثل الشعب الفلسطيني بأكمله ، ومن ناحية أخرى، كيف يمكن للمرء أن يقاوم سيناريو، يتم فيه، في إطار "الوحدة الفلسطينية"، تسليم السيطرة على القطاع لقوات الأمن التابعة لأبي مازن ودفع حماس إلى الزاوية؟
وأضاف الكاتب الاسرائيلي:"بما أن هذا السيناريو يبدو خياليا في الوقت الراهن، وليس واقعيا حقا - لا حاجة إلى التسرع في اتخاذ القرارات ، سكان غزة، فقط، الذين لا يزالون يعتقدون أن المصالحة ستحسن اوضاعهم، قد يواجهون خيبة الأمل مرة أخرى".