محاولة اغتيال "غليك": هل ستصحي الضمير العربي وتكبح التطرف اليهودي؟
2014/10/30
239-TRIAL-
غزة / سوا/ عيسى محمد/ تحمل محاولة اغتيال المتطرف اليهودي يهودا غليك في طياتها وثناياها العديد من الرسائل للمسلمين واليهود على حد سواء ولكن يبقى من الذي سيستجيب بشكل أسرع لهذه الرسائل واذا كان الإسرائيليون هم الأقرب لالتقاط هذه الرسائل الا ان العملية أوصلت رسالة لا تقبل التأويل وهي ان الروح لا تزال تسري في عروق أهل المدينة على عكس ما يظن المتطرفون اليهود الذين يسابقون الزمن خلال الأسابيع الأخيرة في تدنيس المدينة ومقدساتها الإسلامية.
وشكلت محاولة اغتيال المتطرف غليك صاحب فكرة الاقتحامات المتكررة للأقصى فارقاً ومنعطفاً مهما في الصراع مع المتطرفين الذين يحشدون كل يهود العالم من اجل تحقيق أحلامهم الشيطانية في هدم الأقصى وإقامة معبدهم.
وأهم الرسائل التي تحملها هذه العملية النوعية هي ان سكان المدينة لا يزالوا أحياء لم يموتوا ولم يتنازلوا عن مدينتهم ولن يسمحوا باستمرار تدنيس المقدسات رغم صمت امة المليار عما يجري في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
والمؤكد هنا ان الإسرائيليين لن يتأخروا في فهم الرسائل من هذه العملية التي جاءت في وقت مناسب وحساس وتعاملوا حسب طريقتهم من خلال اغلاق المسجد الأقصى وقتل الأسير المحرر " معتز حجازي" الذي اتهمته بالوقوف وراء محاولة قتل المتطرف غليك والتنكيل بسكان المدينة في محاولة فاشلة لإخافتهم وردعهم عن القيام بعمليات مشابهة في المستقبل، وفي المقابل لا تزال ردة الفعل العربية وحتى الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة على ما يجري في القدس متواضعة ولا تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار والتهديد والتلويح وتنظيم المظاهرات.
وفاقت ردة الفعل الاسرائيلية على محاولة اغتيال المتطرف غليك المتطرف حيث تداعى كل رعاة التطرف في اسرائيل وتوجهوا الى مدينة القدس في محاولات استعراض للقوة والضغط على حكومتهم المتطرفة لتسريع تهويد المدينة وصولاً الى مبتغاهم في اقامة الهيكل المزعوم الذي شارك المتطرف غليك قبل محاولة الاغتيال بساعات معدودة في حفل في ما يسمى بـ"مركز تراث بيغين"، قال فيه إنه سيبقى هاتفه الخليوي مفتوحًا بانتظار تلقي نبأ المصادقة على إقامة الهيكل في الحرم المقدسي لكي يتوجه إلى هناك فورا.
وكان الحفل المشار إليه يتركز حول تكريس صلوات اليهود في الحرم المقدسي وجعلها أمرا طبيعيا. وأعرب غالبية جمهور المشاركين في الحفل عن تأييدهم لإزالة المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه.
ويحذر الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى من التداعيات الخطيرة للعملية سواء نفذها يهود او مسلمون سيما وان اسرائيل تعمل على استغلالها لصالحها على الصعيد المحلي والدولي والسماح للمتطرفين اليهود بتنفيذ كل ما يريدونه في المسجد الاقصى.
وتوقع عيسى خلال حديثه مع "سوا"ان تقدم اسرائيل على تقسيم المسجد الاقصى بداعي حماية اليهود كاستغلال للعملية، داعياً العرب الى التوحد لمواجهة هذا الخطر القادم والذي يهدد مدينة القدس برمتها.
ووصف رئيس حزب البيت اليهودي ووزير الاقتصاد الإسرائيلي "نفتالي بينت" محاولة تصفية الحاخام المتطرف "يهودا جليك"، بأنها "تجاوز لكل الخطوط الحمراء" على حد تعبيره.
وأضاف بينيت أن الأمن لا يتحقق بالتصريحات ولكن بالأفعال مطالباً رئيس وزراء الكيان " بنيامين نتنياهو " بإعادة القدس للسيادة الإسرائيلية وبشكل فوري. على حد زعمه.
واعتبر وزير الاوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس أن اغلاق الاقصى ما هو إلا مؤامرة جديدة لتقسيمه زمنياً ومكانياً، داعياً للانتباه بشكل واضح لهذه الخطوة الخطيرة التي تمس حق المسلمين الخالص في المسجد الأقصى سواء دينياً أو سياسياً أو قانونياً.
وقال ادعيس بأن عملية الاغلاق للمسجد الأقصى والتي جاءت تحت حجج واهية تعيد للأذهان الممارسات الصهيونية التي تمت بعد المجزرة المؤلمة التي حدثت في المسجد الإبراهيمي في العام 1994م وقررت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقسيمه زمانياً ومكانياً.
أما وزير الإسكان الاسرائيلي المتطرف "أوري أريئيل" فقد طالب باستخدام القبضة الحديدية ضد المنفذين منوهاً إلى أن الطلقات التي أصابت جليك "كانت موجهة في الحقيقة لكل يهودي أراد القيام بحقه في الصلاة في جبل الهيكل"، واصفاً المكان بالأقدس للشعب اليهودي.
في حين وصفت النائبة الليكودية المتطرفة والناطق السابق بلسان الجيش "ميري ريغيف" الحدث بالمخيف وأنه محاولة لإسكات البعض لتغيير الواقع بصلاة اليهود في الأقصى واعتبرت ما حدث تصعيداً خطيراً .
وغادرت ريغيف قاعة المؤتمر قبل دقائق من تنفيذ العملية بعد أن ألقت فيه كلمة دعت خلالها للصلاة في الأقصى.
بينما وصف نائب رئيس الكنيست والنائب الليكودي المتطرف "موشي فيغلين" ما حدث بالأمر الفظيع ولكنه كان متوقعاً بحسب فيغلين.
وقال من مكان العملية إنه ما كان يجب ترك جليك دون حراسة بعد تعرضه للكثير من التهديدات على حياته مؤخراً .
وعقب عضو الكنيست "موتي يوغاف" على العملية قائلا: "إنها مفزعة" داعياً إلى القيام بعملية "السور الواقي" في القدس وذلك بهدف الوصول لـ"المخربين" ومنفذي العملية على حد تعبيره.
وقال يوغاف المعروف باقتحاماته للأقصى إنه لا يأتي للمكان لأنه مقدس ولكن لبيان أن هذا المكان تحت السيطرة الإسرائيلية.
287
287